كنا ننتخب رجالاً نعرفهم ونثق بهم، فانتقلنا لانتخاب مرشحين بناء على برامج وخطط ووعود انتخابية. فكانت الكويت تتقدم والديموقراطية تتأصل، وكان النواب والوزراء أهلا للثقة لكفاءتهم أولا ولأنهم كانوا يمثلون كل الكويت.
ومنذ الالفية الثالثة ونحن «للخلف در» حكوميا ونيابيا، فرعيات ومال سياسي، والاختيار ليس للأفضل بل لصالح المال الأوفر أو النفوذ الاكبر، واشتعل الصراع بين الحكومة والنواب لا لصالح البلد بل للمصالح الشخصية والفئوية، واصبحت القبيلة والمذهب والفئة هي الأهم، فننتخب من لا نعرفه او نسمع به او نراه، بل «فزعة لا قناعة» وأضحى مجلس الامة ساحة للصراع والصياح والمعارك، وانتشرت فيه كلمات بذيئة يخجل القلم عن كتابتها، وابتكرت مصطلحات سياسية غريبة «انبطاحي و تأزيمي - قبيضة وشفيطة - شبيحة وغوغائيين... الخ»
اما البرامج الانتخابية فأصبحت لتبادل الاتهامات والشتائم بين المرشحين بعضهم لبعض وغاب الوعي وأي برامج اصلاحية او حل لمشاكل البلد.
وما زاد الامر سوءا اعادة تسجيل قيد بعض من شطبوا ممن كانت عليهم أحكام قضائية، ومن اجل عين أكرمت «كودة عيون»، وأصبح هؤلاء نجوم الاعلام يتحدثون عن الدين والشرع والشرف والفضيلة وحب الوطن، ولم نعد نعرف كيف نختار... فقد غلب علينا الصوت العالي والحملات الإعلانية مدفوعة الثمن التي تلمع كل من يسوى ولا يسوى.
مبارك المعوشرجي