د. عيسى محمد العميري / إشراقات / إيران بطل من ورق

تصغير
تكبير
لفت نظري وبشكل كبير ما جرى في عرض عضلات القوة لإيران في الأيام الماضية على خلفية التوتر الحاصل مع الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الخليج العربي والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، والذي شد انتباهي ما لدى إيران من صواريخ بعيدة المدى تتجاوز حدودها القارات ولديها القدرة والإمكانات بهذا الصدد..

عادت بي الذاكرة إلى الوراء سنين معدودة لتصريحات المسؤولين في إيران المتمثلة في تهديد إسرائيل والتي قالوا فيها بأنهم سوف يمحونها من على الخريطة، ودارت في ذهني كل تلك المعطيات، وقمت بتقييمها وتحليلها في خلاّط عقلي الباطن، وخرجت بنتيجة مهمة وهي أنه طالما لدى إيران هذه القدرات الصاروخية البعيدة المدى، فمعنى ذلك أنه يمكنها الوصول إلى عمق إسرائيل بكل انسيابية وسهولة إذا ما افترضنا أن المسافة بين إيران وإسرائيل هي بحدود 3000 كيلومتر تقريباً، فلماذا لم تنفذ تهديدها الذي صرحت به. في الواقع لا نرى إلاّ كلاما في الهواء وتصريحات جوفاء لا تغني ولا تسمن من جوع.. (إذا ما أخذنا بالاعتبار أن الكلام ليس عليه جمرك أو رسوم)، وباعتقادي أنها ربما للاستهلاك المحلي والإقليمي؟!.. أو إنها ربما تصريحات تخدم فترة أو سياسات معينة، وورقة رابحة يتم استخدامها عند الحاجة فقط وبعد أن ينتهي الغرض والهدف منها، فإنه يتم إعادتها إلى مكانها على الرف أو داخل أدراج السياسة..

وعموما فإن هذا ما يجعلنا كمراقبين للوضع في منطقة الخليج أن نتساءل حقاً.. عن السبب لعدم تنفيذ تلك التهديدات والتصريحات لإسرائيل في ظل تلك القدرات الهائلة، أم لها أغراض أخرى أكثر أهمية من توجيهها لضرب إسرائيل؟... والله من وراء القصد.

 



د. عيسى محمد العميري

[email protected]

Twitter: @dressaamiri
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي