جدل في بريطانيا بسبب اقتراح شراء يخت بـ 60 مليون استرليني للملكة اليزابيث الثانية

تصغير
تكبير
| لندن - من إلياس نصرالله |
أثار اقتراح تقدم به وزير التربية والتعليم مايكل غوف إلى الحكومة البريطانية بتكريم ملكة بريطانيا إليزابث الثانية بمناسبة مرور 60 عاماً لجلوسها على العرش بشراء يخت ملكي جديد لها جدلاً واسعاً على الساحة البريطانية وكشف عن خلافات عميقة داخل الحكومة الائتلافية لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وعدم انسجام بين الحزبين المتحالفين فيها حزب المحافظين والحزب الليبرالي الديموقراطي بقيادة نائب رئيس الوزراء نك كليغ.
وأعقب الجدل رسالة مسربة من داخل الحكومة نشرتها صحيفة «الغارديان» أمس وجهها الوزير غوف إلى عدد من الوزراء بينهم نائب رئيس الحكومة كليغ اقترح عليهم فيها أن تحتفل الأمة البريطانية بمرور 60 عاماً على جلوس الملكة على العرش، لأنها أطول مدة يجلسها عاهل بريطاني على العرش في تاريخ البلد، وتكريمها بإهدائها يختاً ملكياً جديداً قيمته 60 مليون جنيه إسترليني. وكان وزير التجارة البريطاني السابق اللورد ماندلسون أعلن في يناير عام 2010 أن الحكومة ستكرّم الملكة في يوبيلها الماسي بيوم عطلة إضافي في الخامس من يونيو 2012، مما يجعل العطلة السنوية للاحتفال ببدء فصل الصيف هذا العام والتي تصادف في الرابع من يونيو أطول من المعتاد.
ولوحظ أمس أن الحكومة لم تـُصدر أي بيان رسمي أو تعبّر عن رأيها في الموضوع ولم تعلق على تسريب الرسالة التي من الفروض أنها سرية إلى «الغارديان»، فيما سارع نائب رئيس الوزراء إلى الإعلان في تصريح أدلى به لهيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية الـ(بي بي سي) عن معارضته للفكرة وقال «أشك أن الكثير من الناس في البلد سيعتقدون، أنه بالنظر إلى قلة الأموال المتوافرة بين أيدينا، لن يكون هذا الاقتراح على رأس قائمة أولوياتهم بالنسبة لاستخدام المصادر القليلة المتوافرة».
لكن غوف قال في رسالته إلى الوزراء أن الوضع الاقتصادي السيئ الذي ينتاب البلد هو بالذات السبب الذي من أجله قدّم اقتراح إجراء احتفال ضخم بمناسبة مرور 60 عاماً لجلوس الملكة على العرش، إذ ان مثل هذا الاحتفال برأيه «سيرفع من معنويات المواطنين». وقال انه ينبغي بالمواطنين أن يشعروا بالفرق بين الاحتفالات بجلوس الملكة على العرش بتنظيم احتفال ماسي يفوق ضخامة كل الاحتفالات السابقة، بما في ذلك الاحتفال بيوبيلها الذهبي الذي جرى قبل عشر سنين.
وهاجم حزب العمال المعارض وزير التربية والتعليم على هذا الاقتراح وقال نائب رئيس الحزب توم واتسون ان «أولياء أمور الطلاب سيتساءلون كيف يمكن لغوف أن يتقدم بمثل هذا الاقتراح في الوقت الذي يُجري فيه قصقصة لميزانيات المدارس؟». ويعتقد حزب العمال المعارض، أن لدى الحكومة رغبة في الهروب من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها البلد وإلهاء الناس بالاحتفالات والرقص في الشوارع.
ووفقاً للرسالة المسربة اقترح غوف تنظيم حفلات رقص في الشوارع في هذه المناسبة إلى جانب حفلة كبيرة في قصر باكنغهام الملكي وسط لندن، بالإضافة إلى تنظيم أمسيات موسيقية في مسارح لندن والمدن الكبيرة الأخرى. يشار إلى أن الملكة إليزابيث الثانية جلست على العرش حالاً بعد وفاة والدها الملك جورج الرابع في السادس من فبراير 1952، لكن الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة يجري سنوياً في يونيو، فيما يصادف الاحتفال باليوبيل الماسي للملكة هذا العام مع انعقاد دورة لندن للألعاب الأولمبية 2012، حيث تواجه الحكومة ضغطاً شديداً من أجل إنجاح الدورة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي