النائب أحمد المليفي نكن له الاحترام والتقدير كنائب يمثل الأمة بأسرها، وله مواقف طيبة وقد صُدمنا من دعوته لتغيير رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، وهي، إن صح التعبير، قد غربلت الحركة في المطبخ السياسي بإضافتها «بهارات حارة» على طبخة التعاون بين السلطتين.
ماذا يريد النائب المليفي؟ وما هي الدوافع؟ فالدعوة لتغيير رئيس مجلس الوزراء فيها قفز على الصلاحيات وتجاوز أعراف الطرح الدستوري، حتى في الظروف التي يبلغ الاحتقان حد عنق الزجاجة.
يقول النواب إنهم مع التهدئة بهدف الإصلاح والتعاون ونفاجأ بشطحات من هنا وهناك لا نجد لها المبرر المعلن والمقنع، وإذا كانت القضايا محل الخلاف قد وصلت إلى الطريق المسدود، فهذه المطالبة ليست بمكانها ولا توقيتها الصحيح وقد وقف النواب في وجهها!
إن طرح النائب أو أي فرد آخر نابع من قناعة الفرد مهما كانت صفته، ولكن النائب، على وجه التحديد، تعتبر القضية ليست بقناعة فردية مطلقة، إذ إن النائب يمثل الأمة وكل ما ينطق به أو يفعله إنما هو قيد الرصد من قبل الجميع من دون استثناء، ولذلك لا مكان للاجتهادات الشخصية، لأنها عندما تتعارض مع الأعراف الدستورية فإنها تشكل عاملاً مؤثراً سلبياً على حالة الوفاق بين السلطتين، وهذا ما تم بتقديم الحكومة استقالتها.
الحاصل أن النائب أحمد المليفي له الحق في إبداء رأيه، إلا اننا نحبذ أن يدرك النائب خطورة ما يدفع به، خصوصاً أن معظم النواب قد أجمعوا على أن رئيس مجلس الوزراء إصلاحي، ولكن ثقافة المجتمع السياسية والاجتماعية قد قيدته نوعاً ما، ولنا في ما عرض أخيراً على الساحة مؤشراً حياً لما نقصده، ناهيك عن تحركات النواب إزاء بعض القضايا، إضافة إلى أثر البطانة والفساد المستشري في قطاعات الدولة!
إننا نتطرق في تقييم أداء رئيس مجلس الوزراء إلى تراكمات كثيرة فإن لم يجد الدعم فلن يتحقق الإصلاح!
يقول المثل: «إن أردت أن تطاع فاطلب المستطاع»، ولا نجد في دعوة النائب المليفي إلا أمراً غير مستطاع ويعود الأمر في نهاية الأمر إلى ولي الأمر من الناحية الدستورية في ظل التباين بوجهات النظر تجاهها.
الشاهد أن الأوراق قد اختلطت ونود من النواب جميعاً مراجعة المواقف والجنوح إلى التهدئة لإصلاح الأحوال وتهدئة الأجواء السياسية الملبدة بالغيوم التي على وشك أن تمطر علينا ماء لا نعلم إن كان سيسقي الشجرة الإصلاحية لتؤتي ثمارها لشعب ظل ينتظر الحصاد منذ عقود.
إن القضايا المطروحة أشبه بثمار يتوقع أن تتدلى من الشجرة الإصلاحية ليجني منها المواطنون والمقيمون، فهل يتحرك العقلاء إلى فرض حال صلاح لتلك الغيوم ونعيش حياة الرخاء ولو أنها صعبة... فالنفوس مازالت الشوائب عالقة بها ويبقى الأمل قائماً؟ والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]