شاهدت وقرأت قبل أيام هجوم بعض الكتاب والجرائد، ذات التوجه الليبرالي، على النائب جمعان الحربش بعدما ذكر أن ارتفاع الأسعار «غضب من الله». وللأمانة كنت حاضراً في الندوة التي أقامتها لجنة العلم فرع الرقة وهدية في جمعية الإصلاح الاجتماعي، إذ تمت استضافة النائب الدكتور جمعان الحربش في الندوة التي أُقيمت بعنوان «حقيقة ارتفاع الأسعار»، وقد تم شرح إشكاليات ومسببات هذا الارتفاع، إذ ذكر النائب بأن هناك أسباباً أربعة للارتفاع، وهي:
أولاً: السبب العالمي، ومرده إلى الجفاف العالمي والقحط في ماليزيا وشمال القارة الأميركية وأستراليا وغيرها من الدول الرئيسية في الإنتاج الغذائي، وهذا ما يؤثر على المحاصيل الزراعية، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط.
ثانياً: السبب الشرعي المتمثل بالابتعاد عن مرضاة الله سبحانه وتعالى.
ثالثاً: السبب التعاوني المتمثل بدور الجمعيات التعاونية، وعلى رأسها اتحاد الجمعيات ودوره السلبي في مكافحة ارتفاع الأسعار.
رابعاً: السبب الرقابي، المتمثل بغياب وزارة التجارة، وتحديداً إدارة حماية المستهلك، عن اللتصدي لهذا الارتفاع.
هذا ما تم ذكره في الندوة من أسباب ارتفاع الأسعار. لكن المستغرب جداً هجوم الكتاب الليبراليين على كلمة أطلقها النائب بأن سبب ارتفاع الأسعار غضب من عند الله، ولا شك أن هذه الجملة صحيحة مئة في المئة. ولكن لماذا لم يتم أخذ الأسباب كلها بدلاً من أخذ جزء منها؟ ولا شك أننا اعتدنا على هذا الهجوم، لأن هدف الليبراليين تحريف أي رأي ذاي توجه إسلامي.
تناقضات «كتلة العمل الوطني»
شاهدنا في الآونة الأخيرة تضارباً في تصاريح أعضاء «كتلة العمل الوطني» في ما يتعلق بقضايا مهمة مثل زيادة الـ 50 ديناراً، وإزالة الدواوين وغيرها. فمثلاً صرح النائب علي الراشد بأن «العمل الوطني» مع زيادة الـ 50 ديناراً، وبعدها صرح منسق الكتلة مشاري العنجري بأن «العمل الوطني» لم يلزم أحداً بتصويت معين في شأن الزيادة!
وكذلك تصريح الراشد والشايع بخصوص إلزام الحكومة بتطبيق قانون إزالة الدواوين وعدم التهاون، ثم نشاهد من يطالب في الكتلة بتنظيم الدواوين بقانون، ما يؤشر إلى مزيد من التخبط والتذبذب في هذه الكتلة، وبعد ذلك كله يخرج النائب أحمد المليفي بتصريح ناري يطالب فيه بتغيير رئيس الوزراء بشخص آخر وحل الحكومة ومجلس الأمة، ثم تتبرأ منه «كتلة العمل الوطني»، إذ صرح منسق الكتلة مشاري العنجري بأن المليفي لم يعرض علينا التصريح، وهو حر في أرائه، وهذا التصريح ليس رأي ووجهة نظر «العمل الوطني».
رأيي الشخصي أن «كتلة العمل الوطني» تمر في مراحلها الأخيرة من التفكك، إذ إن حالها ليس ببعيد عن حال «كتلة العمل الشعبي» الذي فصل ما يقارب من نصف أعضائه.
أعتقد أن هذه التكتلات جاءت لهدف مرحلي ومصلحي فقط، ومع الأيام سوف تزول وتختفي.
ناصر ناجي النزهان
[email protected]