صرخة وطن

تصغير
تكبير
| بقلم: شيماء راشد عبدالله |

في العام السابق، شهد العالم وبالأخص العالم العربي والإسلامي أحداثا كثيرة ومتعددة على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. ولعل من اهم الأصعدة تلك التي حدثت على الصعيد السياسي وما لحقها من ثورات وانقلابات سياسية، حيث بدأت بسقوط الحكم الديكتاتوري لزين العابدين بن علي ومن ثم ما لحقها من سقوط للرئيس المصري السابق حسني ومبارك والقائد الليبي معمر القذافي، وما حدث بعد ذلك من مظاهرات واحتجاجات في اليمن وما يحدث الان في سورية. فالمحور الأساسي والحدث الأكبر في سنة 2011 يدور حول الوطن، هذا الوطن الذي يشعر المرء بالانتماء اليه ويدافع عنه بروحه وشرفه وماله. فالحديث عن الوطن يمتد الى ما لا نهاية، وأصبحت تؤلف وتطبع الكتب والاشعار والأغاني كلها في مدى حب الوطن وعشقه أينما كان هذا الوطن، سواء الكويت أو الخليج العربي أو الوطن العربي كافة. ولكن مع تزايد الصرخات والاحتجاجات المطالبة بتعديل النظم والاحكام بما هو في مصلحة الوطن، لم تسمع صرخة الوطن، تلك الصرخة التي تشبة صرخة الأم وهي تحاول فك التنازع والانتفاضة بين أبنائها. لم يتلفت اي منهم للوطن وكأنهم نسوا دورها او نسوها بالكامل. وضعوا الدفاع عنها في آخر المراتب وقاموا بالدفاع عن مصالحهم الشخصية والمطالبة بها، ولو ان شخصا منهم اهتم بالوطن لما لجأ الى اسلوب المظاهرات والعنف الذي يسيء أولا وأخيرا الى وطنه. ولعل اهم ما أؤيد به فكرة الابتعاد عن الوطن والاهتمام به الاحداث المؤسفة التي حدثت لدينا أخيرا من هجوم على قاعة عبدالله السالم في مجلس الأمة، وما أعقب ذلك من مظاهرات واعتصامات التي يراها البعض حرية شخصية ومطالبة بحقوق الشعب. أين هي الحرية من أعمال العنف وضرب رجال الأمن؟، وما الديموقراطية حين تستمع لرأيك فقط متجاهلا آراء غيرك؟ فهل ما يسمى بالتخريب والصراخ هو مطالبة بحق؟ إن الساكت عن الحق شيطان أخرس. للأسف أقل ما يعبر عن هذه الأحداث هو اتباع المصالح الشخصية فقط، وهذا ما سوف يؤثر على الجميع للأسف. فالدولة كالمركب إن غرقت غرقت بنا جميعا وإن نجت تنج بنا جميعا. ولا يسعني في النهاية سوى ان نحمد الله على ان هذه الاحداث انتهت وأصبحت من أحداث العام السابق، ونأمل في بداية هذا العام بإشراقة جديدة وبداية موفقة بانتخابات مجلس الأمة والتي نأمل ان تنسينا مرارة الاحداث السابقة. وانا على أشد الايمان بأن الكويت سوف تتجاوز هذه المحنة كما تجاوزت جميع المصاعب والكوارث التي حدثت لها وكما ذكر الأديب الكويتي هيثم بودي «ان هذا البلد الطيب لم ينشأ بالصدفة أو بالبترول بل كافح ليعيش وقاوم ليبقى رغم الفقر والجوع والأوبئة والحروب».



جامعة الكويت

كلية التربية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي