مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / أزمة رموز

تصغير
تكبير
دكتور عبد العزيز من أبناء جيلي يصف رموز زماننا السياسية بالثبات على المبدأ وعفة اللسان مهما كان الثمن أو المصلحة، والاحترام المتبادل حتى مع خصومهم السياسيين حكاما كانوا أو وزراء أو نواباً، لذا كنا نكاد نقدسهم لشدة تقديرنا لهم، وهذا الاحترام مستمر حتى الآن، فنترحم على من توفي وندعو للباقين بطول العمر والصحة والعافية، ونثني عليهم وعلى زمانهم.

أما قادة اليوم فيصعب علينا أن نصفهم بالرموز، فهم كحجر النرد «الزهر» بستة وجوه، يتقلبون كتقلبه، يوم يدعون التمسك بالدستور واحترامه، ويوم آخر يطالبون بتغييره أو تجميد مواده ليلائم مصالحهم.

مواقفهم متغيرة، وورعهم وتدينهم ليسا كورع وتدين رموزنا فهو في المظهر والملبس فقط، والوصول إلى الكرسي يبرر الوسيلة، أما الأمانة والنزاهة ونظافة اليد فحدّث ولا حرج، فمنهم من اغتنى بالمال السياسي، شيكات وكاش، وأراض حكومية، ومناقصات ومزايدات ووظائف ومنافع، كل موقف بثمن، ولكل واحد منهم ثمن، يدّعون الوطنية ويتشدقون بالوحدة الوطنية، والعدالة والمساواة بالفرص وهم خريجو الانتخابات الفرعية معتمدين على المال والنفوذ، تطبيق القانون عليهم تعسف، ومن ينتقدهم هو إعلام فاسد، يزكون من يواليهم وإن كان غارقاً في الفساد، ويكفرون من خالفهم وإن كان قمة في النزاهة والإخلاص، ميزتهم الوحيدة علو الصوت والقدرة الهائلة على الجدال، ومن خلفهم دوقة «السنيدة» المستفيدة.

من منا نسي عبد العزيز الصقر، محمد العدساني، سعود العبد الرزاق، خالد الغنيم، أحمد الخطيب، جاسم القطامي، سامي المنيس، محمد الرشيد، يوسف المخلد، عيسى المزيدي، راشد سيف الحجيلان، راشد التوحيد، سعد طامي العجمي، خالد العدساني، عبد العزيز حسين، عبد الرحمن العتيقي، عبد العزيز الصرعاوي، وغيرهم الكثير الكثير والذاكرة تخون، ولن تكفيني صفحات الجريدة لأعدِّد أسماء رموز ذاك الزمان، رحمهم الله جميعا الأحياء منهم والأموات، فهؤلاء بنوا الكويت بقيادة أسرة الصباح حتى صنعوا منها درة الخليج وواحة العرب ومثلاً يُحتذى به بين الدول، أما اليوم فالأسئلة من ضيّع الكويت ومتى ستندثر؟ وأنا أقول: صح لسانك يا بو مساعد، ولكن هل يسمعون وإن سمعوا هل يعون؟ هذا هو السؤال.



مبارك المعوشرجي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي