سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / الهدامة

تصغير
تكبير
هي تصدع البيوت نتيجة لخرير المطر عندما يهطل بغزارة، وقد قيل: الغيث ينزل قطراً ثم ينهمر.

وقد حلت الهدامة على ربوع هذه الديرة الطيبة مرتين، يقال انها جاءت اول مرة في الثلاثينات من القرن الماضي، اما الاخرى فقد هطل مطرها في الخمسينات من القرن الماضي، حيث ذهب المواطنون الذين تضررت بيوتهم الى المدارس وتكفلت الدولة بتوفير ما يحتاجون اليه حتى زالت هذه المحنة.

ونحن الآن نعيش هدامات سياسية عديدة منها هدامة يوم الاربعاء الاسود، واقتحام بيت الامة، والتعدي على الديموقراطية، والعبث في ثقافتها، وهناك هدامات كثيرة، لعل من ابرزها قلب الفقه الديموقراطي للوصول الى الغاية مهما كان نوعها او سمتها، وبذلك يقلب الباطل حقاً والعكس صحيح. واذا يممت وجهك تجاه هذه الهدامة السياسية فإنك تجد اناساً وقد وضعوا مستلزمات الشاي والتدخين امام قصر العدل وكأنما ننادي بمبدأ التعرب بعد الهجرة، اي الانتقال من مصادر الاشعاع الى اماكن افولها.

عزيز القارئ موضوع صعب التوغل فيه لأنه يدعو إلى الأسى ويبعث على الحسرة، ثقافات متعددة واناس يوجهون الى النيابة للتحقيق معهم اثر الايداعات المليونية ما افظعها من هدامة، وما اقساها؟ حتى انها اتت على حل البرلمان، ومازلنا ندور في دائرة مفرغة بعضنا يعتنق فكراً ثم يرمي به عرض الجدار ويعتنق ضده، كل ذلك لتحقيق هدفه الخاص به والوصول الى امنيته الذاتية، اين هذه الديرة الحبيبة من انظار هؤلاء، واين الخطط التنموية والاجتماعية والصحية والعلمية والثقافية؟

ذهبت عن فكرهم

وقى الله الوطن من شرور الحاقدين

يابلادي وانت قرة عيني

طبت نفساً على الزمان وعينا

ستفوزين رغم انف الليالي

عجل الدهر بالمنى او تأنى





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي