«سفيرنا سيبقى في دمشق وليس لدينا استثمارات نخاف عليها في الشام»

زيباري: لا نؤيد التدخل الأجنبي في سورية ويجب أن يبقى الحل عربيا

تصغير
تكبير
| الدوحة من سمير البرغوثي |

قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إن «الأوضاع في العراق حاليا أفضل بكثير من بعض الدول العربية التي تشهد ثورات الربيع العربي»، واصفا ما جرى في تونس ومصر وسورية واليمن بأنه «ثورة حقيقية للشعوب».

واضاف في مؤتمر صحافي عقدة على هامش زيارته لقطر، إن «مشاوراته في الدوحة تناولت الوضع في سورية، وبخاصة مبادرة الجامعة العربية».

وشدد «على ضرورة أن يبقى الحل في سورية ضمن الاطار العربي وبعيدا عن التدخلات الأجنبية والخارجية». وقال إن بلاده «لعبت دورا في انضاج المبادرة العربية لحل الازمة السورية».

ووصف الموقف العراقي ازاء الوضع في سورية بأنه «متميز ومستقل». وقال إن «العراق امتنع عن التصويت في شأن القرار العربي وهو لم يعارض ولم يؤيد قرار الجامعة العربية وسبب الامتناع هو أن لدينا مصالح وعلاقات وأوضاع متداخلة بين العراق وسورية وهي ليست كاوضاع اي بلد آخر».

واستدرك قائلا «ان هذا لا يعني أن العراق لا يؤيد الشعب السوري أو لا يرفض الانتهاكات أو لا يؤيد اختيار الشعب للنظام السياسي الذي يريده». وأكد أن العراق «لا يؤيد سفك الدماء واستهداف المتظاهرين المسالمين، ولا يؤيد تلك الممارسات لكن يريد أن تسود الحكمة في المعالجة».

وتابع الوزير العراقى في هذا الصدد: «إننا في صراع مع الوقت ويجب أن نكسب أكبر وقت من الزمن لتجري معالجة حقيقية للموضوع في اطار المبادرة العربية لكن هل نستطيع تنفيذها عمليا وهذا هو السؤال»؟

وعن احتمال تدويل الازمة السورية قال: «كل القضايا مدوّلة بشكل أو بآخر، لكن التدويل بالتدخل العسكري غير مطروح، لا تركيا ولا أوروبيا ولا أميركيا، لكن التدويل باتجاه منظمات انسانية ودولية لحقوق الانسان ومنع الانتهاكات فهذا موضوع آخر»، مشددا «على أن المبادرة العربية رفضت التدخل ولم نسمع مطالبة من الجامعة العربية أو مجلس الأمن أو دول القرار حول ذلك».

وأكد أن «الرؤى السائدة لدى جميع الدول العربية تؤكد أن التدخـــل العـــــسكري الأجنبي فـــــي سورية سيعقد الأمور أكثر»، مشيرا «الى انشغال دول عدة بهمومها»، لافتا الى أوروبا المشغولة بهمومها وأميركا المشغولة بترتيبات الانتخابات في السنة المقبلة، ورأى أن هناك محدوديات في هذا الموضوع حاليا، لكنني لا أقرأ المستقبل ولا اعرف ماذا سيحدث بعد شهر.

ووصف وزير الخارجية العراقي تصريحات نظيره السوري وليد المعلم أول من أمس بأنها «كان فيها بعــض المـــرونة»، مشـــيرا الى أنه «كانـــت هناك تحفـــــظات سورية في شأن حرية تنقل هيـــئة المراقـــبة العــــربية لـــكن المعلم أعلن أن سورية تسمح بذلك». ورأى ان «المعلم عندما عبر عن عدم رضاه عن مواقف دول الجوار كان يقصد تركيا، ولا أتصور أننا معنيون بذلك».

وأكد ان موضوع سحب السفراء العرب من سورية هو «مسألة سيادية». وقال إن «غالبية دول مجلس التعاون سحبت سفراءها ونحن سفيرنا موجود في دمشق». وعما اذا كان العراق سيلتزم بقرار محتمل يفرض عقوبات اقتصادية عربية على سورية قال: «ليس لدينا استثمارت هائلة في سورية، ربما تكون هناك استثمارات لدول الخليج».

وعن احتمال حدوث حرب أهلية في سورية أجاب «إن الحرب الاهلية لا تأتي بقرار، فهي نتيجة ممارسات (...) الخوف اذا اصبح النزاع مسلحا وله طابع طائفي فآنذاك تحدث الحرب الاهلية»، مؤكدا إن «كل الدول ترفض انزلاق سورية في هذا الاتجاه لأنه سيكون لذلك تبعات على المنطقة».

ونفى دخول اي مجموعات مسلحة عراقية الى سورية، كما نفى التقارير الصحافية الغربية التى تحدثت عن قيام الحكومة العراقية بتقديم أي أموال الى الحكومة السورية تراوحت قيمتها بين 5 و 10 مليارات دولار.

ونفى كذلك تزويد سورية بالنفط أو بزيت الغاز، لكنه قال إن حدودنا مفتوحة مع سورية وهناك عشرات الآلاف من العراقيين يعملون هناك.

وعن موقف روسيا تجاه الوضع السوري، قال زيباري إنه يعبر عن حرص موسكو على مصالحها الدولية، مشيرا الى أن هناك خلافا أميركيا روسيا في مجلس الأمن أكثر من كونه خلافا مبدئيا. وقال «إن روسيا أعلنت أنها لن تسمح للمجلس بتهميشها، وأنهم (الروس) لا يريدون أن يتحول مجلس الأمن الى جهة تابعة لحلف شمال الاطلسي».

وأكد أن «نهاية العام ستشهد خروج كافة القوات الأميركية من العراق»، وقال «أن الانسحاب قائم على قدم وساق ولا تغيير في تنفيذ الاتفاقية بين العراق واميركا»، وشدد على أن «العراق لا يتدخل في شؤون دول أخرى، ولن يسمح لدول أخرى بالتدخل في شؤونه».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي