الشركة المنتجة أفلست واعترفت بخدعة الزبائن وتضليلهم

أساور وقلادات Power Balance ... لا تحسن قوتكم وتوازنكم

تصغير
تكبير
| إعداد عبدالعليم الحجار |

بات المعتقدون بالطاقات الكامنة في أساور وقلادات «باور بالانس» (Power Balance) على موعد مع خيبة أمل مريرة، وذلك بعد أن اضطرت أخيراً الشركة الاسترالية المنتجة لتلك الأساور والقلادات السيليكونية الى طلب إعلان افلاسها في أعقاب اعترافها رسمياً - ودون أي تحفظات - بأنها «خدعت زبائنها وضللتهم» وبأنه «ليس هناك أي ادلة علمية موثوقة» تثبت أن هناك أي طاقات خاصة كامنة في منتجاتها التي دأبت على تسويقها على نطاق واسع في شتى أرجاء العالم بما في ذلك أسواق منطقة الشرق الأوسط.


ووفقاً لتقارير اخبارية متواترة، فإن شركة Power Balance تقدمت أخيراً الى محكمة فيديرالية أميركية بطلب لإعلان افلاسها بموجب الفصل الحادي من القانون التجاري الأميركي، وهو الفصل الذي يوفر غطاء حماية مشروطا للشركات المفلسة.

وكشرط مسبق لتلك الخطوة القانونية، اضطرت الشركة الى نشر اعلانات مدفوعة الأجر في صحف استرالية، وهي الاعلانات التي اعترفت الشركة من خلالها صراحة أن منتجاتها لا تنطوي على أي طاقات أو قدرات كامنة، وأنها (الشركة) تعتذر عن تضليل زبائنها وتتعهد برد أثمان المنتجات التي اشتروها كاملة.

وجاء في نص الاعلان - الاعتراف ما نصه: «في إطار حملاتنا الاعلانية، أكدنا ان أساور باور بالانس تعمل على تحسين قوتكم وتوازنكم ومرونتكم... ونحن نقر (الآن) بأنه لا يوجد أي دليل علمي موثوق يدعم مزاعمنا تلك، وهكذا فإننا تورطنا في سلوك تضليلي يشكل خرقاً وانتهاكاً للمادة 585 من قانون الممارسات التجارية الصادر في العام 1974».

وأضاف الاعلان معتذراً لزبائن الشركة: «فإذا كنتم تشعرون بأنه قد تم تضليلكم بإعلاناتنا الترويجية، فإننا نرغب بلا أي تحفظ في أن نعتذر إليكم وأن نعرض رد ثمن ما اشتريتموه كاملاً». وعلى الرغم من أن ذلك التطور يعني نظرياً انتهاء وجود الشركة ومنتجاتها، فإن موقع «TMZ» الاخباري الانترنتي حذر من أن لجوء (Power Balance) الى اعلان افلاسها ليس سوى خطوة تمويهية تهدف الى التهرب من الدعاوى القضائية التي لاحقتها طوال الأشهر القليلة الماضية متهمة اياها بممارسة النصب والاحتيال التجاري. ونوه الموقع الى ان لديه معلومات مفادها أن الشركة تسعى الى الالتفاف على تلك الدعاوى والعودة الى ممارسة أنشطتها من باب آخر تحت مسمى جديد وربما بترخيص تجاري من دولة أخرى غير الولايات المتحدة، مع اطلاق منتجات جديدة مختلفة من حيث الشكل فقط.

وكانت شركة «Power Balance» قد تعرضت طوال الأشهر القليلة الماضية الى حملة انتقادات وملاحقات قانونية مكثفة من جانب اتحادات حماية المستهلكين في دول أوروبية عدة، وهي الحملة التي تمحورت حول اتهام الشركة بممارسة التضليل والخداع والاحتيال من خلال اعلاناتها الترويجية التي تزعم من خلالها ان منتجاتها (أساور وقلادات الطاقة) تمنح من يرتديها القوة والتركيز والمرونة، وهي المزاعم التي اضطرت الشركة أخيراً الى الاعتراف بأنها احتيال محض.

وتجدر الاشارة الى ان دعاية الشركة لأساور وقلادات «Power Balance» حققت انتشاراً واسعاً لها على مستوى العالم الى درجة أن تلك «التمائم العصرية» حظيت باقبال كبير من جانب عدد كبير من المشاهير، بمن فيهم لاعبوا كرة القدم الشهيران ديفيد بيكهام وكريستيانو رونالدو، وكيت ميدلتون زوجة الأمير ويليام والممثلة ليندساي لوهان، بالاضافة الى عشرات من نجوم الفن والرياضة الأميركيين والأوروبيين.

ودأبت الشركة، عبر إعلاناتها التجارية ومواقعها الانترنتية، على الاستفادة من أسماء أولئك المشاهير وصورهم للترويج لمنتجاتها التي يباع الواحد منها بسعر يتراوح بين ما يوازي 15 و25 دولاراً استرالياً أو أكثر من ذلك في بعض الأحيان.

وفي أحد مواقعها الانترنتية، روجت الشركة لأساورها وقلائدها زاعمة أنها «ذات فاعلية مؤكدة في مساعدة الجسم على استعادة توازنه واكتساب قوة ومرونة بدنية من خلال اطلاق الطاقة من مكامنها الداخلية»، ومؤكدة على ان كل من جربوا تلك الأساور والقلائد قالوا انهم أصبحوا يشعرون بأنهم أكثر صحة وجمالاً.

لكن الاعتراف الرسمي الذي اضطرت الشركة الى نشره أخيراً جاء لينسف بالدليل القاطع كل تلك المزاعم، وذلك عن طريقة «الاعتراف هو سيد الأدلة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي