مهرجان «القرين» احتفى بها «شخصية» لدورته الـ18

يمنى الخولي: العلم مسؤول عن الاستعمار «الإمبريالي»

u064au0645u0646u0649 u0627u0644u062eu0648u0644u064a u0648u0634u0641u064au0642u0629 u0628u0633u062au0643u064a u0641u064a u0627u0644u0645u062du0627u0636u0631u0629r
يمنى الخولي وشفيقة بستكي في المحاضرة
تصغير
تكبير
| كتب مدحت علام |

احتفى مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ18 باستاذة فلسفة العلوم في جامعة القاهرة الاستاذة الدكتورة يمنى طريف الخولي... كشخصية المهرجان، وذلك عبر احتفالية اقيمت مساء أول من أمس في مسرح مكتبة الكويت الوطنية.

وقام الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة، بتكريم المحتفى بها بدرع تذكارية، ومن ثم ألقت الخولي محاضرة عنوانها «فلسفة العلم... تحريراً للشعوب»، ادارتها استاذة الفلسفة في جامعة الكويت الاستاذة الدكتورة شفيقة بستكي.

في بداية طرحها اشادت المحاضرة بالكويت كي تقول: «دولة الكويت... وطني الثاني ولأن أنضر ابحاثي واعز كتبي تأليفا وترجمة شرفت بالطبع في رحاب الكويت والنشر من اراضيها المصونة، واعتز بان وطني الأول مصر لا يتوانى في الزود عن حماها... حفظها الله درة تتلألأ في الوطن الأكبر، وطن الثقافة العربية من المحيط إلى الخليج التي تحتوينا جميعا، متبتلين في محرابها، عاملين على اثراء اصالتها بما نجنيه من حصائل الحداثة والمعاصرة».

وعن العلم قالت: «ليس العلم محض مهنة تحترفها فئة من ذوي العقول المتميزة جيدة الاعداد هي فئة العلماء- العلم اهم واعم، انه اخطر ظواهر الحضارة الانسانية، أشدها اثباتا لحضور الإنسان-الموجود العاقل في هذا الكون القيت اصوله في الحضارات الشرقية القديمة، وصيغت الاسس النظرية في حضارة الاغريق، حتى كان الدور العظيم الذي قامت به الحضارة العربية الاسلامية في عصرها الذهبي».

مؤكدة ان العلم الحديث يمثل مرحلة شديدة التميز والتوهج من مراحل تطور العلم والعقل والحضارة اجمالا، وقالت: «العلم ظاهرة انسانية ... هذه حقيقة ساطعة كشمس النهار انقشعت عنها الغيوم فقط في النصف الثاني من القرن العشرين، بانتهاء العصر الوضعي، حيث كانت فلسفة العلم تقتصر على منطقه ومنهجه».

موضحة ان كارل بوبر من اهم فلاسفة المنهج العلمي، الذي حمل لواء النقد الحاد للوضعية المنطقية، بالاضافة الى النقلة المحورية بفعل توماس كون، الذي اوضح ان تفهم ظاهرة العلم وفلسفته وتقدمه المستمر لا يكون الا من خلال «البراديم» اي النموذج الارشادي، ويأتي بول فييرابند كي»

وقالت: «يعود مفهوم (الثورة) مجددا الى موطنه في عالم العلم، ويشيع شيوعا طاغيا في فلسفة العلم لا سيما بعد ان اصبحت هي فلسفة التقدم مع كارل بوبر، والواقع ان التقدم المتسارع للعلم يفرض الاعتراف بطبيعته الثورية، ويبدو مفهوم الثورة اداة مكينة لتفسير نشأة العلم الحديث وطبيعة التقدم العلمي والخطوات الجذرية التي يقطعها، والتي يصعب ان نعتبرها دائما مجرد تراكم كمي او تطور عادي: نظرية تتلو نظرية، وكشف بجوار كشف... كلا إنه بالاحرى سلسلة متوالية من الثورات، وبدء دورات جديدة».

واضافت: «طريق العلم هو طريق التقدم المتوايل، طريق الثورة/ الدورة، والعلم هو الكيان مطرد التقدم ذو الثورات الحقيقية في تاريخ البشر، اكد بوبر تأكيدا ان التقدم العلمي لا تفسره الا الثورة، بمعنى الانتقال لدورة معرفية جديدة، كل نظرية علمية ثورة قامت على تكذيب سابقتها واتمام دورتها... استيعابها وتجاوزها لتبدأ دورة جديدة اعلي، قابلة هي الاخرى للتكذيب، لتشهد الثورة التالية... وهلم جرا فيسير التقدم العلم في سلسلة متصلة من الثورات».

وفي ما يخص تحرير الشعوب من الامبريالية فقد اكدت ان العلم ككل ظاهرة انسانية له نواتج غير مرغوبة، الاستعمار ابرزها وابشعها، العلم مسؤول عن الاستعمار على مستوى الواقع ومستوى الفكر معا، واقعيا كانت الثورة الصناعية من نواتج التقدم العلمي التقاني، وجعلت الاستعمار والهيمنة على الآخرين ضروريين لتأمين متطلباتها من مواد خام واسواق لترويج المنتجات وحماية لطرق التجارة، يبرز النظريات القابعة في تاريخ العلم وقدرتها على اخصاب الواقع العلمي الراهن، غيرهم».

واضافت الخولي: «هكذا اصبحت فلسفة العلم منذ العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين فلسفة انسانية حية خفاقة متوافرة دافئة»، مؤكدا ان «حرية الشعوب غاية مطلوبة دائما... سؤال زماننا الراهن وكل زمان... سؤال الواقع العربي وكل واقع».

واشارت إلى ان حرية الشعوب تتهدد بفعل خطر ين داهمين هما: الاستبداد والظلم وفساد الحكم من الداخل، ثم الامبريالية والهيمنة الاجنبية من الخارج، ليكون تحرير الشعوب باضاءة الطريق لمواجهة هذين الخطرين والاطاحة بهما.

وان طريق الحرية يترسم عبر مقولتين الاولى الثورة... لمواجهة الخطر الاول، ونقض الاستعمار والمركزية الغربية لمواجهة الخطر الثاني، كما اشارت إلى الحضارة العربية والاسلامية بقولها: «من الضروري دراسة وفحص الانجاز الضخم الذي حققته الحضارة الغربية، على ان الفارق كبير بين الدرس والاستفادة والتوظيف الراسم للحدود، وبين الترديد الاصم والتبعية العمياء، وفي رفضنا الاغتراب عن واقع المكان يظل من حقنا ومن واجبنا ان نقبل ونرفض ونقدم منهجية علمية اسلامية تحمل خصائص حضارتنا نحن، وتحقق اهدافنا وتؤكد قيمنا ووجودنا... فقد كان للمسلمين في عصرهم الذهبي جهودهم الجبارة في المجال المهنجي، انها قضية الاصالة والمعاصرة الشهيرة، ففي تأطير ومأسسة العلم بمهنجية متكاملة، كما هو الوضع في محاور حضارية عديدة، لدينا نموذجان مكتملان: النموذج الاسلامي الموروث، والنموذج الغربي المعاصر، والمطلوب استيعاب وتجاوز هذا وذاك بمهنجية علمية اسلامية معاصرة».

وختمت بقولها: «عماد الاطار المنهجي الاسلامي هو عقيدة التوحيد، التي تضفي على الكون نظاميته وعلى البحث العلمي اخلاقياته، وتحدد للمسلم ماهيته ودوره، وتستتبعها الضوابط والموجهات الاسلامية، وفي مقدمتها التزكية والعمران والاستخلاف... بقدرتها الفريدة على ترشيد البحث العلمي وتسديد خطى العالم.

وحين تغدو الروح العلمية هكذا غير مجلوبة او مستوردة وينطلق البحث العلمي من اصوليات حضارتنا ومن واقعنا وقيمنا... فذلكم هو التحرير الفعال للشعوب العربية وربيعها اليانع حقا». واكدت المحاضرة في سياق حديثها عن العلم بقولها: «العلم مسؤول عن الاستعمار على مستوى الواقع، فالثورة الصناعية من نواتج التقدم العلمي. تلك التي جعلت الهيمنة على المجتمعات ضرورية لتوفير المنتجات وتأمينها».

فيما اكدت أن من حقنا ان نقدم منهجية اسلامية تحقق اهدافنا وقيمنا ووجودنا.

وتطرقت الخولي إلى الفلسفة النسوية لتقول: لاحظنا ان فلسفة العلم لامست حدود ما بعد الحداثة وما بعد الاستعمارية مع فييرآبند. لكن الاقتحام الجسور حقا لهذا المضمار أتى من الفلسفة النسوية التي ظهرت في سبعينات القرن العشرين من اجل رفض اعتبار الرجل الصانع الوحيد للعقل والعلم والفلسفة والتاريخ والحضارة جميعا، وتجّد لابراز الجانب الآخر للوجود البشري: الجانب الانثوي الذي طال قمعه، وتعمل على خلخلة التصنيفات القاطعة للبشر إلى ذكورية وانثوية، بما تنطوي عليه من بنية تراتبية سادت لتعني الاعلى والادنى امتدت في الحضارة الغربية من الاسرة إلى الدولة إلى الانسانية جمعاء، فكانت اعلى صورها في الاستعمارية والامبريالية، وكما تقول لوريان كود: الظلم الذي نراه في معالجة ارسطو للنساء والعبيد هو عينه الظلم في معالجة شعوب العالم النامي، انه تصنيف البشر والكيل بمكيالين».

واضافت: «تعمل الفلسفة النسوية على فضح ومقاومة كل هياكل الهيمنة واشكال الظلم والقهر والقمع، وتفكيك النماذج والممارسات الاستبدادية، واعادة الاعتبار للآخر المهمش والمقهور. امعنت في تحليلاتها النقدية للبنية الذكورية التراتبية، وتوغلت في استجواب قسمتها غير العادلة، وراحت تكسر الصمت وتخترق اجواء المسكوت عنه، حتى قيل انها تولدت عن عملية اعطاء اسماء لمشكلات لا اسم لها وعنونت مقولات لا عناوين لها».

وكشفت ان «الفلسفة ترفض التفسير الذكوري للعلم بنواتجه السلبية وتحاول ابراز وتفعيل جوانب وقيم مختلفة خاصة بالجانب الآخر للوجود البشري... بالانثى، كالعاطفة والخيال وعمق الارتباط بالآخر والرعاية طويلة المدى... كلها جرى تهميشها وانكارها من عالم العلم بينما لها ايجابيات جمة تثري المنهجية العلمية، وتنزع فلسفة العلم النسوية إلى ان تكون تحريرية، فترى العلم علما بقدر ما هو محمل بالقيم والاهداف الاجتماعية، ولابد ان يكون ديموقراطيا يقبل التعددية الثقافية والاعتراف بالآخر. انها لا تنفي منهجية العلم السائدة او تريد ان تحل محلها، بل فقط ان تتكامل معها من اجل التوازن المنشود. هكذا تحاول ان تضيف إلى العلم قيما انكرها، وكان اشتباكها الحميم بالقضايا المستجدة في فلسفة العلم من حيث هو ظاهرة انسانية، كقضايا البيئة واخلاقيات العلم وعلاقته بالمؤسسات الاجتماعية الاخرى، واتخاذه اداة لقهر الثقافات والشعوب الاخرى. لقد وجدت فلسفة العلم النسوية طريقها لكي تكون فلسفة للمرأة بقدر ما هي فلسفة للبيئة، وتحريرا للثقافات وشعوب العالم الثالث من نير الاستعمارية والمركزية الغربية».





مما قالته يمنى الخولي في المحاضرة



في أواسط القرن العشرين شهد العالم تغييرات جذرية، خصوصا في قيم الحداثة واعلان افلاس الاستعمار وازدهار النقد الفلسفي وما بعد الحداثة.

لا بد من إعادة اكتشاف النساء... كنساء وإثبات جدوى فاعليتهن وايجابياتهن وصياغة الهوية النسائية.

تنزع فلسفة العلم النسوية الى ان تكون انسانية ديموقراطية... تعترف بالآخر.

وجدت فلسفة العلم النسوية طريقها لكي تكون فلسفة للبيئة والانتصار لشعوب العالم الثالث من الامبريالية والهيمنة الغربية.

المطلوب منا إيجاد منهجية إسلامية معاصرة تناسب قيمنا وتقاليدنا.

الطابع الثوري للتقدم العلمي، معناه الانتقال الى ثورة معرفية جديدة.





اليوم أمسية سردية



يقام في السادسة والنصف من مساء اليوم... أمسية سردية في مكتبة الكويت الوطنية، يحييها الناقد فهد حسين، والروائيتان زينب حفني من السعودية، وفوزية شويش السالم من الكويت، وذلك ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ18.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي