د. عيسى العميري / إشراقات / تجاهل الديكتاتور + هوية للمجهول

تصغير
تكبير
بعد أن استبشرنا خيراً بخطوة الجامعة العربية إرسال المراقبين العرب لسورية بعد توقيعها على بروتوكول الموافقة على الرغم من أن هذه الخطوة جاءت بعد 9 أشهر من سفك لدماء الأبرياء وتدمير لمقدرات هذا البلد العزيز على قلوبنا، تخيل أخي القارئ 9 أشهر لتلقي معلومة قمع الشعب السوري... وبعد مرور ما يقارب من منتصف الشهر والمقرر لفترة عمل هؤلاء المراقبين، إلاّ اننا ولو أردنا نستعرض انطباعنا بشكل مبدئي على عمل لجنة المراقبين مع الأخذ بالاعتبار التقرير الأولي لمراقبي الجامعة... لخرجنا بالتالي :

1- عدم اقتناع رجل الشارع العادي في الوطن العربي بالمراقبين.

2- يستخدم هؤلاء المراقبين وسائل غير فعالة للمراقبة وليس لها قيمة... وتكرر مشهد المراقبين على شاشات وسائل الاعلام وهم يسجلون بقلم وورقة لا أعتقد أن بائع متجول (مع بالغ احترامنا) يحملها لتدوين مايريده.

3- ورد على شاشات وسائل الاعلام مشهد يظهر به أحد افراد الشعب السوري الذي تعرض في ما يبدو للقمع، وهو يشرح لرئيس بعثة المراقبين ما حصل للموقع الذي هو فيه، فيما يظهر هذا الأخير عير مبالٍ لما يقوله هذا المواطن السوري ويسير غير مهتم.

4 - بشكل عام لا يوجد ما يشجع على أن هذا الفريق لديه مقومات المراقبة، ولا نقول الحرفية والمهنية في هذا العمل.

5 - ورد ضمن التقرير الاولي للجنة المراقبين توجيه دعوة للحكومة السورية والجماعات المسلحة للوقف الفوري لجميع أعمال العنف وعدم التعرض للمظاهرات السلمية، وتفتقد هذه الدعوة صراحة للمنطقية بحد ذاتها، إذ إنها تساوي بين القاتل والضحية في الوقت نفسه وتطالبهما الطلب نفسه.

6 - صرح رئيس البعثة محمد الدابي بأن لجنة المراقبين تعرضت لمضايقات من جانب الحكومة السورية والمعارضة، فعلى افتراض أن هذا التصريح مؤكد 100 في المئة، فإن هذا داع إلى اتخاذ اجراء حاسم للفصل في هذا الملف بطريقة فاعلة.

وعلى أي حال فإننا نؤكد على ما سبق أن ذكرناه سالفاً في مقالات أخرى بأننا لا نرى جدوى تذكر لعمل لجنة المراقبين، وبناء على جميع المعطيات السابقة والخاصة حول هذه الأزمة نرى أن يتم تحويل هذا الملف إلى الأمم المتحدة.

وبالحديث عن التدويل أو عدمه، فإن هذا التدويل قد حدث بارسال مراقبين من دول عربية عدة... فهذا بحد ذاته يعد تدويلاً للأزمة بشكل صريح، ويستدعي معه وقف هدر ونزف الدماء الطاهرة التي تسال يومياً في هذا البلد العزيز... والله من وراء القصد.

 

د. عيسى محمد العميري

Twitter: @dressaamiri

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي