د. وائل الحساوي / نسمات / ... وأسقط بشار

تصغير
تكبير
ال?يتو الروسي - الصيني في مجلس الأمن ضد إدانة النظام السوري كان قاسياً على النفس ومحبطاً، لكن لو تفكرنا في الأمر ملياً لعلمنا بأنه باب خير على المسلمين، فخلال العقود الماضية تعوّد العرب والمسلمون بأن يلجأوا إلى دول الغرب والولايات المتحدة الأميركية لمساعدتهم كلما مروا بأزمة، ولا شك أن الإنسان الذي يعتمد على غيره يظل ضعيفاً عاجزاً، كما أن مساعدة الغرب لنا وراءها فاتورة طويلة وتدخلات في شؤوننا، والقضية الأهم هي أننا من دون شعور منا نشعر بأن النصر من هؤلاء وليس من الله تعالى، بل ونتمادى برفض تهيئة أسباب النصر انتظاراً للأسياد لكي يقوموا بدورهم في نصرتنا.

أنا متأكد بأن النظام السوري يترنح وهو على وشك السقوط بإذن الله تعالى، وما تخبطه في الآونة الأخيرة وزيادة بطشه بشعبه إلا دليل على أنه قد فقد الأمل وأصبح يستخدم سياسة الأرض المحروقة وهي أدت إلى انهيار السوفيات في أفغانستان والتعجيل بسقوط دولتهم.

إن بشّار النعجة قد اعتقد في البداية بأن طريقة والده في استخدام البطش غير المبرر ستنجح كما نجحت في مدينة حماة عام 82، ولكنه نسي بأن الأمور قد تغيرت، وأن الذي يقاومه اليوم هو جميع أصناف الشعب السوري وليس جماعة الإخوان المسلمين فقط، وأن استمرار نزول ذلك الشعب الصامد إلى الشوارع وتحديهم للقتل والدمار يدل على أنهم لا يمكن أن يتراجعوا عن هدفهم الأسمى، كذلك فإن تعلق النظام بروسيا اليوم يختلف عن تعلقه بالاتحاد السوفياتي سابقاً والذي كان له القوة والجبروت، حتى إيران التي دخلت الحرب معه بجميع ما أوتيت من قوة تعاني اليوم من كراهية شعبها لحكومتها وتحركه لإزاحتها والتخلص منها، فبشار لا شك أنه يتعلق بخيوط العنكبوت وإنها ستنهار به بإذن الله.

نبارك للشعب الكويتي حكومة وشعباً قيادته لحملة إغاثة الشعب السوري، ونبارك لمن يقدمون مئات الألوف من الدنانير لدعم إخوانهم، فهي لا تقاس بالأرقام ولكنها دلالة على النخوة التي يحتاجها الشعب السوري لتقوية معنوياته وإشعاره بوقوف إخوان له في العقيدة معه، وهذا أهم ما يسانده ويشد من عزيمته، وقد أصدر نواب بعثيون في الأردن بالأمس بياناً يستنكرون فيه زيارة وفد من مجلس الأمة الكويتي لإخوانه السوريين في الأردن ما يدل على أنهم يرتعبون حتى من مجرد الزيارة.

كما لا يفوتنا أن نهنئ تركيا على مواقفها المبدئية لتقول للعالم بأن القضية السورية هي قضية إسلامية وليست عربية فقط، كما أنها تعيد في أذهاننا التاريخ المجيد للدولة العثمانية وحمايتها للبوابة الشرقية والغربية من حياض الإسلام.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي