الأعوام تترى والسنون تتتابع والأيام تتداول، وكل من البشر في شأن يتفاعل فيه ويعمل من أجل تحقيق غايته والوصول الى هدفه وانتهى العام.
والناس صنفان، المتفائل الذي يقلب السمات كلها الى صفات حسنة ويجعل الإشراق ديدنه والتفاؤل سبيله، والآخر يجعل من السمات الطيبة آثارا سيئة وكئيبة وهو يعيش في دائرة مغلقة يشوبها التشاؤم والعياذ بالله.
وصدق الأديب:
خذ الحياة كما جاءتك مبتسماً
في كفها الغار أو في كفها العدمُ
واقنع بما تأمر الدنيا بلا مضضٍ
وألجم شعورك فيها إنها صنمُ
هذي سعادة دنيانا فكن رجلاً
إن شئتها أبد الآباد يبتسمُ
ما أجمل الابتسامة اذا طبعت على محيا البشر وما أجمل الوجوه الباسمة المتفائلة بالخير والإقبال.
واذا انصرم عام عن هذه الدنيا وترك على صفحاتها حراكا سياسيا مشتعلا على أرض هذه الديرة الحبيبة، شهدنا خلاله أياما احتد فيها الحديث بين الأطراف السياسية وأخذ البعض يقذف البعض بكلمات لا تجوز، وبعضهم لم يجد من ينتقده أو يوجه له لوماً لتحقيق مآرب شخصية بحتة كأنما ينظر الى المرآة ويقول:
أبت شفتاي اليوم إلا تكلماً
بسوء فما أدري لمن أنا قائله
أرى لي وجهاً قبح الله شكلهُ
فقبح من وجه وقبح حامله
حوادث كثيرة وأحداث متباينة كتبت على صفحات أيام العام المنصرم، منها خدم يقتلون مخدوميهم في يوم زفافهم وآخرون يعتدون على فتاة ويجهزون على والدها بالضرب الذي انتفض للدفاع عن شرفه.
أيام مرت وانصرفت ومازالت ذكراها في القلوب اذا حلت فإنها تدميها، ولعل جلّ هذه الحوادث الاعتداء على قاعة عبد الله السالم والعبث بالديموقراطية والهتافات التي لا تنم عن المسؤولية الوطنية التي هتفت في ساحة الإرادة.
عزيزي القارئ لعلنا نكون متفائلين في إشراقة هذا العام المبارك، ولا يكون ذلك إلا بتوحيد رأي الشعب الكويتي على اختيار عضو مجلس الأمة القادم، بأن يكون هو الواعي الذي يعمل من أجل نمو هذا الوطن ويكون فكره وتفكيره في النمو والتنمية، من أجل ان تقفز الكويت الى مكانتها الأولى بين الأمم.
يقولون لماذا تحب الكويت؟
لماذا أغانيك مسكونة بحب الكويت وأهل الكويت؟
فقلت اسألوا الصبح عن نورهِ
وقلت اسألوا الطير عن وكرهِ
وقلت اسألوا البحر عن موجهِ
وقلت اسألوا الورد عن عطرهِ
اذا ما عرفتم لهذا جواباً
عرفتم لماذا أحب الكويت؟
سلطان حمود المتروك