الإنفاق على الأسلحة الدفاعية التكنولوجية في تزايد مستمر والرادارات العاملة بالأشعة تحت الحمراء نجم الحروب المستقبلية

الحرب الإلكترونية... وداعاً للجيوش الجرّارة... تطورات واتساع ساحات الصراع ينقل المعركة بعيدا عن الأرض

تصغير
تكبير
| إعداد عماد المرزوقي |

القول المأثور القديم عن الحرب الالكترونية «صديق في الحرب، عدو في السلام» يبدو انه على وشك أن يختبر مرة أخرى.

ومع انسحاب القوات العسكرية الأميركية وحلفائها من أفغانستان بشكل كامل على المدى المتوسط، **يبدو وفق تقرير خاص لمدير مشروع استشارات التكنولوجيا في مؤسسة «برايس ووترهاوس كوبرز» روبرت وول نشر على موقع «أفياييشن ويك» أن عهد «الانفاق مثلا على عبوة ناسفة بدائية للتشويش على المعدات، وطائرات هليكوبتر للحماية الذاتية تكون شارفت على الانتهاء»، ليرتاح الرجال من القتال ويتحكموا في ساحة المعركة عن بعد دون الحاجة لجندي واحد على الأرض.

ووفق هذه التسريبات عن التوجه نحو أسلوب الحرب الالكترونية التي رصدت لها دول أموالا لتطوير آلياتها مثل أووربا والولايات المتحدة وحتى الدول الآسيوية فضلا عن روسيا، فربما يتعين على الجنود الاستعداد لعطلة طويلة وقد يصبحون يوما ما يبحثون عن عمل آخر لأن نظرية تايلور قد اجتاحتهم على حين غرة. فهل يمكن أن تسقط شعارات (دولة قوية تحتاج جيشا جرارا)؟ وهل ميزة وفرة الجيوش باتت ملتصقة بعهد الحروب القديمة التي تفرض مواجهة مباشرة مع العدو؟ وهل يمكن نقل نظرية تقليل الجهد والوقت والتكلفة لزيادة الإنتاج والربحية من الساحة الاقتصادية إلى الميدان العسكري؟

مفهوم الحرب الجديدة الذي كشف عنه سيكون حسب المعلومات التي نشرتها بعض المواقع التي تناولت مستقبل الحروب، على شاكلة «حرب النجوم» و«حرب الروبوتات».

انه ليس الخوف على أرواح الجنود كما تبرر دائما الولايات المتحدة ولكنه الإنذار الأول ببداية الانتقال كليا نحو الحرب الالكترونية التي تعمل بواسطة التحكم في آليات القتال عن بعد ناهيك عن أسلوب الحرب «السيبرنيتية» الذي بات معلنا، ولأجل ذلك قامت اسرائيل حسب آخر الأخبار بتجنيد وحدة متخصصة لذلك.

وأشار تقرير «افييايشن ويك» الى نقطة تحول محتملة في العديد من التقنيات العسكرية في أوروبا والولايات المتحدة، وعلى سبيل المثال هناك لونان من المعدات الصاروخية للإنذار وكاشفات صواريخ مبرمجة لتكون بمثابة مؤشرات نيران معادية التي يمكن بواسطتها تنبيه الطيارين عندما يتم إطلاق النار عليهم من قبل قذائف صاروخية أو أسلحة صغيرة.

في أوروبا، حيث مستويات الإنفاق متناسبة، رأى التقرير أن وتيرة التطور التقني العسكري تتخلف عن الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن بعض التكنولوجيات الجديدة هي على وشك دخول السوق الأوروبية، الأمر الذي قد يعني رفع حجم التمويل لتطوير هذه التكنولوجيات وعدم تركها تخرج من أوروبا.

إلى ذلك، فان البحوث من أجل كاشفات الصواريخ المبرمجة «ستنضج في السنوات القليلة المقبلة»، هذا ما أكده نائب رئيس «سيليكس غاليليو» ورئيس قسم التكنولوجيا في مجال الحرب الالكترونية ستيف روبرتس. «نحن في طريقنا التي تم فرزها».

إذا ما التوقعات بالنسبة للحرب الالكترونية في أوروبا؟

اعتبر التقرير أن «آفاق الحرب التقليدية قاتمة، والإنفاق الدفاعي يتعرض لضغوط متزايدة إلى ذلك يتم سحب القوات من المناطق الساخنة». واستنتج بذلك أن «الحرب الالكترونية ستكون مجالا مناسبا لخفض هذا الإنفاق».

لكن ممثلي الصناعة العسكرية لهم رؤية أكثر إيجابية، حيث المتطلبات قد تتغير، لكن تبقى الحاجة الأساسية لقدرات الحرب الالكترونية.

وذكر التقرير أنه بدلا من اختفاء المال، فقد تتغير سلوكيات شراء الأسلحة. في هذا الصدد يقول مدير تطوير الأعمال الاستراتيجية في أنظمة «تيرما أربورن سيستام» بجارك ليغيند لارسن «مع تخفيض الميزانيات العسكرية، خصوصا في أوروبا والولايات المتحدة، فمن المرجح أن الدول سوف تكون أكثر ترددا وانتقائية على النحو الذي يوفر حماية الطائرات مثلا. ولذلك فمن المتوقع أن العملاء سيطلبون مدة أقصر لتسلم الأسلحة، وتميل هذه الأسلحة لصالح الأنظمة التي تقام خارجيا في الأبراج اللاسلكية للسماح لعدد أقل من الأنظمة التي يمكن تدويرها داخل الأسطول».

من جهته، قال هول ان «هناك عاملا آخر تجدر الإشارة إليه وهي تجربة ليبيا التي سلطت الضوء على الحاجة لحماية الرادار. بعض المعدات الموجودة قاربت على الشيخوخة».

وأضاف التقرير أن سلاح الجو الملكي البريطاني تعرض لبعض المشاكل خلال عملية ليبيا. هذا ما أكده القائد العسكري ديكي باتوناس الذي قال انه بسبب قدراته الكبيرة تم استخدام «يوروفايتر تايفون» التابع للجناح الإمبراطوري المتخصص في الحرب الإلكترونية وذلك لتوفير الوعي الظرفي لطاقم تورنادو GR4.

ولاحظ التقرير أن الاهتمام المتجدد بالرادار الموجه للتهديدات يمكن أن يعبر عن نفسه بطرق متعددة، متضمنا في ذلك فائدة كبرى في الإيقاع بأجهزة أخرى في الشرك.

وأضاف ان ظهور أنظمة أكثر تطورا لصواريخ ارض-جو من طراز يتطلب أيضا التقدم في مجال معدات رادار الإنذار الى أعلى المستويات، وذلك بدعم التدابير والقدرات الإلكترونية.

وأشار التقرير حسب ملاحظات روبرتس إلى أنه ينبغي زيادة توافر تكنولوجيا ذاكرة الترددات الرقمية للمساعدة في التصدي للتهديدات المتطورة لإنتاج تشويش على الموجات التي تمثل أكثر دقة من العودة للرادار وبالتالي السخرية من منظومة صواريخ ارض-جو التابعة للعدو. وستوفر هذه التكنولوجيا عائدات مركبة لم يكن ممكنا في الماضي تحقيقها، كما يقول. ويقترن الجيل الموجي مع مجموعة مراحل متقدمة للتشويش التي يمكن أن تسمح للمنصات المحمولة جوا للتعامل مع التهديدات المتعددة في مواقع وترددات مختلفة.

وبين تقرير روبرتس أن التقنيات الأساسية للتعامل مع التهديدات التي تزداد تعقيدا موجودة، ولكن إدارة هذه المعلومات هو عمل بصدد التطور. وكانت المملكة المتحدة مولت برنامج التكنولوجيا للنظام الموحد للمساعدات الدفاعية. والهدف هو ليس فقط لتحسين دمج عناصر من مجموعة الحماية الذاتية، ولكن لتحقيق الاستخدام الأمثل للنظم في سيناريوهات التكتيك.

ويلاحظ روبرتس أن النظام المفترض لتنبيه الطيارين خلال الاشتباك حيث يطير إلى ارتفاع عال لكسب أكبر قدر من التأثير والتدابير المضادة، واعتمادا على المسافة بين الطائرة وتهديد الأشعة تحت الحمراء، يضبط النمط الذي يوفر تلافي أشعة الانفجارات. «المزج بين المناورات والمناورات المضادة يعتبر أكثر فاعلية من إجراء مناورات وأخرى كل على حدة».

وبين روبرتس أن القلق بشأن الرادارات الكاشفة للتهديدات تؤدي أيضا إلى تحول في أولويات إشارات الاستخبارات. خلال التركيز على حملات التمرد، تأخذ فرقة الاتصالات الاستخباراتية المنخفضة أسبقية على حساب الفرقة التقليدية عالية المجال لجمع المعلومات الاستخبارتية الإلكترونية.

ويقول هول انه نظرا لعدم اليقين في المشهد السياسي العالمي الذي قد يؤدي إلى اندلاع صراع مقبل، فإنه من المهم بصورة متزايدة على حد سواء تقوية قدرات الاتصالات والاستخبارات الالكترونية.

تهديد آخر كسب الاهتمام هو تزايد أنظمة صواريخ ارض-جو الموجهة بالليزر. نظم الإنذار موجودة بالفعل للكشف عن مثل تلك التهديدات، ولكن وضع التدابير المضادة المناسبة قد تخلفت. لكن الخيارات متاحة حسب روبرتس. احتمال أول يقوم على أساس محاولة وهزيمة الصواريخ في مرحلتها النهائية للطيران، لكن الأمر قد يكون صعبا، وهناك احتمال آخر هو تعطيل نظام التتبع البصري. قد توجه نظم الأشعة تحت الحمراء المضادة، وتستخدم الآن لهزيمة الأشعة تحت الحمراء التي تحمل صواريخ موجهة وأجهزة الاستشعار، وتطبيقها عندما يتعلق الأمر بتعطيل التتبع البصري.

وبين روبرتس أن الموضوع الأساسي حول تطورات الحرب الالكترونية، سواء لهزيمة الرادار والأشعة تحت الحمراء أو الأسلحة الصغيرة يكمن في تخفيض تكاليف منظومات الدفاع الجوي. ويعتقد لارس أن الطلب سيبقى قائما على نظم حماية الأشعة تحت الحمراء، نظرا لانتشار التهديد التي يحمله في هذا الشأن الدفاع الجوي. وأضاف أنه مع نمو برامج الاختبار الجارية، يمكن التوقع أن سعر مثل هذه الأنظمة يمكن أن تنخفض، وبالتالي توقع مزيد من استخدام هذه النظم واسعة النطاق.

وقال هول ان الأجهزة والبرمجيات ستصبح أكثر أهمية من ذي قبل. في مجال الترددات اللاسلكية، ستسجل خطوة لاستخدام مجموعة متنوعة من التطبيقات، بدءا من معدات التشويش والتدابير المضادة الإلكترونية أو حتى تدابير الدعم الإلكتروني.

أما لناحية إشارات الاستخبارات، فكشف روبرت أنه سيتم العمل على أن يكون مفتاح نجاح المهمات العسكرية تقليل الحجم والوزن والسعر، وبالتالي فإن التكنولوجيا يمكن أن تذهب على متن طائرات تحمل أصغر بعثة مع أنظمة جوية غير مأهولة.

وأبرز التقرير أن النظرة المستقبلية لأسواق الأسلحة ستبني استراتيجيتها وفقا لهذا التطور وحاجيات الرحب الالكترونية. وذكر أن السوق الأوروبية تتطلع لاستقبال سلاح جديد (بلوك 2) وهو جهاز استشعار الإنذار الصاروخي في كل مكان وسيوفر وظائف مؤشرات إطلاق النيران المعادية.

وأكد هول أن التطورات في ايطاليا تثبت أنه حتى البلدان التي تعاني ضائقة مالية تجد الأموال اللازمة للحرب الالكترونية.

 

هل تستقطب السعودية صنّاع آليات الدفاع الالكتروني؟



هل تستقطب السعودية صناع آليات الدفاعات الالكترونية؟ هذا ما ستجيب عنه شركة «ايدس» للصناعات الجوية والدفاعية لاحقا. لكن هل يبدو اقتراح السعودية كوجهة للشركة لتطوير تقنيات الحرب الالكترونية محض صدفة في ظل احتدام الحرب الخفية بين القراصنة الاسرائليين والسعوديين؟

في هذا الاطار، كشف رئيس استراتيجية الحرب الالكترونية في وحدة الدفاع التابع لـشركة «ايدس» في تقرير نشر على موقع «أفييايشن ويك» أن الشركة «لا تستبعد توسيع أنشطة تطوير معدات دفاعية تكنولوجية عالية في السعودية أو الهند»، عازياً ذلك الى أن الميزانيات في أوروبا لن تكون كافية للحفاظ على كل مسارات النمو العسكري، حيث ان تركيز الصناعة سينصب على أسواق التصدير.

وبين هول أنه «على الرغم من أن شركة الصناعات الجوية والدفاعية (ايدس) ترى جدوى في العمل في أماكن مثل الهند أو المملكة العربية السعودية، فإن الإنتاج العسكري الالكتروني ما زال يحتاج الى انفاق اموالها الخاصة لتطوير منتج وتقديمه إلى سوق التكنولوجيا الجديدة ومن ثمة يمكن بيعه بعد ذلك في مكان آخر أيضا».



إسرائيل: الحرب الالكترونية تهديد وجودي حقيقي يجب لجمه



اعتبر وزير الإعلام الإسرائيلي يولي إدلشتاين أن هجوم الهاكر السعودي وغيره والحرب الالكترونية ضد «إسرائيل» بمثابة تهديد أمني ملموس للمنظومة الأمنية الاسرائيلية ويمكن أن تتطور إلى خطر تهديد وجود حقيقي.

وأضاف إدلشتاين أنه يتوجب على «إسرائيل العمل بجميع الوسائل التي بحوزتها من أجل منع المخاطر الفعلية لكي لا تتحول إلى تهديدات حقيقية من لجم الهجوم على مؤسساتها بكل قوة»، محذراً من احتمال تطوير القضية قائلاً «اليوم سرقة بطاقات ائتمان واختراق مواقع وغداً سرقة معلومات أمنية والمساس بالبنية التحتية».

وعلى صعيد متصل، كشف المقتحم الإسرائيلي والذي لقب نفسه «حانيبعل» أنه أرسل تحذيرات لحوالي 30 ألف عنوان بريد الكتروني وحسابات «فيس بوك» لمواطنين من الدول العربية المختلفة في خطوة لمحاولة صد الهجمات الالكترونية التي شهدتها المواقع الالكترونية أخيرا.

ونقلت إذاعة الجيش عن حانيبعل قوله إن «على إسرائيل ألا تقلق فهي تملك الهاكر الأكثر مهنية في العالم والذي سيهتم بشؤونها في حين سأستمر بمهاجمة الدول العربية» على حد زعمه، مدعياً أنه «يمتلك تفاصيل حول 30 مليون شخصية في العالم العربي بينها شخصيات رفيعة المستوى أنتظر تعليمات من المستوى السياسي لكي أقوم بنشرها».

ويشار إلى أن هيئة مكافحة الإرهاب الالكتروني في «إسرائيل» تتواجد في مراحلها الأولى ولم تبدأ في العمل، في حين أن الهيئة لن تعمل كالجندي في ساحة المعركة ولن تقوم بحماية المواقع بنفسها وإنما ستنسق موضوع الاقتحامات بشكل دولي بين الجهات العديدة التي تعمل في هذا المجال.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي