No Script

هنا خيطان... أهلاً بكم في «مدينة الإهمال»!

تصغير
تكبير
| كتب باسم عبدالرحمن

وعمر العلاس |

«خيطان... مهد الحضر»، هكذا يقول العديد من المواطنين، لكنها اليوم تئن تحت المشكلات المتعددة والمتنوعة... ساحة ترابية كبيرة، بعد هدم جزء كبير من منطقة خيطان الجديدة بعد تثمينها لإعادة بنائها، تنتظر قرار اعادة اعمارها بشكل يلائم موقعها السياحي للاستفادة من موقعها القريب من المطار.

بقية المنطقة تعاني كمية كبيرة من المشكلات الخدمية والاجتماعية والصحية، بسبب اهمال المنطقة التي اشتكى قاطنوها لـ«الراي» من تكسر الشوارع وضيقها وكثرة الحفر والمطبات بها، ما يتسبب في جملة من المشكلات المترتبة على ذلك، منها الازدحام المروري، وتعرض المركبات للتدمير والاعطال، بسبب الطرق غير الممهدة وانتشار الساحات الترابية، التي تعج بفوضى السيارات التي تركن حسب أمزجة اصحابها، ويستغلها اصحاب الشاحنات الثقيلة وباصات نقل العمال ورافعات الخرسانة الممنوعة اصلا من الوقوف في الساحات السكنية، لأنها تتسبب في الازدحام في الشوارع، نتيجة قلة المواقف وتخلف وراءها ملوثات الزيوت.

يتحدث سكان منطقة خيطان عن معاناتهم من عدم توفر اندية رياضية او حدائق عامة او اماكن للترفيه والتنزه، برغم احتوائها على عدد كبير من السكان، سواء من المواطنين او الوافدين، وغلبة المباني القديمة فيها على الجديدة، الامر الذي يتسبب في افساد المنظر الحضاري للكويت، لأنها تقع على طريق المطار، وأول مدينة تقابل القادم من المطار، وكأنها تلفت انتباهم بقولها «اهلا بكم في خيطان... مدينة الإهمال!».

المواطنون الذين التقتهم «الراي» لفتوا المسؤولين إلى ضرورة التحرك لحل مشكلات منطقة خيطان، التي لا تنتهي. فهي مشكلات متنوعة ومتشابكة ما بين اجتماعية، بانتشار البيوت القديمة التي تكتظ بالعزاب، ومشكلات صحية نتيجة انتشار الروائح الكريهة، نتيجة عدم وجود أنطمة الصرف الصحي، واللاأمن في عدد من شوارعها، اضافة الى انتشار البقع الزيتية الناتجة عن شاحنات النقل الثقيل وباصات العمال.



يشير محمد عبدالفتاح أحد القاطنين في خيطان، الى ضعف وتردي الخدمات بصفة عامة في المنطقة التي تعاني من عدد من المشكلات المتنوعة، ما بين الخدمية والصحية، حيث قلة الخدمات وانتشار الروائح الكريهة، رغم ان البلدية تقوم برفع المهملات بصفة دورية.

وقال اننا كنا في السابق نقول انه لا يوجد ذباب او ناموس في الكويت، بسبب حرارة الطقس، غير اننا لا نرى الذباب سوى في منطقة خيطان، خاصة في فصل الربيع، بسبب ما تعانيه المنطقة من اهمال تام في قضية النظافة، اضافة الى تزاحم السكان بما يفوق طاقتها من البشر، حيث يصل عدد ساكني الغرفة الواحدة في منطقة خيطان ما يتجاوز الـ5 افراد، واحيانا يصل الى 8 افراد، بسبب ضعف الدخل وقلة فرص العمل.

واضاف عبدالفتاح ان منطقة خيطان من المناطق المغضوب عليها في توفير الخدمات، على الرغم من ان هناك اجزاء كبيرة في المنطقة يسكنها مواطنون ولا تقتصر فقط على وافدين، الذين يقيمون في العمائر السكنية بالقرب من منطقة الاسواق المركزية ومنطقة مضخة المياه.

اما احمد حسن، فقال ان منطقة خيطان تعاني شوارعها من الضيق الشديد والازدحام الناتج عن عدم توفر ساحات لايقاف السيارات، كما ان الساحات لا تكفي السيارات الصغيرة، بسبب ايقاف شاحنات النقل الثقيل وباصات نقل العمال، علاوة على كرينات صب الخرسانة والكونكريت في هذه الساحات، وهو الامر الممنوع من قبل البلدية، لكن لا يوجد التزام بذلك، ما لا يجعل هناك مواقف كافية للسيارات الصغيرة في هذه الساحات، وبالتالي نجد اصحابها يلقون بها على جانبي الشارع، الامر الذي يتسبب في ازدحام وفوضى عارمة في معظم الشوارع.

واشتكى حسن قلة مواقف السيارات المعبدة والمرصوفة المجهزة لايقاف السيارات بطريقة منظمة، غير ان الواقع يحكي انه لا توجد اصلا ساحات، وان وجدت فهي ترابية وغير منظمة، فتجد كل من يوقف سيارته بحسب مزاجيته فلا تكاد تكفي الساحة الترابية غير المجهزة اصلا سوى لبضعة سيارات نتيجة غياب الوعي والحس المجتمعي من اغلب سكان المنطقة وعدم تعاون اهل المنطقة في ايقاف سياراتهم بشكل منظم يسمح للاخرين بالاستفادة من هذه الساحات لاستيعاب اكبر قدر من السيارات.

واوضح حسن ان منطقة خيطان لا يوجد بها مكان ترفيهي واحد يصلح للتنزه كالحدائق والمنتزهات، باستثناء حديقة يتيمة يطلق عليها حديقة خيطان لا تصلح اصلا للعائلات بسبب وقوعها في منطقة غير مناسبة للذهاب اليها، فهي تقع امام سكن العزاب، وفق نظام الغرف، ولا يوجد بها ما يشجع اصلا على الذهاب اليها، مقارنة بحديقة عامة كما هو الحال في حديقة منطقتي الجابرية والسالمية.

واضاف حسن ان شاحنات النقل الثقيل وباصات نقل العمال المنتشرة في جميع مناطق خيطان، تتسبب بدورها في زيادة نسبة التلوث، حيث ان هذه الآليات تخلف وراءها زيوتها وشحومها، التي تلقى على الارض، دون اعتبار لأي ضمير او وازع او حتى رادع، نتيجة غياب الرقابة الكافية وعدم الاهتمام بمنطقة خيطان.

واتفق مصطفى السيد مع أحمد. واكد ان منطقة خيطان تعاني من عدم توفر اي منتزه رياضي. فهي تكاد تفتقر لوجود صالة جيم لممارسة الرياضة، باستثناء صالة او اثنين على الاكثر، الى جانب عدم وجود ممشى عام لممارسة رياضة المشي.

وقال السيد ان من عليه ممارسة الرياضة يتوجه بدوره الى منطقة حولي، للبحث عن صالة العاب رياضية مناسبة او ممشى يليق بممارسة الرياضة، نتيجة عدم توفرها في خيطان، وكأنها اختراعات لم تصل اليها منطقة خيطان.

واشار السيد الى عدم توفر مثل هذه الصالات في خيطان يعود بالدرجة الاولى، الى ان اغلب السكان من العزاب العاملين في مجال العمالة اليومية في مجال المعمار والانشاءات، وهو في حد ذاته اكبر رياضة لهذه الفئة، لاعتماده على المجهود البدني، هذا من جهة، ومن جهة ثانية تدني سقف رواتب معظم سكان المنطقة الذين لا يعنيهم بالتالي توافر صالات لممارسة الرياضة، ويعتبرون ان هذا الامر لا يناسب الا ذوي الدخول المرتفعة.

اما سيد هاشم فقد اوضح ان النقر والحفر ابرز ما يميز شوارع منطقة خيطان، التي تنتشر في كل شبر في المنطقة، فضلا عن انتشار المطبات الصناعية المنشأة بطريقة غير فنية بالمرة، فهي لا تحكمها مسافات معينة وغير مظللة باللون الابيض، حتى تساعد سائقي المركبات على تجاوزها بسهولة ويسر.

وقال هاشم ان الحفر المتواجدة بالشوارع لا تقتصر فقط على الشوارع الجانبية، فمثلا في الشارع الذي يقع المخفر فيه باعتباره الشارع الرئيسي في خيطان، يوجد كمية كبيرة من الحفر العميقة، التي من الممكن ان تحطم وتخرب اية سيارة صغيرة ان مرت عليها مسرعة، لافتا الى ان قادة المركبات في منطقة خيطان يعانون دوما من مشكلات الهيئة الامامية بسياراتهم بسبب حفر ومطبات المنطقة.

واكد هاشم ان البنية التحتية في خيطان تكاد تكون منعدمة فكل سكناتها برغم الطفرة المعمارية التي عمت الكويت بصفة عامة، إلا في منطقة خيطان التي تحتفظ بكمية كبيرة من المنازل والبيوت العربية القديمة، التي يتم تاجيرها وفق نظام الغرف، وقاطنوها لهم العذر في ذلك لتدني مستويات رواتبهم.

اما حسين بدران فكان رأيه لا يختلف عن سابقيه، بعد ان شدد على قضية النظافة في خيطان، اشار الى عدم وجود صرف صحي بطريقة آمنة في المنطقة، لدرجة ان كثيرا من الشوارع تتحول الى برك مياه ومستنقعات، نتيجة انسداد فتحات تصريف المياه، خاصة عقب نزول الامطار او انسداد فتحات المجاري الرئيسية بالشوارع.

وقال ان هناك عددا من البيوت العربية القديمة التي تطفح بها المجاري فتقوم بتصريف المجاري الى الشوارع، وهو ما يتبين جليا في الشوارع الواقعة خلف حديقة خيطان، والتي يعاني من يمر فيها من انتشار المياه الملوثة هنا وهناك، الى جانب انبعاث الروائح الكريهة التي تكون بيئة آمنة لتكاثر الاوبئة والامراض.

ولفت بدران الى ان منطقة خيطان تحتاج الى ثورة تنظيمية تنظيفية شاملة، تشمل كافة المنطقة التي باتت مرتعا لانتشار الامراض والسلوكيات الغريبة، لتخلصها مما هي فيه، وتشمل توسعة في الشوارع، لا سيما الشوارع الرئيسية، واعادة رصفها من جديد، اضافة الى انارة الشوارع المظلمة وتركيف ارصفة صالحة للاستخدام والمشي عليها، علاوة على رصف الساحات المفتوحة وتنظيمها حتى تكون صالحة لايقاف السيارات بطريقة منظمة.

وطالب بدران المسؤولين بضرورة توفير ممشى لهواة المشي وحديقة عامة، يمكن الاستمتاع بها من خلال استغلال الساحة الواقعة امام مخفر خيطان، لأنها مناسبة جدا لاقامة الحديقة، بدلا من تركها هكذا دون اي استفادة منها، لأنها عبارة عن قطعة ارض مثيرة للاتربة، كلما هبت عليها الرياح خاصة مع كبر مساحتها.

وقال بدران ان من يقطن في منطقة خيطان ان اراد التنزه فما عليه سوى مغادرة خيطان بالتوجه الى اي منطقة خارجها، لعدة اسباب، اولها عدم توافر مجمعات ترفيهية وتجارية ذات مستوى راق ومرتفع، وانتشار البنايات القديمة وشبه القديمة في كل ارجاء المنطقة، وتكسر وتهدم شوارعها وخلوها من الاشجار، والافتقار الى مكان يصلح للتنزه لرب الاسرة وعائلته، وحتى السينما الموجودة في المنطقة نجد ان الاقبال عليها لا يذكر.

اما حسين عبدالحميد فقد استغرب من حالة اللامبالاة من قبل المسؤولين تجاه منطقة خيطان. وقال ان خيطان تعد اول منطقة تقابل اي زائر قادم من المطار وهذا بحد ذاته يصيب الزائر بالضجر. اذا ما كانت هذا اول ما يراه في الكويت، بسبب تردي مستواها وافتقارها للمناظر الجمالية او البنايات الاستثمارية الشاهقة.

وقال عبدالحميد، ان من يقود سيارته باتجاه حولي من خلال طريق المغرب السريع يشعر، وكأنه في مدينة نظيفة على مستوى عال من الرقي والرفاهية، بسبب المنظر العام لمنطقة حولي من الخارج، بينما يشعر بخيبة امل، حينما يسير على طريق المطار او طريق الملك فيصل، بسبب تهالك البنايات المطلة على هذه الطرق، وان كانت هناك بنايات مرتفعة فمنظرها العام لا يبعث على التفاؤل.

واضاف ان منطقة خيطان الجديدة التي كان بها شبرة الخضار قديما قبل هدمها وتثمينها، ما زالت ارضا فضاء، تنتظر البناء الى الآن، بالرغم من مرور عدة سنوات على هدمها، والتي من الممكن الاستفادة منها في تحويلها الى واحة ابداعية تتناسب مع وقوعها بالقرب من المطار، لاعطاء انطباع جيد عن مدن الكويت.

والى مشكلة انسداد شبكة الصرف الصحي التي تكاد تعاني منها معظم شوارع المنطقة على حد قول احد قاطني المنطقة ويدعي خالد جاد، مضيفا «على سبيل المثال كمية المياه الراكدة التي تتزايد يوميا، نتيجة عدم تصريف مياه الصرف الصحي، والتى ترونها امامكم قد تحمل طفيليات مع مرور الوقت، ولذا نناشد الجهة المعنية ايجاد حل لأعطال شبكة الصرف الصحي»، مضيفا «نشكر جريدة الراي على تسليط الضوء على هذا الأمر، وعسى أن يجد استجابة لدي المسؤولين».

ويتابع «ليس صحيحا كما يقول البعض ان هذه مياه أمطار»، موضحا «أن كانت كذلك فمن الطبيعي ان تنصرف تلقائيا الى شبكة الصرف الصحي وهذا ما لم يحدث. وعليه نقول ان هذا الاهمال يتسبب لنا بالذعر ان صح التعبير».

ويكمل عماد الدين حسان حديث زميله، مؤكدا «أن منطقة خيطان تعاني أهمال سواء على مستوى شبكة الصرف الصحي، أوعلى مستوى شبكة الطرق»، مصطحبا الى أحدى الحفريات في أحد شوارع منطقة خيطان الرئيسة والتي لا تبعد سوي امتار قليلة من مخفر وجمعية خيطان، طالبا رصد مظهر من مظاهر هذا الاهمال على حد قوله».

ويضيف وهو يشير الى واحدة من جملة الحفر الخطرة المتواجدة في الشارع « للأسف غير موجود عليها علامات تحذيرية ترشد السائق للابتعاد عنها»، مضيفا» لاعرف بالضبط ان كانت هناك حوادث وقعت بسبب تلك الحفر أو لا، لكن ما أؤكد عليه أنه حتميا ستقع كوارث وليس حوادث، ما لم يتم تدارك الأمر من قبل المعنيين».

والى مظهر آخر من مظاهر الاهمال في منطقة خيطان يتحدث الينا صابر رفاعي «هناك مشكلة أخرى نعاني منها، وهي أن معظم الساحات تحتلها الشاحنات والهاف لوري، بل وصل الأمر الى اصطفاف تلك المركبات على جوانب الشارع»، مضيفا أن «القوانين المعمول بها في البلدية على حد علمي تمنع تواجد تلك الشاحنات في المناطق السكنية».

ويتابع «لم أر أي منع أو مخالفة بحق الشاحنات»، معتبرا في ذات الوقت ان هذا الأمر قد يكون بسيطا مقارنة بمشكلة الازدحام المروري التي تعانيه مخارج المنطقة في ساعات الذروة»، موضحا ان «منطقة خيطان لها خصوصيتها في هذا الشأن»، فازدحامها المروري على حد وصفه «غيرشكل».

ويكمل «هناك مشكلة أخرى قد يشعر بها ساكنو منطقة خيطان على المدى البعيد، حيث من المتوقع في ظل ما تشهده من طفرة عمرانية غير مسبوقة، ان يتضاعف عدد قاطنيها مرات ومرات، ما يترتب عليه بطبيعة الحال في ظل بنية تحتية متواضعة، مقارنة بمناطق أخرى، تفاقم كثير من المشكلات الحالية إن لم يتم تدارك الأمر»، على حد قوله.





«العمالة العزابية»

... أم المشكلات



لا تغيب مشكلة ما يسمى «العمالة العزابية» عن مائدة مشكلات خيطان، فهي حاضرة دائما وتكاد تكون السمة المميزة للمنطقة.

ويقول في هذا الصدد محمد عبد الكريم «أعتقد من الصعب التحدث عن حلول لتلك المنطقة، ما لم يكون هناك حل لمشكلة العزاب»، مضيفا أن «كثيرا من مشاكل المنطقة بسبب هذا الأمر».

ويضيف «سمعنا منذ سنوات عن مدن تبنى لاحتواء العمالة العزابية، لكن الى أين وصلت؟ فهذا ما يسأل عنه المعنيون من أهل البلد في هذا الشأن»، متابعا «اسكن في أحدى العمارات منذ فترة ليست بالقصيرة، وكان يقطن جميع وحداتها عائلات. لكن تبدل الحال فيما بعد، ليحل العزاب في عدد من الشقق، ولتبدأ المشاكل».

ويتابع «الحل لمشاكل منطقة خيطان أو غيرها من المناطق التي تقطنها العمالة العزابية، هو توفير مساكن ملائمة» لهؤلاء، معتبرا انه «ليس معقولا ان يعيش في شقة مكونة من غرفة وصالة أكثر 10 أشخاص»، موضحا «انه في مثل هذه الحالة سيكون هناك مشكلة في كافة المرافق سواء في الكهرباء أو المياه أو في شبكة الصرف الصحي وغيرها من المرافق».





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي