مع ما تشهده الأمة من إراقة لدماء أبنائها
تذكير بحرمة دماء المسلمين
دماء المسلمين تراق في كل مكان كأن لاقيمة لها
| وليد دويدار |
مما لا شك فيه أن أكبر الذنوب والسيئات ما عظُم ضرره، واستطار شرره، و عم شرّه، وتضررت به البلاد والعباد والشجر والدواب، وأفسد الحياة، ودمر الدين والدنيا، كالشرك بالله تعالى وقتل النفس التي حرم الله وغير ذلك من كبائر الذنوب والآثام، قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ» [الرعد : 25] .
حكم ترويع المسلم:
لقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة المسلم، ونهى عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما يؤذيه، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما» رواه أبو داود وحسنه الألباني.
وفي الحديث أيضا: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه» رواه مسلم .
قال النووي - رحمه الله تعالى - قوله عليه الصلاة و السلام: «وإن كان أخاه لأبيه وأمه» مبالغة في عموم النهي في كل أحد سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم، سواء كان هزلا و لعبا أم لا، لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، .... إلى أن قال: «ولعن الملائكة له يدل على أنه حرام» شرح النووي لسلم 5/476. فإذا كان هذا كله في النهي عن تخويف المسلم أو ترويعه ، فما بالنا بحرمة دمه ؟!.
حرمة دم المسلم:
إن من سنة الله تعالى ورحمته أن الذنوب والجرائم العظام يهيئ الله لها من شرعه وقدره ما يقضي عليها، و يوقف أصحابها عند حدِّهم، مثل القصاص للقاتل، وقطع يد السارق، وإذا سلم المجرم من عقوبة الشرع، فإنه لا ينجو من عقوبة القدر أبدا، والجزاء من جنس العمل، و لا يظلم ربك أحدا، و قد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» رواه البخاري و مسلم.
ومع ما تشهده الأمة الإسلامية من إراقة لدماء أبناءها وكأن ليس لها قيمة..!! نذكر بقول الله سبحانه وتعالى : «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً» [النساء : 93]، وقوله تعالى: «وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» [الأنعام : 151]، وقوله سبحانه: «وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً» [الإسراء : 33]، وقوله عز وجلَّ: «وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * و َمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً»[النساء :29, 30]، وقال جل وعلا: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً» [الفرقان : 68] .
وفي السنة ما يؤكد على معاني الآيات بل ويزيد البيان في حرمة الدماء والترهيب من قتل النفس بغير حق، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً». رواه البخاري.
وكان ابن عمر يقول: من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حله.
وثبت عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» رواه البخاري و مسلم.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق في السبع الموبقات - أي المهلكات -، ولعظيم حق هذه النفس المؤمنة كان زوال الدنيا أهون من قتلها، ففي حديث بُريدة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا «رواه النسائي و صححه الألباني.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو ان اهل السماء و أهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار» رواه الترمذي و صححه الألباني.
وروى عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: «ما أطيبك، وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك.. الحديث» رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وثبت عن أبي الدرداء (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمداً» رواه أبو داود وصححه الألباني. وأما موقف القاتل يوم القيامة فقد ذكره أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج عنق من النار يتكلم يقول: وكلت اليوم بثلاثة:... وذكر فيهم: ومن قتل نفسا بغير حق .. يقول: فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم» رواه أحمد وصححه الألباني. هذا وصلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم .
[email protected]
@ahlalathr
مما لا شك فيه أن أكبر الذنوب والسيئات ما عظُم ضرره، واستطار شرره، و عم شرّه، وتضررت به البلاد والعباد والشجر والدواب، وأفسد الحياة، ودمر الدين والدنيا، كالشرك بالله تعالى وقتل النفس التي حرم الله وغير ذلك من كبائر الذنوب والآثام، قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ» [الرعد : 25] .
حكم ترويع المسلم:
لقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على حرمة المسلم، ونهى عن ترويعه وتخويفه والتعرض له بما يؤذيه، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروع مسلما» رواه أبو داود وحسنه الألباني.
وفي الحديث أيضا: «من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وإن كان أخاه لأبيه وأمه» رواه مسلم .
قال النووي - رحمه الله تعالى - قوله عليه الصلاة و السلام: «وإن كان أخاه لأبيه وأمه» مبالغة في عموم النهي في كل أحد سواء من يتهم فيه ومن لا يتهم، سواء كان هزلا و لعبا أم لا، لأن ترويع المسلم حرام بكل حال، .... إلى أن قال: «ولعن الملائكة له يدل على أنه حرام» شرح النووي لسلم 5/476. فإذا كان هذا كله في النهي عن تخويف المسلم أو ترويعه ، فما بالنا بحرمة دمه ؟!.
حرمة دم المسلم:
إن من سنة الله تعالى ورحمته أن الذنوب والجرائم العظام يهيئ الله لها من شرعه وقدره ما يقضي عليها، و يوقف أصحابها عند حدِّهم، مثل القصاص للقاتل، وقطع يد السارق، وإذا سلم المجرم من عقوبة الشرع، فإنه لا ينجو من عقوبة القدر أبدا، والجزاء من جنس العمل، و لا يظلم ربك أحدا، و قد ثبت عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» رواه البخاري و مسلم.
ومع ما تشهده الأمة الإسلامية من إراقة لدماء أبناءها وكأن ليس لها قيمة..!! نذكر بقول الله سبحانه وتعالى : «وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً» [النساء : 93]، وقوله تعالى: «وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» [الأنعام : 151]، وقوله سبحانه: «وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً» [الإسراء : 33]، وقوله عز وجلَّ: «وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * و َمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً»[النساء :29, 30]، وقال جل وعلا: «وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً» [الفرقان : 68] .
وفي السنة ما يؤكد على معاني الآيات بل ويزيد البيان في حرمة الدماء والترهيب من قتل النفس بغير حق، فعن ابن عمر (رضي الله عنهما) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: «لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حراماً». رواه البخاري.
وكان ابن عمر يقول: من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها، سفك الدم الحرام بغير حله.
وثبت عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء» رواه البخاري و مسلم.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق في السبع الموبقات - أي المهلكات -، ولعظيم حق هذه النفس المؤمنة كان زوال الدنيا أهون من قتلها، ففي حديث بُريدة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: «قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا «رواه النسائي و صححه الألباني.
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو ان اهل السماء و أهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار» رواه الترمذي و صححه الألباني.
وروى عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول: «ما أطيبك، وما أطيب ريحك، ما أعظمك وما أعظم حرمتك، والذي نفس محمد بيده لحرمة المؤمن عند الله أعظم حرمة منك.. الحديث» رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وثبت عن أبي الدرداء (رضي الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت مشركا أو يقتل مؤمنا متعمداً» رواه أبو داود وصححه الألباني. وأما موقف القاتل يوم القيامة فقد ذكره أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج عنق من النار يتكلم يقول: وكلت اليوم بثلاثة:... وذكر فيهم: ومن قتل نفسا بغير حق .. يقول: فينطوي عليهم فيقذفهم في غمرات جهنم» رواه أحمد وصححه الألباني. هذا وصلِّ اللهم على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم .
[email protected]
@ahlalathr