الخيام امتدت على طول السهول الجنوبية وفي الصحراء الشمالية

الشتاء المبكّر شجّع على ارتياد البر وأنعش سوق مستلزماته واحتياجاته

u0627u0644u0645u062eu064au0645u0627u062a u0627u0646u062au0634u0631u062a u0645u0628u0643u0631u0627u064b u0641u064a u0627u0644u0628u0631 (u062au0635u0648u064au0631 u0646u0627u064au0641 u0627u0644u0639u0642u0644u0629)
المخيمات انتشرت مبكراً في البر (تصوير نايف العقلة)
تصغير
تكبير
 كونا - شجع حلول فصل الشتاء مبكرا هذا العام رواد البر على النزوع الى الطبيعة والتخييم، خصوصا بالتزامن مع عطلة عيد الاضحى المبارك، في احياء لاحدى ابرز عادات اهل الكويت، وفي ظل توافر معظم مستلزمات التخييم بأنواعها وأسعارها المختلفة، لدرجة بات عالم مستلزمات واحتياجات البر سوقا قائمة بحد ذاتها.

وترى العديد من العائلات الكويتية بالتخييم و«الكشتات» السريعة، نوعا من التغيير والنأي بنفسها عن صخب العمل اليومي والازدحامات المرورية وواقع الحياة الروتيني، لتنزع الى البر والطبيعة باعتبارها متنفسا حقيقيا وصحيا.

ويمكن في دلالة على بدء موسم البر، والذي يبدأ عادة مع مطلع نوفمبر وحتى نهاية مارس من كل عام، رؤية مشهد الخيام البيضاء الممتدة على طول السهول الجنوبية، وفي الصحراء الشمالية حول العبدلي، وتلال المطلاع والصبية وكاظمة، وباتجاه الجنوب صوب النويصيب وميناء عبدالله والجليعة.

وفي جولة على بعض المحال والاقسام المتخصصة ببيع مستلزمات التخييم، أجمع هواة التخييم والباعة على حد سواء على الاقبال المتزايد الذي تشهده محلات بيع أدوات التخييم ومستلزماته من رواد البر، لاستكمال احتياجاتهم وتسابق المتاجر والمحال والجمعيات التعاونية على تقديم عروضها الخاصة، ولجأ بعضها الى تخفيض أسعار بعض السلع طلبا لتصريف المزيد من المنتجات.

وقال العامل في احدى الجمعيات التعاونية بمنطقة العاصمة مصطفى حجاجي، ان «الطلب يزداد على (حقيبة البر) بأحجامها الثلاثة (صغير ومتوسط وكبير) والمخصصة لحمل كثير من مستلزمات التخييم، خصوصا أدوات طهي الطعام من قدور و«قوري» وأطباق وصحون وملاعق وأكواب وفناجين وموقد صغير وغيرها».

واضاف حجاجي، ان «هناك حقائب خاصة بالشاي والقهوة وشنطة «المعاميل» التي تحتوي كل ما يخص أدوات شرب القهوة والشاي، وتأتي بألوان وأحجام متباينة حسب عدد الافراد».

وأوضح ان «من الحقائب المعروضة أيضا مستلزمات ذبح الخراف ومؤلفة من سكاكين ومسن للذبح وآخر للسلخ وساطور وأدوات للامساك بالذبيحة وقت تجهيزها ولوح خشبي لتقطيع اللحم».

من جانبه، قال البائع في سوق السلاح محمد شريف، ان «الموسم بالنسبة لنا كبائعين قد بدأ بالفعل، ما يشكل فرصة حقيقية لتخفيض أسعار بعض البضائع الموجودة من العام الماضي للحيلولة دون تخزينها مرة أخرى، بل استقدام أخرى جديدة بدلا منها».

واضاف شريف، ان «الطلب يزداد حاليا على مواقد الغاز المضغوط بجميع احجامها، وهي مخصصة لصنع الشاي والقهوة، لأن الحجم المعتاد لعبوات الغاز قد ينفذ بطبخة واحدة او أقل، وبعضها ذاتي الاشتعال تتراوح أسعارها بين ثلاثة الى 12 دينارا حسب سعتها».

وذكر أن «الطلب طال المستلزمات الضرورية من الولاعات التي تستخدم لاشعال الفحم والحطب وكذلك الوصلات الكهربائية والمصابيح والكشافات والمستلزمات الالكترونية».

وبين، ان «فراش النوم (سليب باج) أو ما تعرف بحقيبة النوم يختلف سعرها أيضا باختلاف الحجم وأسعاره، غالبا ما تبدأ بثمانية دنانير ومافوق حسب جودة الخام ونوع البطانة الداخلية والاضافات المرافقه له».

من جهته، قال الموظف في متاجر البضائع المتعددة والسوبر ماركت تيم الياسري انه «تم عرض الكثير من الخيام المصنوعة من خامات رقيقة من البلاستيك وتكفي من فرد واحد الى ستة أفراد وبأسعار أقل من الخيام التقليدية».

واضاف الياسري، ان «هناك عروضا على المراتب الهوائية وآلات النفخ وتعبئة الهواء وصناديق حفظ الطعام والشراب «البرادات» التي تعمل على بطارية السيارات وماكينات توليد الكهرباء».

وذكر ان «الاقبال يطال أيضا المدافئ سواء الكهربائية او «الزيت» او مدافئ الهواء والهالوجين، وتتوقف أسعارها على دولة المنشأ فمنها الصيني والايطالي والالماني، وتفضل الغالبية المدافئ صينية الصنع، نظرا الى رخص ثمنها فيما يتراوح سعر مدفأة الهالوجين بين خمسة الى ثمانية دنانير، وهي تلقى اقبالا لافتا».

بدوره، قال البائع فريد رحمن، ان «محلات تأجير وبيع الخيام وبيوت الشعر تشهد اقبالا كبيرا ومتزايدا من المواطنين، وتختلف انواع الخيام حسب الجودة والمقاس، ويزداد الطلب على الخيام بعمودين او ثلاثة أعمدة، ويفضل أصحاب المخيمات من الشباب المستعمل نظرا الى ارتفاع اسعار الخيام الجديدة».

واوضح رحمن، ان «معظم الخيام مستوردة من الخارج، اما جاهزة وبمقاسات مختلفة منها (4/4 امتار) أو (5/8 امتار) ويعود الامر الى الزبون باختيار المقاسات المناسبة له، وعموما هي مكونة من مواد خام تخاط وتجهز وأسعارها معقولة ومناسبة للجميع».

وذكر ان «الطلب يزداد على «الطربال» الذي يمنع تسرب مياه الأمطار، كما يحافظ على الخيمة من الظروف المناخية مقاس 24 ملليمترا، وتتفاوت أسعاره بين دينار الى ثمانية دنانير للمتر المربع، وكلما زادت جودته زاد سعره».

بدوره، قال صاحب محل لتأجير وبيع الخيام ابراهيم المخيال، ان «انواع الخيام متعددة منها الصباحية والباكستانية ويلقى الرواق طلبا لافتا، وتبدأ مقاساته من خمسة الى تسعة أمتار مربعة».

واضاف المخيال، ان «المستأجرين يحرصون على تأجير الخيام ذات النوعية الجيدة، فتجدهم يبحثون عن الخيام المبطنة بأحجام ومساحات متفاوتة، فيما طورت محال الخيام خدماتها كاضافة خدمة التجهيزات المرافقة للخيام كتأثيثها بالاثاث التقليدي (زل أو بسط أو مراكي)».

وذكر ان «هناك خدمات أخرى تقدم للمشترين والمستأجرين كنقل وتركيب الخيام، وتوفير التجهيزات الخاصة بالخيام من اضاءة أو خزانات مياه ودورات مياه، وهي ليست بخدمات جديدة، لكنها تشجع على الاقبال على محل دون آخر».

وبين، ان «اغلب الزبائن يفضلون الاستئجار، لعدم وجود أماكن لتخزين الخيام لديهم، كما ان التخزين غير الصحيح ربما يعرضها الى التلف، وتطول الخدمات تجهيز الحمامات من أحواض غسل الأيدي وسخانات المياه والأحواض المصنوعة من (الالمنيوم) بعضها مزود بصنبور ماء واحد او بصنبورين أو أكثر حسب الطلب».

من جانبه، قال سلامة عبدالمغني، الذي كان متواجدا في محل لبيع مستلزمات التخييم، ان «اسعار الخيام ارتفعت بشكل كبير وحتى قبل بدء موسم البر بشهر واحد».

واضاف عبد المغني، ان «البعض عمدوا الى مضاعفة الاسعار مستغلين حاجة المواطنين، اضافة الى اعتبارهم ان موسم التخييم قد حل والوقت بات مناسبا لتحصيل ارباح تعوضهم عن فترة الركود طيلة العام».

من جهته، قال الموظف محمد الحويل، «غالبا ما نقوم بتأجير المخيمات الجاهزة والمنصوبة من ملاكها الاصليين أو بالباطن حتى وان شهدت مبالغة في أسعارها، خصوصا اذا كانت مجهزة ومؤثثة تأثيثا كاملا، ومن الاشياء التي تؤخذ على هذا النوع من التأجير انك تجبر على اماكن محددة».

وذكر الحويل ان «هناك فرقا حيث يمكن ان تستأجر الجاهز وتسهل الامر عليك نظرا الى ضيق الوقت وعدم التفرغ، واما تتفرغ لاعداد مخيمك الخاص أينما اردت وبالطريقة التي ترتاح فيها».

وبين ان «المخيمات الخاصة بالشباب أشبه ما تكون بالديوانيات أوالملتقى الخاص، وغالبا ما تنصب في اماكن بعيدة جدا ضمانا للخصوصية وللحيلولة دون ازعاج الاهالي، خلافا للمخيمات العائلية التي غالبا ما تكون اكبر، خصوصا اذا كانت عبارة عن تجمع عدد من العائلات الكبيرة العدد والاقارب والاصدقاء وربما الجيران».

واضاف، ان «بعض أصحاب المخيمات يضطرون الى وضع اعلانات على الطرقات والاشارات بأسماء مخيماتهم بغية ارشاد زوارهم، أو عن طريق عمل دعايات عبر مواقع الكترونية، أو عناوين على البريد الالكتروني تخص مخيماتهم».

بدوره، قال المواطن علي الخالدي، ان «الطلب على المولدات الكهربائية اصبح من اساسيات المخيم، ويجب أن تكون جاهزة قبل القيام بنصب الخيام، حيث يحدد عدد الأجهزة الكهربائية والطاقة الاستيعابية بعدد الخيام».

واضاف الخالدي، ان «الاسعار مرتفعة خصوصا سعر المولد الكهربائي الانكليزي وهو الاكفأ»، منبها من أن أي خلل أو تهاون في صيانة هذه المولدات ربما يسبب حرائق وكوارث جسيمة.

وذكر ان «البعض يضطرون الى شراء المولدات الكهربائية المستعملة وان كانت بأسعار متوسطة نوعا ما، وهناك من يؤجر مولد الكهرباء (الهزاز والكومبانكتر) بين ثلاثة الى خمسة دنانير يوميا، وهناك مولدات كهربائية اخرى وبأحجام تستوعب 3500 ميغاوات تؤجر بثلاثة دنانير يوميا، وهناك حجم آخر يستوعب 5500 ميغاوات بأربعة دنانير يوميا، وهو مكلف خصوصا لاصحاب المخيمات الدائمة».

من جهته، اكد الموظف في احدى الوزارات فهاد المطيري، ان «عالم شراء مستلزمات البر كبير جدا، ولا يقتصر على المحال التقليدية بل انتقل الى صفحات الانترنت والمنتديات المحلية والخليجية التي تعد اشهر مراكز البيع الالكترونية، وتسهل في احيان كثيرة الحصول على العديد من المستلزمات بأسعار معقولة».

وقال المطيري انه «استعان بشبكة الانترنت لشراء مستلزمات البر التي تحولت الى ساحة جديدة للبيع والتداول، وهناك الكثير من الشباب يرغبون بالبيع او تبادل سلع او مستلزمات زائدة عن احتياجاتهم بأخرى، فيما يبحث آخرون عن سلع مستعملة باسعار رخيصة على ان تكون بحالة جيدة».

وذكر أنه «من ضروريات البر جهاز (جي. بي. اس) بما يحويه من الخرائط الصحراوية التي تشمل الطرق البرية والمناطق الرملية الى جانب أبراج الارسال ومحطات الوقود»، مبينا ان السوق شهدت طرح اجهزة خفيفة وصغيرة.

من جهته، أشار سالم بوحمد، المهندس في احدى شركات النفط الى انه «يكتفي بالمشاركة بما تقوم به المؤسسة من مخيمات خاصة بموظفيها وعائلاتهم، والتي يزورونها بنهاية كل أسبوع».

وقال بوحمد، ان «مخيم الشركة كبير جدا، ومزود بمختلف انواع أساليب الرفاهية من العاب رياضية وعروض ترفيهية وحفلات السمر والبرامج اضافة الى البوفيهات».

من جانبه، قال عادل الصائغ الموظف في القطاع الخاص، ان «كثيرا من الاهالي والشباب يبالغون بتأثيث مخيماتهم، ويتناسون ان التخييم يعني التعايش مع الحياة الفطرية، وقضاء معظم الوقت بين احضان الطبيعة والتمتع بالسكينة والهدوء قدر الامكان بعيدا عن مظاهر الحياة الحديثة».

واوضح الصائغ، ان «القصد ليس الانقطاع عن العالم كليا، بل عدم المبالغة لئلا يفقد البر خصوصيته ومتعته وهدفه، فالبعض مثلا داخل المخيم يقضي وقته متصفحا الانترنت، او يمضي الوقت بين القنوات الفضائية والكتابة والمراسلة عبر الهواتف الجوالة، والتي يحملونها معهم على مدار الساعة».

بدورها، أشارت ام سالم العامر، الى انها حرصت خلال اجازة العيد على الخروج مع اسرتها وابنائها الى البر للعودة الى حياة البادية البسيطة، والبعد عن كل مظاهر الحياة الحديثة، كما يعد البر الان متنفسا وحيدا لاهل الكويت. وذكرت ام سالم، ان «اجازة عيد الاضحى كانت فرصة للتنزه مع الاهل والاقارب في ربوع الطبيعة، وفرصة للابناء للاستمتاع ولتهيئتهم للاختبارات والقضاء على الرهبة التي تصيب الطلاب عادة قبل موسم الاختبارات».

واشارت، الى ان البر مكان مناسب للعب الاطفال «بالبجيات» لكن ضمن المعقول، ومن دون تهور حيث نرى بعض الشباب يستعرضون «بالبجيات اوالبانشيات والسياكل» بأنواعها، وحتى «سياكل» الهارلي، ويقومون بألعاب بهلوانية خطيرة، بكل ما يشكله ذلك من ازعاج وأذى للاخرين.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي