فهد توفيق الهندال / فاصلة / أيها المرشح... من أنت؟ وما المطلوب؟!

تصغير
تكبير
سُئل مرة رئيـس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل عن مؤهلات السياسي الناشئ، فقال: مؤهلات السياسي الناشئ: إنها القدرة على التنبؤ بما سيحدث غداً، أو بعد أسبوع أو شهر أو سنة... ومن ثم القدرة على أن يفسر أسباب عدم تحقق هذه النبوءات بعد ذلك.

لاشك أن تسجيل اسمك في قوائم الترشيح لأي انتخابات، أمرٌ لا يقل أهمية وإثارة شخصية وبرستيجا إعلاميا عن غيرها من صور التمثيل والحضور الاجتماعي، بصرف النظر عن تمتعك بمؤهلات وقدرات المهمة التي تعتزم خوض غمار لعبتها الانتخابية في حصد عدد يؤهلك للنجاح، ومن ثم دخول معترك العمل الديموقراطي الناتج عن هذه الانتخابات بلدية، رياضية، تعاونية، نقابية، طلابية أو فئوية معينة في تقبل آراء الآخرين واختياراتهم وقناعاتهم فيك قبل وبعد وصولك ومدى جديتك ووعيك في الممارسة الديموقراطية. فما بالك لو كنت مرشحا في انتخابات مجلس الأمة. لا شك أنها قمة الإثارة والدعاية!!

هكذا يرتسم الوضع لدى بعض المرشحين ممن لا يملكون دعم تيار معين له ثقله السياسي أو حراكا ثقافيا واجتماعيا واضحا للعيان على مدى فترة طويلة، ليصبح شعارهم الفضفاض الاستقلالية في الترشيح والانتماء للوطن فقط!

حديثنا هذا ليس من باب التقليل من أحقية الجميع في الترشح كما هو حقه في الانتخاب، ولكن لابد أن يفهم البعض أن الخروج من مسؤولية الناخب إلى مسؤولية المرشح أمر لا يحتمل الاستهانة بالعملية ذاتها وبالمسيرة الديموقراطية برمتها. فأن تصوّت كناخب لمرشح لقناعات تختلف جملة وتفصيلا عن أن تقنع الناخبين كمرشح في التصويت لك، لهـذا كان السؤال الدائم والمستمر لكل مرشح... ما برنامجك الانتخابي ودورك المفترض في حال وصولك للبرلمان من خلال المشاريع التي ستؤيدها أو تعارضها... ولماذا؟

أما الشعار الثاني والأكثر استخفافا بعقول الناخبين، فهو محاربة الفساد!! لا أعلم إن كان هذا المرشح قد اطلع على المواثيق الدولية وقرارات المنظمات العالمية إن كانت معتمـدة أصلا في مجلس الأمة، أو وجود تشريعات تفسح المجال لتطبيقها وتناسبها مع البيئة القانونـية في الكويت. وخلاف ذلك، كيف يمكن تشريـع هذه القوانين وضمان المساواة في عدالة تطبيق القانون؟

أن تقنعني بأنك جدير بالترشح وانتخابك، هو أن تكون صادقا مع نفسك وليس مصدّقا لمن حولك... أن تقنعني في أنك تستحق الترشح منهم ولهم، وبالتالي سيكون لك صوتهم... وغالبا صوتي معهم.



فاصلة أخيرة

ما دمنا قد بدأنا الحديث بتشرشل فسنختم المقال بطرفة عنه، طُلِب من ونستون تشرشل عندما كان رئيساً للوزراء إبداء الرأي في موضوع متنازع عليه بين حزب العمال والمحافظين، وعندما انتهى من كتابة الخطاب الذي سيلقيه أمام مجلس النواب طلب من سكرتيره الخاص أن يبدي رأيه في الخطاب، وبعد أن قرأه قال له : الخطاب جميل جدا يا سيدي، ولكني لم أفهم هل أنت مع أم ضد المشروع، فأجاب تشرشل مبتسما : وهذا هو المطلوب تماماً !!!

والعاقبة لمن يعقل ويتدبر

 



فهد توفيق الهندال

Kwt1972@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي