مبارك المعوشرجي / ولي رأي / قبل أن يفوت الفوت

تصغير
تكبير
لقد اتضح للمتابع أن حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد السابعة ليست بأفضل من سابقاتها الست لا من حيث الأداء، ولا في تلافي الأخطاء، بل إنها زادت عليها بإسقاط ثقة الناس في أغلبيتها النيابية القليلة بسبب ما أثير حول هذه الأقلية من اتهامات بالقبض ثمنا لمواقفها السياسية، عقب فضيحة الايداعيات المليونية...

غالبية الشعب الكويتي تتفق مع نواب المقاطعة في الوصول إلى اسقاط الحكومة وحل المجلس في آن واحد وبأسرع وقت حتى لا تتعقد الأمور أكثر، وإن كنا نختلف مع كتلة المقاطعة على شخصانية وحدة الطلب، والنزول إلى الشارع، وحشد الجماهير، وتهييجها بالصوت العالي، والخطابات النارية، ورفع سقف المطالب السياسية المرفوضة من أهل الكويت... مما أوحى بأن هناك خلافا شديدا بين الشعب وحكامه، وأدى إلى اقتحامهم مبنى مجلس الأمة وما يمثله من قيمة لدى الشعب الكويتي لرمزيته.

وقد اكتسبت الحكومة بعض التعاطف بسبب هذا الخطأ، ولكنها سرعان ما فقدته بسبب استخدامها القوة المفرطة ضد المتظاهرين أمام مبنى النيابة العامة ومبنى أمن الدولة، حلا لا تحسن تطبيقه ولم نتعود عليه ولا يرهبنا كشعب وزاد بالشرخ اتساعاً...

وأقول لسمو الرئيس يا أبا الصباح ترجل برغبتك وخيارك واترك الساحة لغيرك لتخرج الكويت من هذا النفق الطويل المظلم، وتعود لصورتها الجميلة كواحة للديموقراطية والحرية، تلك الصورة التي بدأت تهتز في أعين الإعلام الخارجي، واعلم هداك الله أن في يوم 29 الجاري إن صعدت المنصة أو لم تصعدها، أو اجتزت الاستجواب أو أخفقت في تجاوزه، فالبلد ذاهبة إلى كارثة سياسية... فاحسم أمرك قبل أن يفوت الفوت ولا يعود ينفع الصوت.





مبارك المعوشرجي

كاتب كويتي

Malmoasharji@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي