أرض قاحلة جافة، وابتسامة على وجه طفل أفريقي شبع بعد جوع كافر. هذا هو المشهد العام الذي يتراءى لي كلما ورد اسم شيخنا الفاضل الدكتور عبدالرحمن السميط شفاه الله من مرضه الذي يؤجر عليه بإذن الله. إن هذا الرجل الذي مهما تحدثنا عن أعماله ونهج الخير الذي قام به، تحقق على يديه طوال سنين عمره الحافلة بكل ما يسر النفس ويخفف عنها. إنه صفحة مضيئة وتشع ويصل نورها الى جميع أنحاء المعمورة. إن كل ما تحقق على يديه وبفضل جهوده التي لا نستطيع أمامها إلاّ الوقوف عليها كثيراً ونأخذها مثالاً لنا نحتذيه في كل مناحي حياتنا المعاصرة والتي باعتقادي اننا بحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى.
إنه الدكتور عبدالرحمن السميط حفظه الله ورعاه، وشفاه الله وجزاه الله خيراً كثيراً عنا وجميع المسلمين، إن هذا الرجل وجهوده في مكافحة المجاعة وانجازاته العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين بل وغير المسلمين أيضاً والظاهرة في أفريقيا وإن ما قام به - ما قام به - سعياً لمجد زائف أو منصب زائل، أو أي من مباهج الحياة، بل ما قام به نابع من بيئته الطيبة التي جاء منها، ومن ضمير حي وانذار للخير يتقد ويهب لنجدة وإغاثة وتفريج كربة اخوانه المسلمين، بل يتعداها ويصل خيرها لإخوانه في الانسانية، ومعين لاينضب... ما أروع مشهد الشيخ عندما نراه على صفحات مجلات الخير ووسائل الاعلام وصورته التي تظهر وهو يحمل طفلاً أعياه الفقر والمرض وقد قام بالسعي لإنقاذه مما هو فيه، ولسوف يبقى هذا المشهد محفوراً في ذاكرة كل من رآه.
ادعوا معي اخواني القرّاء الكرام بأن يمن الله على شيخنا الداعية بالشفاء العاجل، لكي يعود لاستكمال رسالته الإنسانية الخيّرة بأفضل ما كان... حفظه الله ووفقه وجعل كل ما قام به في ميزان حسناته، وجعله ذخراً وسنداً لهذه الأمة الإسلامية العظيمة. والله من وراء القصد.
د. عيسى العميري
Twitter : @dressaamiri
[email protected]