No Script

داليدا: لقب مغنية الأعراس شرف لي ... ولا أطمح للعالمية بل لحجز مكان في قلوب الناس

تصغير
تكبير
| متابعة - إيلي خيرالله |

جميلة، مغناج، تملك قدرة سحرية على العبور الى قلب من يحالفه الحظ بأن يلتقيها وسرّها الوحيد ابتسامتها التي لا تفارق محيّاها وعيناها اللتان تعبّران عمّا تكتنزه في أعماقهما من صفاء وروح مرحة... انها الفنانة داليدا، اللبنانية الأصل، التي حلّت ضيفة على برنامج «ليل ونجوم»، في التاسعة من مساء السبت الماضي، وقد امتّد اللقاء حتى الحادية عشرة ليلاً، ولكن هذا الوقت لم يكن كافياً ليتمكن مقدّم البرنامج ماهر العنزي من طرح كافة الأسئلة التي أعدها الزميل مفرح الشمري، فالمسألة رهن بقيادة ربان السفينة، المخرج بدر الرباح.

بداية تحدثت داليدا عن قدومها الى الكويت منذ 14 سنة عقب زواجها. وكيفية انخراطها في المجتمع الكويتي الى درجة باتت تتقن فيها اللهجة الكويتية وتعتبر الكويت موطنها الثاني.

اسم داليدا من جذور فرنسية وهو اسمها الحقيقي وقد اشتهرت بلقب داليدا الكويتية والذي قالت عنه داليدا «هذا اللقب شرف كبير بالنسبة لي».

تصرفاتها مدروسة، وكل خطوة محسوبة، اذ أن الناس لا ينظرون لها كفنانة لبنانية بل هي تعتبر خليجية وبالتالي لا يسعها الخروج عن العادات والتقاليد المتعارف عليها في دول الخليج. الجزء اللبناني لم يضمحل من شخصيتها الا أن الشخصية الخليجية هي الطاغية عليها فنيّاً.

أغنية «كيفك» للمؤلف محمد السعداوي والملحن عبدالله بالخير كانت أول ما أنشدته داليدا في هذه الأمسية الرقيقة كضيفة البرنامج.

لحظات تحت الهواء استفاد منها الحاضرون من الزملاء الاعلاميين لالتقاط الصور مع داليدا والتعبير عن مدى سعادتهم بلقائها. ومع عودة البث المباشر توغّل ماهر في بحر ذكريات ضيفته، حيث استعادت مشاهد من مشاركتها في استديو الفن 1992 رغم معارضة والدها، الا أن مشوارها لم يكتمل «طقيت يومتها»- علّقت ضاحكة- ومن بعدها لم تتوانَ عن تكرار المحاولة فشاركت بعد مرور سنتين في برنامج «نجوم المستقبل» على شاشة تلفزيون المستقبل لكن الحب والزواج خطفاها سريعاً فتركت لبنان وأحلام النجومية وتوجهت برفقة زوجها الى الكويت حيث مكثت فيها لغاية الساعة.

في الكويت بدأت مسيرتها الفنية في مجال احياء حفلات الأعراس، وقد صرّحت داليدا بلهجة حاسمة، أنه لا يزعجها بتاتاً تصنيفها في خانة «مطربات الأعراس» فلولا هذا اللقب لما اشتهرت، وتمكّنت حالياً من حجز مقعد لي في عربة فناني روتانا - قالت داليدا- وأردفت «ان ما يميز الجمهور في الأعراس، أنه لا يتقن فن المجاملات والكلام المعسول، بل يقيّم بأسلوب مباشر ويعطي رأياً صائباً في الفنان... أنا استأنس عند سماع رد الفعل المباشر. الحمدلله أنا محبوبة وتشجيع بنات الكويت مكنني من اطلاق ألبومي الأول». وتابعت داليدا مستعيدة الذكريات حين أشارت الى أنها لم تكن تتقن اللهجة الكويتية في البداية وقد واجهت مواقف حرجة في الأعراس حين كانوا يطلبون منها ايقاعات معينة لم تكن تفقه منها شيئاً.

«فلوسي الحمدلله كلها حلال ولم يحصل أن تعرّضت للنصب يوماً أو أن هضم أحد المتعهدين حقوقي» -ذكرت داليدا - وعند سؤالها عن الفترة التي شعرت فيها أنها بحاجة لأن يكون لديها ألبوم يجمع أغنيات بصوتها أجابت ضاحكة «مذ كنت في الرابعة من عمري». وقبل الفاصل الثاني أنشدت داليدا بصوتها العذب أغنية «دعاني» من ألحان نواف الجاسم.

وعند توقف البث المباشر كانت داليدا قلقة حول كيفية أدائها الأغنيات فسألت الحاضرين «شلون الصوت؟» ومازحها المخرج بأنه سينتزع منها الأوراق التي كانت تقرأ فيها كلمات الأغاني عندها أجابت «والله حافظتهم».

الساعة قاربت التاسعة والنصف وسلسلة جديدة من الأسئلة كانت بانتظار داليدا فتحدّثت بداية عن ألبومها الاول الذي حمل عنوان «تدلل» وقد تحملت تكاليف انتاجه بنفسها أما التوزيع فلشركة «روتانا». هذا الألبوم ضمّ 8 أغنيات من اللون الخليجي.

اختيار الأغنيات كان صعباً- قالت داليدا- اذ انها كانت تفتقر الى الخبرة ولا تدرك ما الذي يليق بصوتها كما أنه لم يكن ثمة من يقف الى جانبها ليساعدها في تحديد خياراتها.

الألبوم حقق نسبة مبيعات عالية وحصد نجاحاً ملحوظاً وهذا ما أثبتته العائدات المادية التي حصلت عليها داليدا من شركة «روتانا» وهذا حقّها المشروع من حصيلة المبيعات.

أما بالنسبة الى اقتصار الألبوم على أغنيات باللهجة الخليجية البحتة دون أي تنويع فاوضحت داليدا أنها بحثت آنذاك عن أغنيات متوافرة في الكويت اذ لم يكن بمقدورها أن تسافر الى لبنان أومصر طلباً للتنويع أما في ألبومها الثاني فقد تمكنت من تحقيق ذلك.

ومن الشهادات التي تعتّز بها جملة قالها المايسترو احسان المنذر حين تعرّف بها في «نجوم المستقبل» فقال لها «سيأتي اليوم الذي تبلغين فيه مكانة فنية مرموقة». ورداً على سؤال حول التناقض بين جذورها اللبنانية وانصرافها نحو الغناء باللهجة الخليجية أكدت داليدا أنها ليست الأولى في هذا المجال بل العديد من الفنانات اللبنانيات يخترن أغنياتهن من مصر أو سواها من الدول العربية وذكرت على سبيل المثال نوال الزغبي، اليسا، نانسي عجرم والفنان راغب علامة.

واختتم هذا الفاصل بأغنية للفنانة القديرة سعاد محمد بعنوان «أوعدك» أطربت بها داليدا آذان الموجودين في الاستديو ومئات المستمعين عبر أثير كويت FM.

أثناء الفاصل أبلغ بدر الرباح داليد بأنها «تايشن» ووافقته قائلة: «أدري بالأسئلة أو بالأغاني؟ معك حق قاعدة أرجف». دقائق قصيرة وتسلم ماهر دفة الحوار من جديد فسألها عن عنوان الألبوم «تدلل» وأوضحت أن هذه الكلمة قريبة من اسمها وتشبهها. وعن الانتقادات القاسية التي وجهت لها نظراً للباس الذي أطلت به في كليب «واصل معي» أسهبت داليدا في الشرح أنها لم تكن تقصد توريط المخرج يعرب بو رحمة حين صرحت بـأنه هو الذي نصحها بالظهور في هذا الزي فقد سادت أجواء من الجفاء بينهما عقب هذا التصريح الا أنها عملت على اصلاح الأمور. ومقارنة بينه وبين سواه من المخرجين أكدت داليدا أن التعامل مع بو رحمة كان راقياً بالرغم من أنه ألغى مشهداً لها من الكليب لأنها تأخرت في غرفة الماكياج. وعن المخرج عادل سرحان أكدّت داليدا أنها لن تكرر التعاون معه طيلة حياتها وأصرت على التحفّظ عن ذكر الأسباب التي جعلتها تنطق بهذا الكلام الى أن يحين الوقت المناسب لتكشف فيه النقاب عن المستور.

وعن المستوى الذي تطمح لبلوغه في عالم الفن أوضحت داليدا بأنها لا تلهث وراء العالمية بل تحرص أولاً على أن تبلغ قلوب الناس. ورداً على سؤال حول ما اذا كانت تشعر بالغيرة من زميلاتها الفنانات أكدت أنها قد تغار عند سماع أغنية جميلة كأغنية «صدفة» لـ «يارا» أو أغنية لـ «هند» لكن هذه الغيرة تهدف الى محاولة تحسين خياراتها لتحقق نجاحاً مماثلاً لما حققته الفنانات. وأنشدت أغنية من ألبومها القديم بعنوان «يا ناس قولوا له». أثناء الفاصل الاعلاني وضع الرباح أغنية «سافرنا وين ما كان» من ألبوم داليدا الأخير للملحن الياس الرحباني ليعود البث المباشر مع اتصالات من المستمعين والغالبية من الجنس اللطيف. بعضهن اقترحن عليها تأليف كلمات لتغنيها في ما بعد والبعض الآخر طلب منها أغنيات من ألبومها أو من رصيد الفنانة شادية فاستجابت داليدا لارادتهن وصدح صوتها العذب بأغنية «حاجة غريبة» التي شاركت فيها شادية مع العندليب الأسمر في فيلم «معبودة الجماهير». في المفصل الأخير من الحلقة تطرقت داليدا الى مصاعب تعترضها في مجال الانتاج وتحدثت عن مدى سرورها بالتعاون مع المايسترو احسان المنذر الذي دعمها في صغرها وقد فوجئ بها حين زارته أخيراً في بيروت وقال لها «كبرتي». أما عن الياس الرحباني فوصفته بأنه «وايد حبوب» وقد اقترح عليها أن يكون لديها ألبوم كامل من الأغنيات اللبنانية الا أنها فضلت التنويع ارضاءً لكافة الأذواق. ورداً على سؤال حول أسباب تضمين الألبوم كماً كبيراً من الأغنيات أوضحت داليدا أنها ما زالت في مرحلة تفرض عليها تعدداً في الأغنيات سعياً لتحقيق المزيد من الانتشار. الفنان راشد الفارس هو الذي تطمح أن تشاركه دويتو غنائي لأن ثمة تقارباً في الأصوات بينهما. وبالنسبة الى التمثيل أشارت داليدا الى ما قالته عنها الأستاذة فجر السعيد إنها تصلح للتمثيل وهي بالتالي تنتظر الدور المناسب لتحقيق هذه الخطوة. وبعد أن وجهت تحية لابنتها جومانا اختتم هذا اللقاء الجميل بأغنية وطنية أهدتها داليدا الى شعب الكويت الأبي.




مسرورة باتصالات المستمعين




داليدا تتوسط بدر الرباح ومفرح الشمري وماهر العنزي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي