د. نوف علي المطيري / ارحل يا بشار

تصغير
تكبير
هل سيفلت بشار الأسد من المحاكمة الدولية على مجازره التي ارتكبها بحق الشعب السوري الأعزل، وما فعله من قمع وحشي ضد المتظاهرين من أبناء بلاده؟ سؤال تبادر إلى ذهني خلال مشاهدتي لمقاطع تقشعر لها الأبدان. مقاطع تظهر مدى تعطش هذا النظام وزبانيته للقتل والتدمير. فبشار يسير على نهج والده ليحول حياة الشعب السوري إلى جحيم.

وتستمر جرائم النظام الوحشي ضد المواطنين البسطاء والعزّل تحت سمع وبصر الحكام العرب والمنظمات الدولية، وهو يعطى الفرصة إثر الأخرى. ورغم آلاف الصور والمشاهد التي تبث عبر القنوات الإعلامية سواء عربية أو غربية يكتفي العالم بالشجب والاستنكار، والتهديد بفرض العقوبات ثم التراجع كلما قدم بشار وعودا زائفة بالتغيير ودعوة المعارضة في داخل والخارج للمشاركة في عملية الإصلاح المزعومة!

هذا النظام لايزال يعيش في الماضي، ويقاوم رياح التغيير بسياسة القمع وتكميم الأفواه، ويقاوم إرادة الشعب السوري الطامح للحرية والتحرر من الفاسدين، وهو يقوم بالاعتماد على آلة القتل المتمثلة في ما يسمى بالشبيحة وجنود الجيش الذين تمادوا في غيهم وجرائمهم. وأخيرا نالت أيديهم القذرة من أحد أبناء وطني حسين العنزي الذي أظهر مقتله للعالم أجمع مدى دموية هذا النظام، واستهتاره بالقوانين الدولية التي تمنع التعرض للمدانين العزل وقتل الأبرياء من مواطني الدول الثانية. والدك يا بشار لم يدفعك لقراءة التاريخ، هل رأيت ثورة قام بها شعب على حاكمه ولم يسقط الحاكم؟ هذه ليست ثورة عسكر عددهم مئة أو مئتان تقتلهم في يوم واحد دون أن يدري أحد، هذه ثورة شعب تقتل منه مليوناً ويبقى منه الملايين الذين سيطاردونك وأعوانك في كل ركن من الأرض.

ويحاول الأسد هذه الأيام أن يخرج من المأزق، ويحافظ على كرسيه الذي ورثه عن والده من خلال الحديث عن خطر الإسلاميين وتنظيم «القاعدة»، والتهديد بزلزلة المنطقة في حال حصل تدخل في شؤون سورية. ويردد هذه التفاهات التي لم يعد أحد يصدقها معتمدا على دعم إيران حليفته الرئيسية، ما يؤكد للجميع أنه في حالة إنكار للواقع كما فعل معمر القذافي من قبله، وأنه يعيش في وهم وحالة غياب كامل للعقل.

ورغم إقراره بأن قواته الأمنية قد ارتكبت «أخطاء كثيرة» في بداية الثورة، إلا أنه لايزال غارقا في أوهامه، ومتمسكا بموقف رافض للتنحي عن السلطة. ولايزال يراهن على ولاء أنصاره من الجيش رغم زيادة عدد المنشقين منهم.

أما استمرار تجاهل الأمم المتحدة والدول الغربية لما يحدث في سورية من قتل للأبرياء، وتشريد للسكان، وتدمير للمناطق، فإنه يثير علامات استفهام وتعجب كثيرة حول مدى مصداقية ما يرددون في الإعلام من تصريحات نارية... هذه التصريحات التي تطلقها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تدّعي مناصرة الشعوب المغلوبة على أمرها، هي في واقع الأمر تمنح النظام السوري المزيد من الوقت لاستمرار مجازره، فمتى تتوقف الجرائم بحق الشعب السوري المنكوب، ومن سيوقفها؟ لكن أقول ان شجعان سورية هم الأمل الوحيد، وكما يرددون «الموت ولا المذلة»، وهم من سيقتلع النظام من جذوره.





د. نوف علي المطيري

كاتبة سعودية

d.nooof@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي