إلى أين يا متعصّب؟

تصغير
تكبير
بقلم: الطالبة فاطمة الحبيب

التعصب هو ظاهرة بشرية تلعب في نفس الإنسان وتولد الاحتقار والغضب والرغبة في التنفيس بطريقة فظة، حيث أصبح التعصب مرضا يسكن في قلوب البعض فيصعب علينا أن نتأقلم مع أشخاص متطرفين يسعون إلى التعبير عن رأيهم بصوت مرتفع وبانفعالية.

جميعنا يعلم أن تلك الطريقة يستخدمها البعض للوصول إلى اقناع فئة معينة ولكنها طريقة غير سليمة تؤدي إلى عدم سيطرة الشخص على أقواله أو تؤدي إلى النقاش بحدّة وهذا يدل على أن ذلك المتعصب لا يملك روح الحوار أو الارتقاء في التعبير، فتراه غير مستعد للأخذ والعطاء ولا لتبادل الآراء مع الآخرين لأنه يدرك أنه على حق ويعتقد أن رأيه صحيح فلا يقبل المناقشة.

وسبب التعصب الرئيــــسي هو الكـــــره، فالكـــــره بـــــذرة ســـــوداء تنــمو في داخل الإنسان وتتربى خلف التربة التي دفنها بنفسه إلى أن تمكنت منه بعدما نمت فيه، فالحقد يظهر من سلوك الإنسان وهذا يدل على كراهية الحوار عند الإنسان المتعصب حيث يصعب علينا إرضاؤه، بل هو ليس قادرا على تطوير ذاته والتعمق في النقاش مع الآخرين، فتراه يميل إلى إلحاق الضرر بالغير أكثر مما يميل إلى تأكــــــــــيد مزاياه الشخصية أو كسب المنفعة لنفسه، فهو يدعو للشك بأخلاق الآخرين والتدخل بما لا يعنيه وقوفه بصفٍ مجهول مما يترتب عليه احتقار البعض والتسبب بحزازيات في المجتمع لاعتقاده بأنه ينتمي إلى فئة مهمة غير عن الآخـــرين وأنه حر بالتعبير عن رأيه ولو مسّ البعض، فهـــــذا المــــرض منـــتـــــشر لدينا ويصعب التعامل مع تلك الحالات الصعبـــة.

وعلاج هذا المرض هو السماع لوجهات نظر الآخرين، لماذا نفترق عندما نختلف «فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية» والأهم من ذلك احترام عقول البعض. أي في حال الدخول للنقاش بحدّة عليه احترام الآخرين وعدم التصرف بطريقة فضّة واختياره لأساليب العنف والتطرف لإبداء صحة قوله، فعليه أن يسيطر على عصبيته وانفعالاته بطريقة سليمة والتقليل منها بالتدرج حتى يتخلص منها نهائياً دون الرجوع إليها، ومعرفة أن اختلاف الرأي ربما يكون بين أقرب اثنين كالأب وابنه، فكلٌ منا لديه أفكاره الخاصة ولكن لا يحق لنا التدخل بخصوصيات البعض، فإن أردنا التعليق على أمر ما نرى أنه يستحق التعليق أو فتح باب الحوار للمناقشة بهذا الأمر فلا مانع ولكن لكل أرضٍ حد، ولكل نقاشٍ خط أحمر لا يحق لأي شخص ٍكان تجاوزه، ولابد أن يمر علينا موقف صلب مع المتعصبين، فاذكروا لي قوما منذ قديم الزمان قد نالوا المنى والفوز بتعصبهم، ولكن على العكس فقد أدى تطرفهم إلى الهلاك وهلاك من معهم، فشهد لنا التاريخ برواياته وقصصه، فلماذا لا نبدأ بالتغيير نحو الأفضل وأن نبدأ بأنفسنا، فما لا نرضاه لنا لماذا نرضاه على غيرنا؟

فالفرد المتفتح هو الذي يفيد الآخرين بسماعه لهم وتصحيح أخطائهم والرغبة في تطوير بلده، بل إنه لا يسجن أفكاره ويجمدها في رأسه، فهو يدعو لمختلف النقاشات الإيجابية المبنية بطريقة متسلسلة ومرتبة تحث المقبلين على سماعه وتأييده بصورة مثالية، فمن منا هو ذلك الشخص؟



كليه العلوم الاجتماعية - جامعة الكويت
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي