عادل حسن دشتي / شقشقة / ... عقلاءنا رفقاً بالكويت

تصغير
تكبير

لا يستطيع أي مراقب خارجي يتابع الأحداث التي مرت بها الكويت خلال الأسابيع القليلة الماضية إلا أن يضع يده على قلبه، فما بالك بأهل هذه الأرض الطيبة، الذين هالهم هذا الغضب والاحتقان المتفجر كله على مختلف المستويات الإعلامية والبرلمانية والشعبية، وحملات التخوين والتشكيك والطعن كلها في الآخر، فهل يستحق أو يتحمل وطننا الصغير هذا الكم كله من ركام الماضي وأحقاد التاريخ التي يبدو أنها كانت تبحث عن متنفس لتنفجر منه في وجه الوطن والمواطنين، كما عنونها الزميل الدكتور صلاح الفضلي في مقاله «مو رمانة ولكن قلوب مليانة». وإلا فما المصلحة من استرجاع أحداث الثمانينات المؤلمة والمطوية في تاريخ بلدنا، والتي دفعنا جميعاً ثمنها غالياً، وجاءت أحداث الغزو الصدامي الغاشم لتكشف عن الوجه المشرق والحقيقي لمعدن الكويتيين جميعاً سنة وشيعة، بدواً وحاضرة، عندما التف الجميع في الداخل والخارج حول القيادة الشرعية لآل الصباح في سابقة تاريخية قل نظيرها بين الأمم والشعوب.

من هنا، فإن أحوج ما نحتاج إليه اليوم أن يتصدى عقلاء هذا الوطن واجهة الأحداث، وأن يوقفوا الفتنة ويضعوا حداً لحملات التخوين والتشكيك والطعن كلها في ولاءات المواطنين، فأخطر ما يمكن أن يصيب وحدتنا الوطنية أن يطعن أحدنا الآخر في أصل وجوده وولائه لهذه الأرض الطيبة، فالوطنية ليست رداء نضعه على من نتفق معهم ونخلعه عمن نختلف معهم وقتما نشاء وكيفما نشاء، بشكل نبدو وكأننا لم نستفد شيئاً من تجارب الماضي المؤلمة، ولتكن ساحة القضاء الحصن الذي يظللنا جميعاً بعدله وإنصافه وقصاصه العادل، فالأمم المتحضرة هي التي يلجأ أهلها إلى القضاء لإنصافهم من أي إساءة أو حيف أو ظلم أو بهتان أو طعن أو افتراء، ولنتوقف عن تصفية ثاراتنا وحساباتنا الخاصة عبر الصحف والفضائيات.

إننا اليوم، ونحن نستعيد ذكرى العيد الوطني وعيد التحرير وذكرى معركة القرين التي اختلطت فيها دماء أبناء هذا الشعب الغيارى على أرضهم ووحدتهم الوطنية بلا منة أو رجاء، أمام امتحان كبير وتحدٍ حقيقي وخطير لأبناء هذا الوطن جميعاً، فإما أن تعبر سفينتنا الصغيرة هذه العاصفة الهوجاء بنجاح وأمن وأمان وحكمة وإما أن يستمر دق أسافين التفرقة والحقد والكراهية والنفخ في نيران الفتنة بين شرائح هذا المجتمع الصغير، فعندها لا قدر الله فإن نار الفتنة العمياء ستحرقنا جميعاً، ولاتٍ حين مناص، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


عادل حسن دشتي

كاتب كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي