| حسين الراوي |
كان أمير ويلز إدوارد الثامن طالباً في كلية دارتماوث في ديفونشاير، وهي كلية أكاديمية بحرية في انابوليس، وكان عمره 14 عاما تقريباً، وذات يوم شاهد أحد ضباط البحرية إدوارد يبكي، فسأله عما يضايقه، وفي بداية الأمر رفض الأمير إدوارد الإفصاح عن أي شيء، لكنه في النهاية اعترف بالحقيقة، حيث ذكر أن بعض طلاب البحرية يركلونه! فقام عميد الكلية البحرية باستدعاء الطلاب الذين ركلوه وأوضح لهم أن الأمير لم يشكُ شيئاً، ولكنه هو نفسه كان يريد معرفة السبب وراء معاملتهم العنيفة هذه للأمير دون سواه، واعترف الطلاب بعد كثير من التلعثم والتردد أن السبب من وراء ركلهم للأمير إدوارد هو أنهم يريدون عندما يصبحون في المستقبل ضُباطاً أو قادة في الأسطول الملكي أن يكون باستطاعتهم حين ذاك القول إنهم ركلوا الملك إدوارد في يوم من الأيام!
حكاية الأمير إدوارد هذه مع زملائه تشبه كثيراً حكايات النائب الذي نزل عليه الوحي فجأة وهو يتأمل بملكوت الله، فقرر استجواب سمو رئيس الوزراء هكذا دون أي تخطيط حقيقي أو تفكير منطقي! والشيء المضحك في الاستجواب هو أن يُستجوّب سمو الرئيس جابر المبارك في قضية لا تخصه ولا له أي علاقة بها، بل انها تخص وتتعلق بالرئيس السابق للحكومة، الذي يُعتبر النائب مُقدم الاستجواب من أحبابه ورجاله الخاصين حيث كان يدافع وينافح ويذود عنه في الطالع والنازل! وأزيد على هذا الضحك ضحكاً أن النائب مُقدم الاستجواب هو ذاته قد تم تحويله للنيابة بسبب انتفاخ رصيده البنكي في قضية الإيداعات المليونية!
ومما يضحك أيضاً والاستجواب برمته يشبه النكتة الضخمة، أن النائب مقدم الاستجواب قد صرّح في المجلس السابق قبل أن يتم حله، أن استجواب الإيداعات والتحويلات المليونية غير دستوري، والآن يتناسى ما صرّح به ويقول عن استجوابه انه دستوري! فبالله عليكم أي نكتة هذه أم أي استجواب ننتظره منه؟!! وقد كشف النائب أن محاور استجوابه تتكون من خمس نقاط، منها: تهاون الحكومة وقصور إجراءاتها في الإيداعات، والمماطلة والتسويف في تطبيق القانون. فأي تهاون يعنيه النائب مقدم الاستجواب وهو ذاته تم تحويله للنيابة العامة للتحقيق معه في الشبهة التي طالته، ودفع على إثرها كفالة أخرجته وهو لا يزال على ذمة التحقيق؟!! وماذا يريد النائب المستجوّب من الاعلام وبعض البنوك الكويتية؟!! هل يريدهم مثلاً أن يروا الخراب والدمار والملايين تنهب من أموال الشعب الكويتي ويبقوا صامتين لا يتكلمون ولا يفضحون الراشي والمرتشي اللذين اتفقا على بيع الكويت من أجل مصالحهما؟!!
في النهاية أقول ان هذا الاستجواب ذكرني بحكاية الأمير إدوارد، الذي كان يحاول بعض زملائه أن يضايقوه بشكل غير منطقي ولا عقلاني ولا مدروس حتى... فقط من أجل أن يفتخروا بمضايقته في يوم من الأيام!
alrawie @
[email protected]