صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب

كاتبة مصرية تسرد حكايتها مع «الإخوان» ... في «مذكرات أخت سابقة»

u063au0644u0627u0641 u0627u0644u0643u062au0627u0628r
غلاف الكتاب
تصغير
تكبير
| القاهرة - من تامر الدريدي |
صدر حديثا كتاب «مذكرات أخت سابقة... حكايتي مع الاخوان» للكاتبة المصرية انتصار عبد المنعم، والذي تتناول فيه تجربتها الذاتية في الانضمام الى جماعة الاخوان في مصر وانشقاقها عنها، والكتاب صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب.
تقدم الكاتبة تجربتها ليس من باب التجريح أو الهجوم كما تقول، لكن من باب المكاشفة، وبالرغم من قولها بأنهم قد يعتبرون حديثها هذا خيانة أو انشقاقا عن الصف، الا أنها تعتبره نوعا من جلد الذات.
وتبدأ الكاتبة منذ الصفحة الأولى للكتاب في اعلان رؤيتها قائلة... ان الجماعة بدأت تحيد عن أهدافها، وأن مبادئها تفسر حسب أهوائهم ورغباتهم التي تتغير وتتلون بتلون الجو العام المحيط بهم، وبالرغم من انتقادها لهم في مناح كثيرة، الا أنها تسجل اعجابها بأشياء وجدتها في صفوفهم... مثل التنظيم والتخطيط ونجاحهم الساحق في تطبيق فكرة الشيوعية الماركسية التي فشل لينين نفسه في تطبيقها، حيث لا أثر للفرد تماما أمام نجاح فكرة المجتمع.. مجتمع الاخوان.
يضم الكتاب 9 فصول منها: «المرأة في الاسلام، والمرأة في الاخوان»، وتنتقد فيه المؤلفة تعامل الاخوان مع المرأة قائلة... غيبوا المرأة طويلا، وعندما فكوا الحصار الذي أحكموه حولها سمحوا لها بفرجة لا تتعدى القاء دروس عن الطاعة لكل ما يمت للرجل بصلة، سواء كان لتعاليم الامام الذي أصبحت كتبه ورسائله مراجعاً تؤلّف حولها وعنها التفسيرات والتأويلات.
وأشارت المؤلفة الى رسالة الامام حسن البنا... عن المرأة بعنوان «المرأة المسلمة» التي تحدث فيها عن مكانة المرأة في الاسلام، الذي رفع من قيمتها وجعلها شريكة للرجل في الحقوق والواجبات، وأنه على الرغم مما ذكره البنا مقرا ومعترفا بأن للمرأة مكانة وأهلية غير منقوصة في الاسلام، عاد بعد ذلك ليدلي برأي شديد التناقض، رأي يحدد فيه دور المرأة بحيث لا يتعدى جوانب بيتها، ويتمادى ليحدد ما على المرأة أن تتعلمه وما لا يجب ومقدار ما سيتم السماح لها بتعلمه.
وعن التفرقة بين المرأة والرجل في جماعة الاخوان قالت المؤلفة: «في جميع الأحوال على الأخت.. أن ترضخ للكيفية التى يفسرون لها بها الشرع من دون نقاش، وهكذا تختزل العلاقة الزوجية على مفهوم واحد سلبي الاتجاه، وهو طاعة المرأة للزوج سواء كان صالحا أو طالحا، وفي المقابل... لا اهتمام بتوجيه الرجل الى كيفية التعامل مع الزوجة كما حددها الشرع أيضا، والقائمة على المعاملة بالمثل من حب وحنان، وليس بأسلوب تنطع قائم على استغلال مفهوم الطاعة التى أوجبها الاسلام على المرأة.. تجاه شريك الحياة، ولذلك لم نسمع يوما عن دروس للرجال عن كيفية استمالة قلب الزوجة أو كيفية التعامل معها كانسان يحب أيضا أن يرى الزوج متعطرا مهندما متشوقا، تماما كما يلقون في دروسهم الموجهة الى النساء». وعن الطبقية في جماعة الاخوان المسلمين قالت... انه من غير المتوقع أن تكون عضوا من العمال وتحصل على الاهتمام الذي يحصل عليه عضو من الحرس القديم، فلو حدث لك حادث.. أو مات لديك أحد، أو تعرضت للافلاس أو للتسريح من عملك، يكفيك جدا يوم من اهتمام بعض أعضاء الجماعة ممن هم في نفس مستواك الطبقي، يأتون كزائرين ثم ينقطعون فور أداء الواجب، أما لو كنت من ورثة المجد القديم، فلن يُغلق الباب من كثرة المساندين والمنفقين من رجالات الصفين الأول والثاني وجوقة المرتلين من خلفهم. وسيكون وضعك المالي أفضل من عشرة أشخاص، وسيتكفلون بالانفاق على بيتك... وعلى تزويج البنات.
وربطت المؤلفة في نهاية كتابها... بين بطرس الرسول وبطاركة الاخوان قائلة: كلما رأيت الاحتفاءات التي يتم دس اسم الامام حسن البنا فيها، تبادر الى ذهني بطرس الرسول، بشخصيته التي هيمنت على العصر الرسولي للمسيحية، وشكلت كتاباته التي جعلها على هيئة رسائل الأساس الذي قام عليه فكر اللاهوت المسيحي، وكما كانت رسائل بطرس زاخرة بالطابع الروحاني الذي كان وقتها الوسيلة الفعالة والناجحة للتأثير على العامة الذين ضاقوا بالحياة المادية والفساد المستشري، كانت أيضا رسائل الامام البنا.
وكما اهتم التابعون لبطرس برسائله وكتاباته الى الحد الذي جعل منها أصل العقائد المسيحية، جاء التابعون من الاخوان... بعد وفاة الامام يريدون فعل الشيء نفسه، وارجاع كل شيء الى «قال البنا... ولم يقل»، يريدون تشكيل المجتمع وكل شيء ليوافق ما وضعه البنا في رسائله وكتبه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي