تقرير / «الربيع العربي» يعيد ترتيب وجهات السياحة في 2011
الرياض- رويترز - غيرت ثورات الربيع العربي وجهة السياح في 2011، عقب الأوضاع الامنية غير المستقرة التي تشهدها بعض الدول العربية المشهورة بمواقعها السياحية الغنية، كمصر وسورية ولبنان.
فعمر الخالدي وهو رجل أعمال سعودي يملك شقة فاخرة في بيروت وأخرى في القاهرة منذ عام 2006 وكانت احداهما خياره الاول عندما يقرر قضاء عطلة نهاية اسبوع طويلة أو خلال الاجازات الرسمية.
ويقول الخالدي «لم أزر أيا منها (مصر ولبنان) منذ أربعة أشهر. اتردد حاليا على دبي لانني لا أحب الرحلات الطويلة والاوضاع الامنية غير المستقرة».
ويبدو أن قائمة المدن العربية الجاذبة للسياحة تشهد نوعا من اعادة الترتيب خلال العام المقبل في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض بلدان المنطقة لتكون مدن مثل دبي وبلدان غير عربية كتركيا وماليزيا هي الوجهة الاولى للسياح العرب بعدما كانت مصر ولبنان في الصدارة.
ففي مصر - حيث السياحة أحد أهم مصادر العملة الصعبة - لا يزال متظاهرون في ميدان التحرير وهو بؤرة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يحتجون على سياسات المجلس العسكري الذي يدير أمور البلاد ويطالبون بسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية.
ورغم أن ثورات «الربيع العربي» لم تمر على لبنان الا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سورية التي يمر عبرها عادة نحو 300 الف من السياح العرب القادمين برا الى لبنان.
وقال رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر ال فهيد لرويترز ان السياحة البينية العربية كانت تمثل 49 في المئة قبل الاضطرابات مضيفا «تكبدنا خسائر تتجاوز العشرة مليارات دولار في 2011... ومصر وتونس كانتا الاكثر تضررا».
وتابع «كانت امالنا أن تنتهي الاضطرابات بشكل أسرع... القطاع السياحي حساس جدا والامن ركيزة أساسية في دعم السياحة».
وتشهد المنطقة العربية احتجاجات شعبية غير مسبوقة أدت للاطاحة برؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن وامتد أثرها الى سورية والبحرين وسلطنة عمان والمغرب والاردن. وتطالب تلك الاحتجاجات بتحسين مستويات المعيشة وتعزيز الحريات وتداول السلطة ومحاربة الفساد.
وقال ال فهيد «في وقت الازمات نراهن عادة على السياحة البينية العربية... لقد تجاوزنا أزمات عديدة في السابق بهذه الاستراتيجية ولكن هذه المرة الموضوع مختلف». وتابع «وصلت نسب تسريح العمالة الى 20 في المئة. كان هناك توقعات بأن تنتهي الازمة بسرعة ولكن في حال استمرت المشاكل ستتكلف الدول خسائر أكبر وسيتضاعف عدد الخسائر في الوظائف وقد تغلق العديد من المنشآت والشركات السياحية بشكل كامل».
ولكن تلك الارقام لم تنعكس على شركات السفر والسياحة في السعودية اذ يقول مدير تطوير الاعمال في مجموعة الطيار للسفر والسياحة راشد المقيط ان «الشركات لم تسجل أي تراجع في مبيعاتها في 2011 لقد كان عاما جيدا ووجد السائحون وجهات بديلة عن الدول المضطربة».
ويضيف المقيط «سورية ولبنان ومصر كانت تستقبل نحو 1.5 مليون سائح سعودي سنويا وتلك الوجهات شبه مشلولة حاليا... وفي المقابل هناك طلبات كبيرة جدا على المقاعد والفنادق لماليزيا وتركيا ودول شمال اميركا».
ويقول رئيس المنظمة العربية للسياحة «ارتفع عدد زوار تركيا من العرب بنسبة 80 في المئة مقارنة مع العام الماضي... سنعمل على اعادة استقطاب العرب الى بعض المدن الامنة مثل شرم الشيخ كما سنحاول استقطاب السياح الاتراك وبعض زوار تركيا».
وأضاف ال فهيد «القطاع السياحي يتأثر سريعا ويعود سريعا... ونحن متفائلون بان تنتهي تلك الاضطرابات قريبا».
من جانبه، يقول المقيط «عملنا في هذا العام على زيادة حجم استثماراتنا في اميركا وماليزيا وكندا ودبي. هناك اقبال عال جدا عليها...كما أن السعوديين باتوا أكثر اقبالا على الوجهات الجديدة والمختلفة والمبتعثين يشجعون عائلاتهم على زيارتهم».
كان مهدي مطر كبير الخبراء الاقتصاديين لدى كاب ام للاستثمار ومقرها أبوظبي قال لرويترز في مايو ان دبي تستفيد بشكل كبير مع ارتفاع معدلات الاشغال وعدد السائحين لان العرب الذين اعتادوا على الذهاب الى الاردن أو سورية أو لبنان أو مصر يجدون هذه الدول تعاني اضطرابات.
وأضاف مطر انذاك ان هؤلاء السائحين عدلوا مسارهم الى ثاني أفضل وجهة وهي دبي.
كما يتوافد على دبي- التي تمثل السياحة 25 في المئة من اقتصادها- السياح الغربيون الذين اعتادوا السفر الى مصر للاستمتاع بطقس أفضل.
يقول المقيط «نتمنى للدول العربية الخروج من الاضطرابات... كلما طالت المشكلة سيستمر الناس في البحث عن وجهات بديلة كما سيقوم ذلك باعادة هيكلة السوق».
فعمر الخالدي وهو رجل أعمال سعودي يملك شقة فاخرة في بيروت وأخرى في القاهرة منذ عام 2006 وكانت احداهما خياره الاول عندما يقرر قضاء عطلة نهاية اسبوع طويلة أو خلال الاجازات الرسمية.
ويقول الخالدي «لم أزر أيا منها (مصر ولبنان) منذ أربعة أشهر. اتردد حاليا على دبي لانني لا أحب الرحلات الطويلة والاوضاع الامنية غير المستقرة».
ويبدو أن قائمة المدن العربية الجاذبة للسياحة تشهد نوعا من اعادة الترتيب خلال العام المقبل في ظل الاضطرابات السياسية التي تشهدها بعض بلدان المنطقة لتكون مدن مثل دبي وبلدان غير عربية كتركيا وماليزيا هي الوجهة الاولى للسياح العرب بعدما كانت مصر ولبنان في الصدارة.
ففي مصر - حيث السياحة أحد أهم مصادر العملة الصعبة - لا يزال متظاهرون في ميدان التحرير وهو بؤرة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك يحتجون على سياسات المجلس العسكري الذي يدير أمور البلاد ويطالبون بسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية.
ورغم أن ثورات «الربيع العربي» لم تمر على لبنان الا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سورية التي يمر عبرها عادة نحو 300 الف من السياح العرب القادمين برا الى لبنان.
وقال رئيس المنظمة العربية للسياحة بندر ال فهيد لرويترز ان السياحة البينية العربية كانت تمثل 49 في المئة قبل الاضطرابات مضيفا «تكبدنا خسائر تتجاوز العشرة مليارات دولار في 2011... ومصر وتونس كانتا الاكثر تضررا».
وتابع «كانت امالنا أن تنتهي الاضطرابات بشكل أسرع... القطاع السياحي حساس جدا والامن ركيزة أساسية في دعم السياحة».
وتشهد المنطقة العربية احتجاجات شعبية غير مسبوقة أدت للاطاحة برؤساء تونس ومصر وليبيا واليمن وامتد أثرها الى سورية والبحرين وسلطنة عمان والمغرب والاردن. وتطالب تلك الاحتجاجات بتحسين مستويات المعيشة وتعزيز الحريات وتداول السلطة ومحاربة الفساد.
وقال ال فهيد «في وقت الازمات نراهن عادة على السياحة البينية العربية... لقد تجاوزنا أزمات عديدة في السابق بهذه الاستراتيجية ولكن هذه المرة الموضوع مختلف». وتابع «وصلت نسب تسريح العمالة الى 20 في المئة. كان هناك توقعات بأن تنتهي الازمة بسرعة ولكن في حال استمرت المشاكل ستتكلف الدول خسائر أكبر وسيتضاعف عدد الخسائر في الوظائف وقد تغلق العديد من المنشآت والشركات السياحية بشكل كامل».
ولكن تلك الارقام لم تنعكس على شركات السفر والسياحة في السعودية اذ يقول مدير تطوير الاعمال في مجموعة الطيار للسفر والسياحة راشد المقيط ان «الشركات لم تسجل أي تراجع في مبيعاتها في 2011 لقد كان عاما جيدا ووجد السائحون وجهات بديلة عن الدول المضطربة».
ويضيف المقيط «سورية ولبنان ومصر كانت تستقبل نحو 1.5 مليون سائح سعودي سنويا وتلك الوجهات شبه مشلولة حاليا... وفي المقابل هناك طلبات كبيرة جدا على المقاعد والفنادق لماليزيا وتركيا ودول شمال اميركا».
ويقول رئيس المنظمة العربية للسياحة «ارتفع عدد زوار تركيا من العرب بنسبة 80 في المئة مقارنة مع العام الماضي... سنعمل على اعادة استقطاب العرب الى بعض المدن الامنة مثل شرم الشيخ كما سنحاول استقطاب السياح الاتراك وبعض زوار تركيا».
وأضاف ال فهيد «القطاع السياحي يتأثر سريعا ويعود سريعا... ونحن متفائلون بان تنتهي تلك الاضطرابات قريبا».
من جانبه، يقول المقيط «عملنا في هذا العام على زيادة حجم استثماراتنا في اميركا وماليزيا وكندا ودبي. هناك اقبال عال جدا عليها...كما أن السعوديين باتوا أكثر اقبالا على الوجهات الجديدة والمختلفة والمبتعثين يشجعون عائلاتهم على زيارتهم».
كان مهدي مطر كبير الخبراء الاقتصاديين لدى كاب ام للاستثمار ومقرها أبوظبي قال لرويترز في مايو ان دبي تستفيد بشكل كبير مع ارتفاع معدلات الاشغال وعدد السائحين لان العرب الذين اعتادوا على الذهاب الى الاردن أو سورية أو لبنان أو مصر يجدون هذه الدول تعاني اضطرابات.
وأضاف مطر انذاك ان هؤلاء السائحين عدلوا مسارهم الى ثاني أفضل وجهة وهي دبي.
كما يتوافد على دبي- التي تمثل السياحة 25 في المئة من اقتصادها- السياح الغربيون الذين اعتادوا السفر الى مصر للاستمتاع بطقس أفضل.
يقول المقيط «نتمنى للدول العربية الخروج من الاضطرابات... كلما طالت المشكلة سيستمر الناس في البحث عن وجهات بديلة كما سيقوم ذلك باعادة هيكلة السوق».