د. وائل الحساوي / نسمات / من يزرع الشوك يحصد الحنظل

تصغير
تكبير
هنالك قصة حقيقية عن رجل طلب من امرأته اختيار زوجة ثانية لصديقه على أكمل المواصفات، ولما كانت امرأته تكره زوجة صديقه وتسعى لتدميرها بأي وسيلة، فقد بذلت جهدها في اختيار اجمل النساء لصديق زوجها ودخلت بيوتا كثيرة وحاولت اقناع النساء بأن صديق زوجها مبتلى من سوء خلق امرأته وانه مضطر للزواج، واقنعت احداهن بذلك.

حضر الرجال مع المأذون الى بيت الرجل لعقد الزواج حيث ان صديقه لا يستطيع عقد قرانه في بيته خوفا من امرأته، وبعد ان تم العقد خرج الرجل على امرأته ليزف اليها الخبر السعيد بأن من اختارتها قد اصبحت زوجته الثانية وليس زوجة صديقه.

خلال الخمس سنوات الماضية لاحظ الكويتيون بروز شخصيات مشبوهة تتميز بعلو الصوت والجرأة في انتقاد الآخرين واستخدام جميع مصطلحات الشتم والسباب والطعن في مسلمّات البلد ورموزه، ثم نشأت في الوقت نفسه وسائل اعلام مدعومة من اطراف خفية وظاهرة سخرت جهودها لتمزيق نسيج المجتمع وتسفيه كل ابنائه والهمز واللمز، ثم تحول ذلك الى مرشحين لمجلس الامة حملوا هذا المنهج والاسلوب كبرنامج انتخابي لهم، واغدقت عليهم الأموال بطريقة غريبة، وتحول مجتمعنا الهادئ الآمن الى ما يــــشبه معتـــقلات النازيين التي يســــتباح فيها كل شيء باســم «الرايخ» والعصبــــية الالمانيـــة والهولوكوست.

وللأسف ان جموعا غفيرة من شعبنا قد انطلت عليهم تلك الخدعة وصدقوا بأن ما يفعله البعض من تمزيق لنسيجنا الوطني هو تصحيح للمسار الخاطئ الذي سار عليه البلد ورد لاعتبار من تم تهميشهم من أهل البلد الاصليين، وسرنا وراء كل ناعق ممن يريد تجريد القبائل من جناسيهم وضرب بعضهم ببعض ومن يريد نتف ريش المعارضة وايقافها عند حدها، وها نحن قد شاهدنا كيف انتهت حلقة من حلقات التحريض المستمر في مقر الجويهل قبل يومين، ولئن كان الذي اشتعل اليوم هو خيمة فقط، فإن الغد سيشهد احتراق أمة بكاملها.

ولسنا نلقي باللوم على طرف دون الآخر، فإن اطراف المعارضة الذين حرقوا البلد بتصريحاتهم النارية وتهديدهم لكل وزير ومسؤول وقادوا الاعتصامات والاضرابات من أجل اذلال السلطة وابراز النفس يتحملون جزءا كبيرا من وزر تلك الفتنة.

ان الحل اليوم بيد سلطتين: اولهما الناخبون الذين يتوجهون الى صناديق الاقتراع اليوم ليقرروا مصير الكويت للسنوات الاربع القادمة، فالصورة قد اصحبت واضحة لهم الان والبلد لن يصلح إلا بالنواب العقلاء الذين يضعون مصلحة الكويت فوق كل اعتبار وهم كثر ولله الحمد، اما السلطة الثانية فهي الحكومة التي تستطيع وأد الفتنة ليس فقط بالتدخل لاطفاء الحرائق ولكن باجتثاث القنوات الفاسدة والمرشحين الذين لديهم سجلات جنائية وتطبيق القانون على الجميع من دون مجاملة، نحن اليوم امام مرحلة مفصلية في تاريخ الكويت ولئن تساهلنا واصررنا على الاستجابة لمن يحركوننا من خلف الستار ويضربون وحدتنا الوطنية واطعناهم فلن نحصد من زرع الشوك إلا الحنظل.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي