وزيرة السياحة الرومانية: التجربة الديموقراطية في الكويت كانت نموذجا لنا في بداية عصر التحولات الكبرى

إلينا أودريا لـ «الراي»: وقعت في غرام الكويت من أول نظرة

تصغير
تكبير
| حاورها في بوخارست مصطفى جمعة |

أكدت وزيرة السياحة والتنمية في جمهورية رومانيا الينا اودريا، في حوار خاص مع «الراي» في العاصمة بوخارست، بان التجربة الديموقراطية في** الكويت كانت واحدة من ضمن النماذج التي كانت مطروحة على طاولة البحث للاسترشاد بها في بدايات فترة التحول الديموقراطي في بلادها من النمط الشمولي إلى النظام الحر، عقب سقوط الديكتاتور شاوشيسكو في اواخر ثمانينات القرن الماضي، لكونها تجربة ثرية اعطت للكويت مكانة خاصة ومتميزة وجعلت منها واحة ديموقراطية في صحراء العرب او جزيرة العرب.

وقالت اودريا لقد بهرت بعصرية الكويت وجمال تخطيطها العمراني وهندسة الطرق فيها عند زيارتي لها للمرة الاولى ضمن وفد الرئيس تريان باسيسكو في زيارته الاخيرة التي فتحت افاق العلاقة بين البلدين إلى مستوى يليق بعراقتها حيث كانت الاولى في المنطقة ويمتد عمرها إلى ما يقارب نصف القرن والتي بعدها فتحت دولة الكويت سفارتها في بوخارست رغم ان سفارة رومانيا في الكويت اقتربت من اكثر من 40 سنة.



فكرة قديمة

واضافت اودريا بان زيارتها إلى الكويت محت الصورة التي تسكن في مخيلتها عنها بانها مثلها مثل كل مدن الصحراء في العالم، وان نساءها عبارة عن خيم سوداء متحركة، وقد لمست اثناء التجول فيها بانها بالفعل عروسة الخليج وان نساءها عصريات بمعنى الكلمة في السلوك والتحضر، وبصراحة لقد وقعت في غرامها من اول نظرة، وقد علمت ان الكويت قدمت للمنطقة العربية اول رئيسة جامعة حيث لم تسبقها اي دولة عربية في هذا المجال كما ان برلمانها يضم 4 نائبات وهو عدد ربما لا يوجد في بعض الدول العربية.

واشادت اودريا التي كانت في يوم من الايام ملكة جمال العالم بأناقة المرأة الخليجية بشكل عام والكويتية بشكل خاصة، ولفت انتباها بشدة ماكياجها ذو اللمسات الساحرة والذي يجعل العيون تهمس قبل ان تتكلم الالسنة، ونوهت بانها استعملت بعضا من الماكياج الخليجي وخاصة في رسم العيوم عندما اجرت معها احدى المجلات الاوروبية حوارا صحافيا واحتلت صورتها غلاف هذه المجلة.



«الهامور» و«الزبيدي»

وشددت اودريا بانها حريصة على تدعيم العلاقات السياحية بين بلادها ودولة الكويت حيث من الممكن ان يكملا بعضهما البعض فشمس الكويت منتج سياحي يحلم بها كل روماني بصفة خاصة واوروبي بشكل عام لاسيما وان فترة الصيف في الكويت طويلة والشمس لا تغيب عنها ابدا الا في حالات استثنائية، وان السائح الروماني يعشق منتجعات الصحراء وتبهره لياليها وطريقة الطبخ ونوعية الاكل وخاصة منظر الشوي يفتح الشهية، كما ان خليجها عامر بأنواع فخمة من الاسماك التي ليس لها مثيل ربما في العالم كله، «وقد تذوقت «الهامور» و«الزبيدي» وقد منعت نفسي بالقوة خوفا من خرق انظمة الرجيم».

واشارت اودريا بان رومانيا هي الاقرب للمزاج العربي والامتع في قضاء اجازة ممتعة وثرية وجميلة لان الرومانيين بشكل عام وبحكم شرقيتهم وحميميتهم وطيبتهم يجعلون زيارة السائح العربي أكثر راحة من خلال معاملتهم الطيبة والابتسامة التي لا تفارق وجوههم، وعدم تأصل عادات الاستغلال والطمع في تعاملاتهم مع الآخرين، وان المواطن في رومانيا لا يزال يعيش ازدواجية التقاليد والأعراف الشرقية والغربية معا فهو شعب بسيط متواضع وكريم وحتى في ايام العوز والشدائد، وفي المحصلة العامة، فان رومانيا توفر للسائح مهما كانت رغباته او اهتماماته اجواء لطيفة وبأسعار معقولة للغاية، ويشعر السائح العربي انه لم يبتعد كثيرا عن وطنه.



قريبا في «الديرة»

وكشفت اودريا بانها سوف تزور الكويت مجددا في القريب المقبل من اجل تطوير افق التعاون مع الكويت احدى اقطاب دول مجلس التعاون الخليجي وهو امر محل اتفاق جميع القوى السياسية في رومانيا نظرا للعلاقات الحميمية التي تربط الشعبين والتي تعد الاعرق في المنطقة حيث تقترب من نصف قرن.

وقالت بان الزيارة سوف تكون حافلة باللقاءات والمقابلات وطرح العديد من المشروعات للاستثمار لان لغة المصالح المشتركة هي التي تنتج فوائد للجميع من اجل ترجمة المشاعر الانسانية المتدفقة التي تربط الرومانيين مع الكويتيين سواء على المستوى القيادي او الشعبي وهي علاقة تكاملية في السياسة ونريدها اقوى في الجانب الذي له الصوت الاعلى في العلاقات الدولية وهو الاقتصاد، مشددة بان لبلادها مزايا فائقة للاستثمار بعد النجاح الذي حققته في تصحيح اختلالات الاقتصاد الكلي، وابقاء التضخم تحت السيطرة كما انها اتخذت الكثير من القرارات والتشريعات والقوانين المشجعة للاستثمار، وهذا يعني ان كل من يستثمر في رومانيا، وهي بلد عضو في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، يمكن ان نتوقع بشكل جيد جدا للاستثمار في المستقبل أيضا في بلدان الشراكة الشرقية.



منتدى الأعمال

واوضحت اودريا انها شاركت بفاعلية في منتدى الأعمال لدول مجلس التعاون وجنوب شرق أوروبا والذي عقد للمرة الاولى في أوروبا في الفترة الواقعة بين 8-10 مارس الماضي في العاصمة بوخارست برعاية الرئيس تريان باسيسكو والذي حشدت الدولة الرومانية حضورا قويا تمثل في وزارات الاقتصاد والخارجية والسياحة والتنمية والمصرف الوطني والمجلس الوطني للشركات الصغيرة والمتوسطة والرابطة الوطنية للمصدرين والمستوردين في رومانيا والوكالات الأخرى والنقابات المهنية وعدد كبير من رجال الدولة ورجال الأعمال الرومان. وهو يعد خطوة يبنى عليها لانها وضع الاطر التي من الممكن ان تكون بمثابة اعمدة لبنيان تكملي صلب ومتين، منوهة بان النسخة الثانية من المنتدى سوف تعقد في العاصمة الاماراتية ابوظبي هذا العام 2012.

واوضحت اودريا ان رومانيا مجال خصب للاستثمارات في قطاع السياحة وهي قادرة على استيعاب مئات الافكار التي تحقق الفائدة المشتركة للمستثمر وللمواطن والحكومة الرومانية، وقد صدرت تعليمات صريحة من رئيس الجمهورية باسيسكو ورئيس الوزراء ايميل بوك بتسهيل كافة الاجراءات امام المستثمر الخليجي والعربي بل ايجاد افكار عصرية لجعل المستثمرين يشعرون بالامان بان اموالهم محفوظة بحكم القوانين التي تعطيهم الاطمئنان بجلب المزيد منها لانها في النهاية المردود المالي سوف يكون مكسبا لكل الاطراف.



التجربة الكويتية

ونوهت اودريا بالتجربة الكويتية من خلال مستشفى العرف في الكويت التي استثمرت اموالا كبيرة حولت منتجع فيلكس إلى واحة علاج وباحة سياحة، وقد لمسنا مدى الاقبال سواء الروماني او الاوروبي وحتى الخليجي للسياحة العلاجية، ومن اجل هذا وقعت الحكومة الرومانية ممثلة في وزيريه للسياحة الينا اودريا، والصحة لادسلاو ريتلي مع مدير مستشفى العرف في الكويت د. منصور العرف اتفاقية التعاون التي ترتقي إلى مستوى الشراكة تعهدت بموجبها بان تقدم لمشاريع العرف الاستثمارية في المجالين الطبي والسياحي على الارض الرومانية، كافة التسهيلات وازالة كل المعوقات من خلال التواصل المباشر على اعلى مستوى في الوزارات الرومانية التي تدخل في اطار منظومة العمل الاداري المكمل كوزارة الداخلية والنقل والاستثمار لاعطائه الاولوية في اي مشروعات مطروحة للبيع او حق الانتفاع لسنوات طويلة بنظام «BOT».

وذكرت اودريا بان هذه الاتفاقية بين مجلس الوزراء الروماني والعرف تعد الاولى من نوعها في تاريخ عالم الاعمال والاقتصاد في منطقة شرق اوروبا والشرق الاوسط بين احدى مؤسسات قطاع خاصة في المجال الطبي ومجلس الوزراء في رومانيا.

وهذه الخطوة غير المسبوقة كانت بمثابة تحية وتقدير منها إلى مستشفى العرف الكويتية الذي ضخ ما يفوق الـ 24 مليون يورو في عملية التجديد واحد من اكبر المنتجعات الطبية في شمال غربي رومانيا «منتجع فيلكس» بمنطقة اودريا والذي اصبح يعرف عالميا باسم منتجع «فيلكس العرف»، حيث استعاد هذا المنتجع مكانته التي كان عليها في فترة من الفترات في القرن الماضي ثالث منتجع صحي في العالم وجاء ذكره في اكثر من موسوعة طبية وسياحية، ثم زاحمه النسيان بسبب حركة التغيرات السياسية والاقتصادية الكبرى التي هزت المنطقة في اوائل التسعينات وعقب سقوط الاتحاد السوفياتي وتفكك دول المنظومة الاشتراكية في الشرق الاوربي.



ثلاثة آلاف ينبوع

واستطردت اودريا بان رومانيا تعد الافضل في الاستثمار في قطاعي السياحة والسياحة العلاجية لتنوع منتجها بامتداد البلاد على مسافة 237.500 كم ويكفي ان بها ثلاثة آلاف ينبوع مياه معدنية لجذب الباحثين عن الصحة بالوسائل الطبيعية فالمياه المعدنية والطين الطبيعي على اختلاف تركيباته الكيميائية وحتى غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتصاعد من الأرض في بعض المواقع كلها عناصر طبيعية قيمة وقد أقيم على هذه الينابيع العديد من المنتجعات الصحية التي تعالج عددا كبيرا من الامراض من ابرزها أمراض المفاصل والامراض الجلدية والروماتيزم والأمراض الجهاز الهضمي والأمراض القلبية - الوعائية والأمراض النسائية، كان الرومان القدامى أول من اكتشفوا فعالية المياه المعدنية الساخنة الموجودة في العلاج هم أيضا من انشأوا أول الحمامات للاستفادة من تلك المياه منذ بداية القرن التاسع عشر مما جعلها من الدول الأولى في العالم التي افتتحت معهدا لبحث العلاج الاستحمامي.



اكثر من مدهش

ورشحت اودريا مكان اكثر من مدهش للسائحين الخليجيين يقضون فيه اجازة الصيف الا وهو وادي نهر براهوفا مترامي الأطراف وبه أكثر القمم الجبلية شموخا في جبال الكاربات الجنوبية وفي مقدمتها كتلة بوتشيجي بالاضافة الى جبل كاراميان وكتلة بايترا ماري وتعد مدينة سينايا السياحية أجمل مركز سياحي في هذا الوادي ويطلق عليها لقب لؤلؤة بوتشيجي، ولتسيير زيارة لا تنسى للسائح تم تركيب سلالم ودرجات وجسور معلقة ولقطع مساحات أبعد يمكن للسياح استئجار سيارات من نوع الجيب لتقلهم الى جبل بوستافارول الذي يطغى على منتجع بويانا براشوف ومدينة براشوف يقصدها السياح من جميع انحاء العالم، وخاصة من دول أوروبا الغربية المجاورة لرومانيا لزيارة قلعة دراكولا الشهيرة تعد من أشهر المدن التي تقدم هذا النوع من السياحة.

وقالت اودريا ان زيارة وداي جبال بانات في هذه المنطقة امر لاينسى حيث تغطي الغابات أكبر جزء من مساحته فضلا عن انه يحتضن عددا لا بأس به من المحميات الطبيعية ذات الأهمية العلمية الى جانب المضايق الباهرة والكهوف العميقة والبحيرات الخلابة.

والمحت اودريا بان زيارة مدينة بران التي تبعد عن مدينة براشوف حوالي أربعين كيلومترا وتقع في احدى أجمل المناطق السياحية في وسط البلاد على مقربة من الممر الجبلي روكار وتشتهر بقصرها العائد الى القرن الرابع عشر والذي قيل انه مقر الأمير دراكولا الأسطوري لبعض الوقت.



السياحة الريفية

ونبهت اودريا بان السياحة الريفية شهدت تطورا غير مسبوق حيث امتلأت بالمجمعات السياحية والفيلات والفنادق نظرا لروعة المناظر الطبيعية واعتدال المناخ وضيافة واجتهاد أهلها الذين دأب العديد منهم على الاستثمار في السياحة كما تتميز هذه المناطق بجودة الألبان التي ينتجها الرعاة في الحظائر من حليب البقر والجاموس والماعز.



صيف... «غير»

وبينت اودريا بان الساحل الروماني على البحر الأسود من أروع المناطق وأكثرها جاذبية في الصيف ويمتد الساحل على طول واحد وسعبين كيلومترا انطلاقا من الطرف الشمالي لدلتا الدانوب وحتى بلدة فاما فيكي الواقعة قرب الحدود المتاخمة لبلغاريا وينتمي جغرافيا الى منطقة دوبورجيا... أما عرض الساحل فيتراوح ما بين خمسة كيلومترات وعشرين كيلومترا ويتميز بمناخ لطيف وجاف مع أمطار قليلة... لكن أجمل شيء في منطقة الساحل مراكز الاصطياف والاستجمام المنتشرة شمالا وجنوبا عن مدينة كونتسنزا التي تبدأ منها عادة كل الجولات السياحية في المنطقة.

وحددت اودريا بان مصيف مامايا الواقع في الطرف الشمالي لمنطقة الساحل والذي يعتبر امتدادا لمدينة كونستانزا بل ضحيتها السياحية بانه موقع خلاب على حزام رملي يفصل مياه بحيرة سوتكيول العذبة عن مياه البحر الأسود. تعتبر بلاجاته الأطول في منطقة الساحل الروماني ويحميها من الرياح والتيارات الهوائية في طرفها الشمالي خليج صغير..انه من المصايف الأكثر اناقة ولكن جماله زاد في السنوات الأخيرة بفضل ما شيد فيه من فنادق ومطاعم جديدة وترميم وتحديث القديمة وانشاء حديقة أكوابارك للألعاب المائية وتزويدها بعربة نقالة على سكك هوائية على ارتفاع حوالي خمسين مترا عن مستوى سطح الأرض يسنح للركاب الفرصة لمشاهدة بانوراما رائعة للمصيف.

ومصيف أوليمب نيبتون الذي يبعد عن المدينة حوالي 40 كيلومترا وينفرد عن سائر مراكز الاصطياف الرومانية بموقعه الرائع وسط غابة شاسعة من أشجار البلوط على ضفة بحيرة عذبة، ويتضافر في كونستنزا الماضي مع الحاضر والقديم مع الجديد وف وسطها الجديد سيظهر ملامح الحداثة في حين ان أزقة الحي القديم لا تزال تحتفظ ببعض المباني التي تحمل بصمات الفن المعماري التركي.



دلتا الدانوب

وتمنت اودريا على السائح الخليجي ان يزور مدينة تولجا للقيام برحلات بواسطة الزوارق والقوارب في قناة سولينا للاستمتاع بطبيعة الدلتا الساحرة وتأمل النباتات الرائعة ومراقبة الطيور الغريبة التي تعيش فيها ويمكن للسائح ان يسير بالزورق الخشبي بمجاديف على القنوات الصغيرة الضيقة لنهر الدانوب مارا بالجزر المكسوة بالقصب والغابات والبركات التي يتجمع فيها البجع لاصطياد السمك، وتوجد على الضفاف قرى الصيادين الصغيرة ومن الممكن زيارتهم والتعرف على أسلوب حياتهم والذي ما زال يحتفظ على الكثير من أصالته وتقاليده وتذوق مأكولاتهم اللذيذة المطبوخ بسمك الدانوب وفي طليعتها الشوربة الغنية بالخضار والسمك.

وألمحت اودريا ان ابرز ما تتميز به دلتا نهر الدانوب الطيور المتعددة الاجناس والالوان والاشكال ويمكن مراقبة تصرفات هذه الطيور من خلال اليخوت وهي اقرب إلى الفنادق العائمة يمكن التجول بها عدة أيام في قنوات الدلتا وبحيراتها وهي مجهزة بآلات التصوير وأجهزة المراقبة وملحقاتها. وأثناء تلك الرحلات يمكن للسياح النزول من اليخوت والتجول في النهر بزوارق صغيرة للاقتراب من الأماكن التي تقطنها أصناف الطيور المتنوعة، ومن أهم أصناف طيور الدلتا البجع واللقلق والاوز البري والبط البري والهدهد والصقر الأبيض والنسر وغيرها. أما الحيوانات التي تعيش في الدلتا فهي الأرنب والثعلب والذئب والقط البري وغيرها. ويستطيع السياح الذين يفضلون المكوث في المرافق التقليدية، ان يختاروا ما بين الفنادق والمجمعات السياحية الكائنة في مختلف أرجاء الدلتا وبين المكوث في قرى صيادي الأسماك في بيوتهم أو في شاليهات ريفية صغيرة.



خاص لعشاق الصيد

ودعت اودريا عشاق الصيد والقنص في الكويت بتجربة ممارسة هوايتهم في رومانيا وبالتحديد في المواقع المخصصة لهم في مختلف أرجاء البلاد والتي تقع عادة في مناطق خلابة ذات تضاريس أرض متنوعة. وتختلف الفرائس باختلاف المناطق، ففي الجبال يصطاد الأيل والعنزة السوداء والدب والديك البري، وفي الغابات التي تكسو الهضاب والتلال يصطاد الغزال والثعلب والذئب والخنزير البري والقط البري الأرنب، وفي المناطق السهلية وعلى ضفاف الانهر البحيرات تستهدف بنادق الصيادين مختلف انواع الطيور الى جانب بعض الحيوانات الصغيرة كالأرنب، ولكنه يتوجب على الصيادين الحصول على رخص من الجهات المختصة ودفع الرسوم المعمول بها وفقا للنوع الذي يصطادوه وحجمه، كما عليهم الالتزام بأصول ممارسة الصيد ومواسمه علما ان اصطياد الحيوانات محظور في فترات معينة من السنة.



«اهلا» في كل مكان

واختتمت اودريا بان زيارة بوخارست العاصمة يجب الا يفوت كل سائح خليجي حيث انها مليئة بالمتاحف الفنية والتاريخية والمناطق الأثرية والمعابد وفيها مناطق للصناعات اليدوية كالزجاج والتطريز والسائح المقبل من دول الشرق الأوسط لا يجد صعوبة في التأقلم مع المأكولات الرومانية، التي استعارها الرومانيون من الشعوب الأخرى التي اتصلوا بها كما يوجد في رومانيا بشكل عام وفي بوخارست بشكل خاص الكثير من المطاعم العربية والتركية، فهناك مطعم عربي في كل حي سكني تقريبا، علاوة على المحال الخاصة بالوجبات السريعة التي تبيع الشاورما والفلافل وغيرها من المأكولات العربية التقليدية.

بل حتى المطاعم والمقاهي العادية تقدم بالاضافة الى المأكولات الرومانية الأصيلة عددا من المأكولات التي اضحت رومانية، مع انها من أصل شرقي، خاصة اللبن والبقلاوة والقطايف، وللدلالة على مدى اهتمام رومانيا بالسائح العربي تنتشر في انحاء عديدة من المدن السياحية الرومانية، لافتات كبيرة تحمل عبارات مكتوبة باللغة العربية ترحب بالسياح العرب وتتمنى لهم طيب الاقامة في البلاد مذيلة باسم فندق أو مطعم أو موقع سياحي مهم، مثل لدينا جميع المأكولات العربية والشرقية وبشرت اودريا عشاق التاريخ بان ساحة أونيريا الفسيحة اصبحت متحفا مفتوحا من كل الاجناب بعد أعمال البناء التي تمت في الحي القديم لبوخارست هناك في الثمانينات من القرن الماضي وباتت جزءا من المركز السياسي والاداري الجديد المطل على نهر ديمبوفيتسا، وهي انها ساحة كبيرة تحيط بها مبان ضخمة متعددة الطوابق تختلط فيها الشقق السكنية مع مقرات الشركات والمؤسسات والبنوك وتتفرع منها شوارع ضيقة متقاطعة كانت تحتضن في الماضي الحي التجاري والحرفي للمدينة الذي تطور حول القصر الأميري اعتبارا من القرن الخامس عشر.

وقالت لايجب ان يفوت السائح زيارة آثار القصر الأميري والذي يتسم باناقة فائقة حيث هو مبني من الحجر ولكن سلمه الرئيسي من الرخام وسقوف قاعات الاستقبال الكبيرة مبنية على هيئة قبب تعتمد على أعمدة ولكن أجمل ما فيه حديقته الرائعة المصممة على الطريقة الايطالية.



مفهوم السياحة الشاملة

ونوهت اودريا بان رومانيا تجسد بحق مفهوم السياحة الشاملة لأسباب عديدة، ففضلا عن موقعها الفريد بين الشرق والغرب الأوروبي تتميز بطبيعة ساحرة خلابة، وتنوع جغرافي طبيعي تحسد عليه من جبال تغطيها الثلوج على مدار العام الى غابات وسهول دائمة الاخضرار وانهار وبحيرات يفصل بين الواحد والآخر عدة كيلومترات وأخيرا ساحل على البحر الأسود يمتاز برماله الذهبية.

وذكرت اودريا بان وزارة السياحة توفر كتيبات خاصة يمكن الحصول عليها بمجرد الوصول الى ارض المطار تعطي السائح فكرة عن آخر العروض السياحية الداخلية، كما توفر له معلومات شاملة عن أهم الفنادق والمطاعم بما فيها تلك التي تشتهر باعداد المأكولات العربية، كما تنظم مهرجانات غنائية راقصة حاشدة يحضرها عدد غفير من السياح وبالطبع سوف يكون للاغاني العربية نصيب من هذه الاحتفالات، علما بان الألحان العربية، أو ذات الايقاع الشرقي وخاصة السريعة منها تحظى بشعبية واسعة في رومانيا وغالبا ما يتم استخدامها خلال حفلات الزفاف وأعياد الميلاد اضافة الى انتشار الرقص الشرقي وبشكل لافت للانتباه في كل الحفلات العامة والخاصة التي يقيمها الرومان.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي