أرسل لي ابني الطالب بالصف الحادي عشر رسالة على «الواتس اب» يستأذنني فيها بالمشاركة في الاعتصام أمام وزارة التربية للمطالبة بتغيير نظام التقويم الجديد، وقد كانت فحوى الرسالة المرسلة إليه والتي حّولها لي كالتالي:
«نكرر...! شباب ترآ هذاا آخر خميس رأاح نرؤوح فيه الاعتصاام، طلبتكم الكل يجي. ملاحظة: الاعتصام بقيادة نائب مجلس الأمة السيد: مسلم البراك، والرجاء عدم الاحراج لـ نائبنا لأن الدعوة يوم الخميس اللي فات كانت منه شخصياً مع وجود بعض نواب مجلس الأمة والرجاء كل الرجاء الحظووور لمصحلتنا وعدم احراج نوابنا وشكراً. باجر كلنا عند وزارة التربية» مع الاعتذار للأخطاء الإملائية، كي نعرف مستوى طلبة المرحلة الثانوية في الإملاء، ونتلمس حجم وطبيعة مأساة التعليم التي وصلنا لها!
كما وجه النائب الفاضل مسلم البراك دعوته للطلبة من خلال وسائل الإعلام للقيام بالاعتصام، لأن كل الحقوق تبي حلوق، وهكذا يريد بعض سياسيينا أن يتحول دورهم من العمل التشريعي والرقابي تحت قبة البرلمان ولجانه المختلفة إلى الشارع مباشرة، ولم يكتفوا بالبالغين الراشدين من ناخبيهم، وإذا بهم يحرضون المراهقين، بعد أن حرضوا جميع موظفي الدولة على الإضراب وشل حركة ومفاصل الدولة.
إنني أقر بأن الحكومة برئاسة سمو الشيخ ناصر المحمد فشلت في تحقيق المراد منها، وتستحق أن ترحل مع رئيسها إلى غير رجعة، ولكن هذا لا يعطي الحق لنوابنا الأفاضل أن يحرضوا مراهقين، ويستغلوهم كأداة سياسية في صراعهم مع رئيس الوزراء وحكومته الضعيفة.
هذه موضوع، أما الموضوع الآخر، فهل انتهت مشاكل التعليم يا نائبنا الفاضل حتى تركز جل اهتمامك على نظام التقويم الجديد، وتحرض الطلبة على الاعتصام، ماذا فعلت مع مشروع المدينة الجامعية، ماذا قدمت في مجال التعليم العالي والابتعاث للخارج، وكذلك للمناهج الدراسية وتطويرها؟ أم أنك اكتفيت يا بوحمود بملاحقة من تعهدت بمتابعتهم كوزير الداخلية الأسبق، وملأت الدنيا ضجيجا بسبب 8 ملايين، وتجاهلت 35 مليار دينار، لا نرى حتى هذه اللحظة بوادر صرفها سوى جعجعة دون طحين.
اسمحوا لي أيها النواب الأفاضل، وأولكم مسلم البراك، أن أقول لكم بصراحة ووضوح، ارفعوا أيديكم عن أبنائنا، ففلذات أكبادنا ليست أحد أدواتكم السياسية، هناك أداة اسمها الاستجواب، فعِّلوها ضد وزير التربية، تحالفوا مع أقرانكم في مجلس الأمة، ركزوا على مصلحة الأمة، لا مصالحكم الشخصية، أو خصومتكم السياسية مع سمو الرئيس، الذي أرى مثلكم أنه يستحق الرحيل.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh