حل الأمير (حفظه الله ورعاه) مجلس الأمة بعد أن نفذ صبره وذكر في خطابه السامي أنه لا مكان في وطننا لمتعصب لطائفة أو قبيلة أو لفئة ما، وهو كلام كبير نتمنى أن تعيه القاعدة الانتخابية وتترجمه في حسن الاختيار، بعيداً عن الحسابات الماضية!
إن من يحدد حسن الاختيار نحن جموع الناخبين، فالعامل النفسي الذي يؤثر على اختيارنا يجب أن ينطلق من قاعدة الولاء للوطن والاختيار للأفضل حسب الكفاءة فقط بغض النظر عن صفة المرشح وانتمائه... وهو أمر صعب التحقيق، ولكننا متمسكون بالأمل!
البداية مع توزيع الدوائر الخمس التي تبين الأرقام فيها ارتفاع نسبة الناخبات بنسب متفاوتة، ففي الدائرة الأولى 12في المئة، والدائرة الثانية 8 في المئة، والدائرة الثالثة 14 في المئة، والدائرة الرابعة 18 في المئة، والدائرة الخامسة 12 في المئة، ومعدل الارتفاع بالنسبة للدوائر الخمس 13 في المئة. ورغم زيادة نسبة الناخبات عددياً إلا أننا نرى أن المرشحات لن تسمح لهن التركيبة الثقافية في الدوائر الأولى، والرابعة، والخامسة من حصد أصوات منافسة للمرشحين، وقد تشتد المنافسة في حال توفير الإعداد السليم لقواعدها في الدائرة الثالثة، ونوعاً ما في الثانية، والتركيز على اللجان النسائية مطلب حتمي! والملاحظ أن الدوائر الخمس تقلل من تأثير القبيلة في الانتخابات، حتى وإن تم العمل بالانتخابات الفرعية، التشاورية، أو التزكيات فإن المرشح يجب مع توافر القاعدة التي ينطلق منها أن يحظى بقبول لدى الفئات والقبائل الأخرى وحضر الدوائر من سنة وشيعة.
هذه النظرة الأولية لوضع الانتخابات المقبلة، ولا شك أن الحملات الانتخابية للمرشحين ستكشف تدريجياً ثقل كل مرشح حسب الطرح والكفاءة التي يتمتع بها المرشح أو المرشحة.
إن الولاء للوطن يوجب علينا حسن الاختيار، فالنائب ضمن تركيبة الدوائر الخمس يمثل الأمة بأسرها والأصوات التي سيحصدها لن تكون محصورة على مجموعة، بل هي خليط من قناعات مختلفة.
في جميع الانتخابات الماضية كانت المعايير خاطئة وكانت هناك مؤشرات سلبية طغت على العملية الانتخابية من دروس الماضي.
إننا مقبلون على نقلة نوعية استثنائية في التعامل مع القضايا العالقة، ونرجو ألا تشهد الحملات الانتخابية تجريحاً أو تجاوزاً في أدب الطرح، وأن تكون هناك أجندة واضحة للمرشح أو المرشحة، وأن يحكم الناخب والناخبة عقلهما وضميرهما ولا يعيرا العاطفة، أي كان نوعها، اهتماماً عند تقييم المرشحين والمرشحات.
تسير خطانا إلى مركب يضم نخبة من المجتمع الكويتي، فإن جاء الاختيار عادلاً فسيكون بالإمكان عبور الصعاب كلها، ليصل إلى النتيجة المطلوبة في جو لا تعصف به أمواج التهديد أو الغمز أو اللمز وخلافه من التداعيات التي أدت إلى حل مجلس الأمة، وهذا يتطلب توفير تشكيلة وزارية قوية!
إنها أيام تفصل بيننا وبين ذلك اليوم الذي حدد دستورنا وبعدها نتوجه إلى لجنة فيها الصناديق منتظرة لأصواتنا العادلة.
فاللهم هبنا صفة حسن الاختيار، وامنحنا كل الدوافع التي تحرك ضمائرنا نحو حسن الاختيار، واللهم أبعد عنا شوائب الأنفس، واحفظنا بحفظك يا كريم يا منان... والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]