تركي العازمي / الاستقرار الذهبي!

تصغير
تكبير

سيعود مجلس الأمة الجديد بتشكيلة مختلفة ولا نعلم إن كانت القضايا العالقة سيتم حلها وفق مرسوم الضرورة أو تنتظر قدوم المجلس الجديد. إننا نطرح النصيحة للنواب الجدد بعد أن ظلت القضايا عالقة تبحث عن حل وسط لم تجده لأسباب عدة. أولها ان الحكومة لها وجهة نظر تجاه القضايا، ولم تشرك أعضاء مجلس الأمة في طريقة المعالجة، وتأتي مبادرتها غير مرضية في الزيادة، مكافحة غلاء الأسعار، إزالة التجاوزات، فرض هيبة القانون وتطوير خدمات البنية التحتية.

والسبب الثاني الذي يعد من أهم الأسباب يرجع إلى عدم قيام الحكومة بتجهيز خطة عمل وفق أولويات متفق عليها مع مجلس الأمة ومحددة بزمن للتنفيذ، وهناك أسباب أخرى تتعلق بمعتقدات بعض النواب وتصوراتهم عن الحلول المطلوبة للخلل الذي تعانيه الدولة.



يقول الله تعالى في كتابه الكريم: «أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم». وهذه الآية تعني أن الإقدام على أي خطوة غير مدروسة بعناية فائقة وعلى بينة فإن مصيره الفشل، وهو بالضبط ما حصل مع مجلس الأمة الماضي.

في السابق كانت اللجان في مجلس الأمة تدرس الحلول، ولجان وزارية تدرس بعضها حسب وجهة النظر الحكومية من دون تنسيق يرسم لنا خارطة الطريق المطلوب اتباعها.

إن أعضاء اللجان من نواب ووزراء وقادة هم في نهاية المطاف بشر معرضون إلى الخطأ والصواب، وحينما يجلس بعضهم على طاولة النقاش تحت ضغط معين فإنهم فاقدون إلى صفة الاستقرار الذهني المطلوب للإنجاز... إنهم يجـــتـــهدون وكـــل له معتقداته وتصوراته التي تحدد إسهاماته فإما أن تكون مصيبة وإما مخالفة للصواب.

فالاستقرار الذهني يحتاج إلى توفير خطة عمل، يحتاج على صفاء ذهني، يحتاج إلى قانون لا تكسره الاستثناءات ولا توقفه الواسطة أو الضغوط أياً كان نوعها ويحتاج إلى المعرفة!

الاستقرار الذهني كقاعدة للنقاش بحاجة إلى الإيمان المطلق بتوفير الخدمات للمواطنين على مستوى متطور، ويضمن حالة رخاء معيشي يضمن تقديم مصالح العباد وحقوقهم قبل البت في الحلول وذلك بشكل يسير وبغطاء عادل.

إننا نكتب من دون ضغط نفسي وفي استقرار ذهني لا ننحاز إلى جهة من دون أخرى، فالجميع مقصر من نواب وحكومة ولم تستقر الأوضاع في المجلس السابق لشعور بعض النواب بالقلق إزاء تحركات بعض النواب وانفراد الجهة التنفيذية في معالجة القضايا من الجانب الأخر.

كان دور الانعقاد السابق للمجلس المنحل قد شهد تعاوناً في اللحظات الأخيرة، وكنا نتمنى أن يستمر الاتفــــاق على الإنجاز، ولكن النفوس عادت إلى سلوكها الماضي ودخلت طرفاً في النقاش وهات «تصريحات»!

إننا ننتقد بعضنا البعض ونستمع إلى مجموعة ونتجاهل الأخرى، وقد تكون الجهة «المهمشة» هي صاحبة التوجه الأصح، ولكن قدر الله ما شاء فعل.

المجلس السابق نقلنا من ساحة الصراع السياسي وأدخلنا في صراع ذهني أعطى صورة مشوهة تأتي في الغالب على هيئة تأويل غير منطقي رفع من درجة الاحتقان بين السلطتين وظل الحكم، الشعب، صامتاً في وقفة غير مفهومة معالمها، ولن تتضح إلا بعد انتخابات مجلس الدوائر الخمس المقبل!

لذلك ننصح نواب المجلس الجديد في ضرورة العمل باســــتقرار ذهــــني يقــــرب ولا ينفر ويعطي المجال للتخطيط الاســــتراتيجي الذي نتمنى أن نراه من الجهة التنفيذية.

قول الله تعالى أعلاه يؤكد لنا القاعدة الأساسية في العمل والمتمثلة في توفير خطة عمل خمسية، كي يستطيع الفريقان العمل في مستوى عالٍ من الاستقرار الذهني ويعيد لنا الإنتاجية المفقودة... والله المستعان!

تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي