6 من أعضاء هيئة التدريس قدموا استقالة جماعية

أساتذة معهد «الموسيقى» اعتصموا احتجاجاً على ممارسات «العميد»

تصغير
تكبير
| كتبت سماح جمال |

على وقع اصوات موسيقية علت من غرفة قريبة جراء بروفة للطلبة اصر عميد معهد الموسيقى على اجرائها بالقرب من مقر الاعتصام نفذ اكثر من 60 من اعضاء هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون الموسيقية امس اعتصاماً امام مبنى المعهد بالسالمية، احتجاجاً على «الممارسات غير الاكاديمية» لعميد المعهد الدكتور سليمان الديكان.

النائب مسلم البراك الحاضر «كالعادة» للاعتصام، تعهد بحمل مطالب المعتصمين الى وزير التربية والتعليم العالي احمد المليفي، حفاظاً على كرامتهم ومن اجل الحفاظ على المستوى الاكاديمي اللائق للمعهد.

وقال الاساتذة في بيان لهم عقب الاعتصام انهم لجأوا لهذا الاسلوب للمرة الثانية على التوالي، بعد ان ضاقت بهم السبل لا من سميع او مجيب، حيث قاموا بجميع الخطوات الاكاديمية المتعارف عليها من خلال تقديم عشرات الشكاوى الى وزارة التعليم العالي ومن ثم الاجتماع من الوزير وعرض الشكاوى بالدلائل والقرائن اكثر من مرة، لكن لم ينتج عن ذلك سوى قرار بتشكيل لجنة تحقيق في الامر منذ مايو الماضي ولكن حتى اللحظة لم تقم هذه اللجنة بأي اجراء يذكر.

واضاف البيان ان اكثر من 60 عضوا قدموا استقالات جماعية احتجاجاً على الممارسات غير الاكاديمية التي يقوم بها العميد الديكان بحقهم، والتي تجاوزت الحد المعقول من قرارات شخصانية وتهميش واضح لدور مجلس ادارة المعهد، واتخاذ العديد من القرارات الفردية كالتوظيف والندب ووضع اساسيات ونظم سير العمل بالاضافة الى التعدي على مسؤوليات رؤساء الاقسام والتدخل بوضع لجان التقييم وطرق متابعة المدرسين وانهاء خدمات البعض منهم بشكل مفاجئ وغير انساني.

وتابع البيان ان هذه التعديات تخالف جميع اللوائح المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي ووزارة الاعلام وتنافي جميع اخلاقيات المهنة، منها على سبيل المثال توظيف عدد كبير من اعضاء هيئة التدريس من غير اللجوء الى مجلس ادارة المعهد حيث انه هو المختص في البت في مثل هذه الامور وهذا مخالف للوائح المعمول بها (مادة 7 فقرة 2)، وضع اساسيات ونظم سير العمل بفترة الاختبارات النهائية للعام الدراسي دون الرجوع الى المجلس مخالف للوائح (مادة 7 فقرة 2)، استحداث نظام لاخذ غياب اعضاء هيئة التدريس والطلبة دون علم المجلس او رؤساء الاقسام مخالف للقواح (مادة 7 فقرة 9)، عمل اشغال انشائية بالمعهد وعدم اعتماد الميزانية العامة للمعهد من قبل مجلس ادارة المعهد يتعارض مع اللائحة (مادة 10 فقرة 5)... وغيرها الكثير.

وشدد البيان ان هذا الاعتصام هو سلمي مئة بالمئة وليس له علاقة بكوادر اعضاء هيئة التدريس كما يروج البعض، وهذا الاعتصام له مطلب وهدف واحد فقط لاغير وهو قيام الجهات المختصة بأخذ شكواهم بعين الاعتبار واتخاذ اللازم بحق العميد واعادة الحقوق لاصحابها.

وناشد جميع القوى السياسية واعضاء مجلس الامة وجمعيات المجتمع المدني وكل غيور على مصلحة الكفاءات الوطنية دعم هذه المطالب العادلة حتى لا تؤثر سياسات التفريغ الاكاديمي التي يمارسها العميد سليمان الديكان على مستوى التحصيل العلمي للطلاب وهو ما يأمل الجميع تجنبه.

واختتم البيان ان الاساتذة سيواصلون وقفاتهم الاحتجاجية وسيتوجهون بشكواهم الى كافة الجهات المسؤولة وخاصة مجلس الوزراء ومجلس الامة بحثاً عن العدل والانصاف الذي بخلت به وزارتهم عليهم ولم تقم باعطائهم سوى الوعود الفارغة والاساتذة هذه المرة لن يتوقفوا عن التصعيد حتى يأخذ كل ذي حق حقه.

ونفى الدكتور سليمان الديكان في تصريح لـ «الراي» الاتهامات التي وجهت إليه من قبل أساتذة المعهد، وقال: «منذ تسلمي للمنصب حرصتُ على تطبيق اللوائح والقوانين على الجميع، وما أحتكم له هو القواعد والنظم المتبعة في المعهد كما أن هناك جهات رقابية تراجع كل القرارات التي أتخذها، فبعد أن كان المعهد منسيا وبعض الناس (نائمون في بيوتهم) ويأخذون بدلاتهم... قمتُ بتفعيل العمل عليهم».

وأضاف الديكان: «بعد استلامي للعمادة تمكن المعهد من المشاركة في الكثير من المهرجانات الدولية وحتى المحلية كمهرجان «القرين» الثقافي الذي كانت إدارته ترفض مشاركتنا لأنها كانت تعتبرنا دون المستوى المطلوب، وخلال الفترة القصيرة التي جئت فيها أثبت أننا قادرون على تقديم الكثير».

وعن الاتهامات التي وجهت له بتوجيه تعليمات وقرارات مخالفة للقانون، قال الديكان: لو كان هذا الكلام صحيحاً فيجب أن يأتوا بالأدلة والمستندات التي تؤكد ذلك، والقانون هو الحكم بيننا من خلال الأدلّة والبراهين».

وحول ما تردد أنه «مدعوم» من أشخاص نافذين في الدولة، ردّ الديكان: «أفتخر بأنني مدعوم من الدولة ومن سمو الأمير والوزارات التي تضع الثقة فينا كمعهد للموسيقى يمثل الكويت بصورة مشرفة، فعندما منحنا سمو أمير البلاد طائرة خاصة لتقلنا إلى المغرب لنشارك بمهرجان «اصيلة» كان هذا دليل ثقة ودعم وحافز لنقدم الافضل»، مشيراً إلى أنه لم يرد طوال الفترة الماضية على الاتهامات التي وجهت له وفضّل أن يعمل جاهداً ليرفع اسم المعهد.

وأشار الديكان إلى أن البروفات التي ينفذها المعهد حالياً هي لحفل وزراء الخارجية العرب وهو تحت رعاية سمو أمير البلاد، وقد طلبت وزارة الخارجية مشاركة المعهد في الحفل.

ومن جانبها، قالت وكيل معهد الدراسات الموسيقية نوال أحمد سالم إن «من خرب مجلس الأمة وقاعة عبد الله السالم هم الذين يقفون اليوم أمام أبواب المعهد، وأعتقد أن النائب مسلم البراك يريد تخريب هذا الصرح، وحتى الاساتذة المشاركون في الاضراب لا يريدون تدريس الطلاب بل أخذ الرواتب فقط».

وأرجعت السالم سبب القضية بين العميد وأساتذة المعهد إلى «خلاف على الكرسي، لأن من بينهم الطامع بهذا المنصب»، مضيفة أن «الدكتور سليمان منذ توليه منصبه كان مثل «نحلة» فهو يحرص على القيام بكل كبيرة وصغيرة بنفسه، ولا يوجد لديه تعسف في التعامل مع أحد، وحتى الحفلات التي نقوم بها هي واجبنا كموظفين في هذا الصرح العلمي الراقي».

أما الطالبة في المعهد زينب خان، فقالت «بصفتي طالبة في المعهد العالي أستغرب توقيت الاعتصام، وأراه غير قانوني لأن أعضاء هيئة التدريس لا يمتلكون نقابة وبالتالي لا يحق لها الإضراب، أما الدكتور الديكان فقد قدم الكثير من الانجازات للمعهد فالصدى الاعلامي الذي يحظى به المعهد في عهده لم ينله من قبل».

وأشارت زينب إلى أن «اللوائح الداخلية للمعهد نصت منذ تأسيسه - وكان حينها تابعاً لوزارة الاعلام - على أنه مسؤول عن تخريج عازفين، وهذا يتطلب فرقة وعزفاً جماعياً لمواجهة الجمهور وهذا الواقع، وما يقوم به الدكتور سليمان هو لخدمة الطالب وتخريجه على مستوى أكاديمي ومهني عال».

في المقابل؛ قال الأستاذ بسام البلوشي: نعتصم اليوم بسبب التهميش الذي قوبلت به مطالبنا، فمنذ شهر مايو الماضي إلى اليوم لم تتحرك الوزارة بل كل ما سمعناه وعود بتشكيل لجان فقط، أما وجود النائب مسلم البراك معنا اليوم فهو تدعيم لقضيتنا لتصل إلى المسؤولين»، مضيفاً أن «العميد الديكان لا يريد تدريس بل حفلات حباً في الظهور والتقاط الصور، وكيف يسمح بإقامة حفلات بينما المعهد (يحترق)؟».

أما يوسف منصور - أستاذ مساعد - فقال: إن «العميد صرح بإحدى الصحف المحلية بأن أخلاقنا لا تمت إلى أخلاق الشعب الكويتي بصلة، بل ووجه لنا اتهاماً بأننا تطاولنا عليه وهذا لم يحدث بل العكس هو الصحيح، ونتأسف من موقف الوزير الذي همش شكوانا وقضيتنا، ولم يتحرك إلا عندما علموا بوقفتنا الاحتجاجية اليوم فطلب منا مستشار وزير التربية للمعاهد الفنية أحمد الدويسان بأن نوقف الاعتصام».

ومن جهته، قال مدرس الكمان بالمعهد علي عبد الله ابراهيم: «المعهد جهة تعليمية وإدارية كباقي المؤسسات في الكويت، لكن العميد حوله إلى فرقة خاصة، بالرغم من أن المعهد يفترض أن تكون مخرجاته تخدم وزارة الداخلية والقطاع العسكري ووزارة التربية بشكل عام، وزارة الإعلام والمجلس الوطني لثقافة والفنون، فالطلاب اليوم أصبحوا يدخلون المعهد ليلتحقوا بالفرقة وليس للتحصيل العلمي».

واختتم علي حديثه بالقول «قضيتنا قضية كرامة وقضية تعليم ولا نطالب فيها بزيادات مالية نهائيا، وما نقوم به اليوم هو لمصلحة البلد وحتى نوجد مخرجات تعليم أفضل».





أحن إلى الديار



أثارت تصرفات عميد المعهد أثناء الاعتصام استغراب واستهجان العديد من أساتذة المعهد المشاركين في الاعتصام بالإضافة إلى الحاضرين من صحافيين ونواب، فقد أصر الدكتور سليمان الديكان على قيام مجموعة من طلاب المعهد بإجراء بروفة لعزف مقطوعة موسيقية في إحدى الممرات القريبة من الباب الذي يتم تنفيذ الاعتصام أمامه.

واختلطت أصوات الهتافات والكلمات التي تم إلقاؤها خلال الاعتصام بالموسيقى وكأنها تحن الى هذه الكفاءات الوطنية التي حرمها المعهد من أداء رسالتها وكأن لسان حالها يردد أبيات الشاعر:

أحن إلى الديار ديار ليلى

أقبّل ذا الجدار وذا الجدار





صوت المعتصمين



النائب مسلم البراك الذي حضر الاعتصام استمع الى شكاوى أساتذة المعهد، مستغرباً من وجود مثل هذا الظلم في الكويت، فأساتذة المعهد العالي للفنون الموسيقية لم يعتصموا من أجل المطالبة بزيادة في الرواتب أو من أجل اقرار كادر لكنهم تجمعوا من أجل الحفاظ على الكرامة تجمعوا من أجل الحفاظ على المستوى الأكاديمي اللائق بمعهد ريادي في منطقة الخليج.

وأكد البراك انه سيأخذ هذه القضية على عاتقه وسيعمل على توصيلها لأعلى المستويات، مضيفاً أنه سيتحدث الى الوزير من أجل تفعيل التحقيق التي وعد بها الوزير منذ أكثر من ستة أشهر ولم تر النور حتى الآن.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي