مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / انتخابات بحسب القانون

تصغير
تكبير
في العاشر من شهر يونيو 1990 دعت الحكومة الناخبين لانتخاب مجلس اسمته (المجلس الوطني) ليكون مجلساً استشارياً من دون صلاحيات تشريعية أو رقابية بديلا عن مجلس الأمة، فواجه هذا المجلس معارضة شديدة من الناس، وظنت الحكومة مخطئة أنها قد تجد لمجلسها هذا قبولا لدى أبناء الدوائر الخارجية، ولكن شباب القبائل تصدى لهذه المحاولة بشدة، وأقنعوا البسطاء ومحدودي التعليم وكبار السن بعدم المشاركة في هذا المجلس المسخ لا ترشيحا ولا انتخابا وكانت نتيجة هذه الانتخابات مذهلة حيث أظهرت نتائجه إلى رفض هذا المجلس والمطالبة بالعودة الى مجلس الأمة الاصلي ودستور61.

واليوم شباب ذاك الزمان هم كبار زماننا هذا ولا أظن أنهم في حاجة لأن يوعيهم شباب اليوم الذين جعلوا الحكومة تستقيل لفسادها، وللمرة الأولى في التاريخ يطالب نواب بحل المجلس لفقدانه الثقة الشعبية فأنحل المجلس استجابة لرغبتهم.

واليوم يطالب الجميع بالابتعاد عن الانتخابات الفرعية المجرمة قانوناً والمحرمة دستورياً، ولا أظن أن هؤلاء محتاجين لهؤلاء لاقناعهم بعدم شرعية الانتخابات الفرعية، ولأن الزمن قد تجاوز الانتخابات القبلية الفرعية بما فيها من مساوئ واحتكارها من قبل بعض العوائل من داخل القبيلة من أصحاب النفوذ، وأصحاب الخدمات والواسطة، وحرمان العديد من الكفاءات القبلية إما لعدم رغبتهم في المشاركة في هذه الانتخابات أو معرفتهم بصعوبة تجاوزها.

واليوم المطلوب من شباب القبائل ورجالها جميعا فتح المجال لكفاءات قبلية لعرض انفسهم على القبيلة وأبناء الدائرة الانتخابية ككل، وأنا متأكد أنه بما تذخر به القبائل من رجال دولة وفكر ومنبر وقدرة على التعامل مع مستجدات العصر ستكون قادرة على الفوز بكراسي أكثر مما حصلت عليه في الانتخابات الفرعية بل سيحصدون أصواتا قد لا تقل عن الأصوات التي يحصدها النائب مسلم البراك لانه يعتبر نفسه أنه مرشح الكويت لا القبيلة.

لقد خسرت الكويت كفاءات عديدة من دون ذكر الأسماء الذين رفضوا ومازالوا يرفضون القبول بالانتخابات الفرعية خوفا من تفرغ صف القبيلة أو فقدان ثقة الشارع السياسي الوطني، فالابتعاد عن هذه الانتخابات يفتح المجال لجميع المرشحين أن يكونوا نوابا للوطن لا للقبيلة فلا يضطرون للولاء والارتباط وتحقيق بعض المطالب والخدمات لابناء القبيلة بتميز شديد، وحان الوقت لأن نصوت للكويت... والكويت فقط، وننتخب نوابا وطنيين غير مقيدين بأي قيد كان الا حب الطن والوفاء له.



مبارك المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي