احتشم يا ولد!


| بقلم: لطيفة الظفيري |الصغير قبل الكبير فُرِض عليه التذمر وأصبح محللاً وناشطاً سياسياً مخضرماً، والأغلبية يئست وكلماتنا المتداولة إن لم تكن بالساعة فبدقيقة هي «ملينا، تعبنا، زهقنا، ما صارت، لي متى، كافي، ليش جذي، وين بنوصل، ولييييه، اووه نبي نرتاح، وين التنمية، ليش هالظلم، شوفوا العالم وين وصلوا واحنا؟... الخ». والقائمة لا تنتهي وبتطور دائم ووضعنا لا يزداد إلا سوءا، هذا واقعنا والسياسة المؤلمة اقتحمت حياتنا الشخصية وتوسطت منازلنا ومجالسنا.
أيقنت بأنها مسرحية كبيرة الكل فيها مستفيد ما عدا أفراد المجتمع. فنحن مجرد دمى فيها ولا نعلم ما هي نهايتها، ولكنني على يقين بأن نهاية غير سعيدة الا لأبطال هذه المسرحية الهزلية، لا أحاول ان اكون متشائمة ولكن هذا ما أراه يومياً، فكل انسان يفكر في نفسه وجماعته وطائفته ويحاول القضاء على الآخر وينفيه من وجه الارض، حتى لو تطلب الامر استخدام أبشع الوسائل السياسية، وقد شهدنا خلال الانتخابات الماضية من ينادي بالدستور والديموقراطية والحفاظ عليهما والنهوض بالبلد للقمم من جميع النواحي، ووعد من يمثلهم بأنه سيسعى لجعل الكويت تنافس دول العالم الاول، بل وان تكون هي الدولة الاولى المنافسة للعالم اجمع، ويحافظ على الوحدة الوطنية ويصون الديموقراطية والحريات التي تحسدنا عليها الشعوب الاخرى، التنمية الاقتصادية، مكافحة الفساد، حل قضية البدون، قصور فارهة لكل المواطنين والمواطنات، والاهتمام بجيل الشباب، تبني الابداع، تخريج نوابغ من مدارسنا وجامعاتنا، مراقبة لتضخم الاسعار، خدمات صحية متميزة، حل مشاكل الكهرباء والماء، خدمات عامة لم تحصل في تاريخ البشرية اجمع، تحقيق بين مساواة المواطن الكويتي بالمواطنة الكويتية، عدم مساواة المجتهد بالفاشل، ولم يترك شيئا لجعل الكويت هي جنة الله في الارض.
هيهات فذلك كله قبل تجربة وضمان الكرسي الاخضر، وعندما أصبح تحت قبة المغفور له الشيخ عبدالله السالم «ابو الدستور» بدأ التوجه والأحلام الوردية المرسومة للجمهور يتغيران، فبداية مجلس الامة كان التنافس على المناصب والمسميات الهم الأوحد للنواب، ووصل بهم الحال للمساومة اعطيك صوتي فتصوت مع تغيير المادة الثانية من الدستور، فانشق الشعب الكويتي الى صفين منهم من يؤيد والآخر يعارض لان ذلك يسبب بلا شك فتنة طائفية ويجرح ديموقراطيتنا، ويليه قانون جعل مواقع التواصل الاجتماعي قمة بالنشاط والتساؤل وايضاً بالفكاهة هو «قانون الاحتشام»، فهناك تساؤلات ما هو الهدف من هذا القانون، فنحن ابناء الكويت تربينا على الاحتشام ولسنا بانتظار من يفرض علينا مثل هذا القانون؟ وما المعيار لتحديد مدى احتشام الشخص؟ ومن سيطبقه على افراد المجتمع؟
امين سر جمعية العلوم الطبية المساعدة - جامعة الكويت
Follow me @latifah_d-
أيقنت بأنها مسرحية كبيرة الكل فيها مستفيد ما عدا أفراد المجتمع. فنحن مجرد دمى فيها ولا نعلم ما هي نهايتها، ولكنني على يقين بأن نهاية غير سعيدة الا لأبطال هذه المسرحية الهزلية، لا أحاول ان اكون متشائمة ولكن هذا ما أراه يومياً، فكل انسان يفكر في نفسه وجماعته وطائفته ويحاول القضاء على الآخر وينفيه من وجه الارض، حتى لو تطلب الامر استخدام أبشع الوسائل السياسية، وقد شهدنا خلال الانتخابات الماضية من ينادي بالدستور والديموقراطية والحفاظ عليهما والنهوض بالبلد للقمم من جميع النواحي، ووعد من يمثلهم بأنه سيسعى لجعل الكويت تنافس دول العالم الاول، بل وان تكون هي الدولة الاولى المنافسة للعالم اجمع، ويحافظ على الوحدة الوطنية ويصون الديموقراطية والحريات التي تحسدنا عليها الشعوب الاخرى، التنمية الاقتصادية، مكافحة الفساد، حل قضية البدون، قصور فارهة لكل المواطنين والمواطنات، والاهتمام بجيل الشباب، تبني الابداع، تخريج نوابغ من مدارسنا وجامعاتنا، مراقبة لتضخم الاسعار، خدمات صحية متميزة، حل مشاكل الكهرباء والماء، خدمات عامة لم تحصل في تاريخ البشرية اجمع، تحقيق بين مساواة المواطن الكويتي بالمواطنة الكويتية، عدم مساواة المجتهد بالفاشل، ولم يترك شيئا لجعل الكويت هي جنة الله في الارض.
هيهات فذلك كله قبل تجربة وضمان الكرسي الاخضر، وعندما أصبح تحت قبة المغفور له الشيخ عبدالله السالم «ابو الدستور» بدأ التوجه والأحلام الوردية المرسومة للجمهور يتغيران، فبداية مجلس الامة كان التنافس على المناصب والمسميات الهم الأوحد للنواب، ووصل بهم الحال للمساومة اعطيك صوتي فتصوت مع تغيير المادة الثانية من الدستور، فانشق الشعب الكويتي الى صفين منهم من يؤيد والآخر يعارض لان ذلك يسبب بلا شك فتنة طائفية ويجرح ديموقراطيتنا، ويليه قانون جعل مواقع التواصل الاجتماعي قمة بالنشاط والتساؤل وايضاً بالفكاهة هو «قانون الاحتشام»، فهناك تساؤلات ما هو الهدف من هذا القانون، فنحن ابناء الكويت تربينا على الاحتشام ولسنا بانتظار من يفرض علينا مثل هذا القانون؟ وما المعيار لتحديد مدى احتشام الشخص؟ ومن سيطبقه على افراد المجتمع؟
امين سر جمعية العلوم الطبية المساعدة - جامعة الكويت
Follow me @latifah_d-