| سلطان حمود المتروك |
التاريخ سفر عظيم وإن المطلع عليه يجد حقائق دقيقة وأخباراً متنوعة ومشاهد مختلفة لسنين وأشهر وأيام تترى ولاشخاص جدوا واجتهدوا وخلدوا في ذاكرة التاريخ عبراً وصوراً وعطاءات مختلفة في مجال الإصرار من أجل الوصول الى الغاية، تخلدهم أحداث وأعمال جليلة تكتب بأحرف من نور.
وقد أسعدني كثيراً ما قرأته أخيراً في مؤلف من مؤلفات الأستاذ الخبير محمد عبدالهادي جمال وهو كتاب لقاء مع التاريخ حيث يتحدث عن حقبة زمنية عاشها الكويتيون بأحداثها ووسائلها وطرقها وأماكن سكناهم عن طريق أكثر من أربعين لقاء أجراها أبوعلي مع جده العم إسماعيل علي إسماعيل جمال خلال الفترة من 1980 إلى 1992 دوّن فيها جميع معتركات الحياة على أرض هذه الديرة الطيبة خلال قرن من الزمان وبين مكان حراك جدهُ المغفور له الذي كان يقطن في منطقة الوسط وهي تضم الكثير من المواقع المهمة كقصر السيف والفرضة وفريج الشيوخ وبراحة مبارك وفريج القناعات وجزءاً من الأسواق الرئيسية كالسوق الداخلي وسوق التجار ومسجد السوق الكبير وقهوة بوناشي ودروازة العبدالرزاق والمدرسة المباركية والأحياء الملاصقة والقريبة لهذه المواقع.
وقد أوضح الأستاذ محمد عبدالهادي جمال كثيراً من المواقع والمدارس والمباني والبيوت في خريطة تفصيلية اشتمل عليها هذا الكتاب، والذين لم يستطع أن يصل إلى مواقع بيوتهم ذكر أسماءهم تخليداً لذكراهم وأن المطلع على هذا الكتاب يجد النسيج المترابط بين بيوت الكويتيين وعوائلهم وكان هذا في الموقع والاتحاد الوجداني والأسري في ما بينهم.
عزيزي القارئ سأعلن عن حقائق كثيرة من هذا الكتاب في مقالات قادمة إذا أذن الله الكريم، ويبقى أن ندعو بالرحمة والمغفرة للحاج/ إسماعيل جمال صاحب الكاركة (مصنع الرهش والهردة الأول على أرض هذه الديرة الطيبة)، والعمر المديد للأستاذ الخبير المتألق/ صاحب المؤلفات الكثيرة في مجال التراث محمد عبدالهادي جمال.
وصدق الأديب:
الحب لا يخفى على من يرى
مهما انطوى بصدر خل أمينِ
والجهر يحلو عند صدق الوفا
محبوبتي ذكر اسمها يحييني
هي الكويت موطني شامخٌ
جبينها يعلو فيعلو جبيني