«كانت الأرض في الماضي مليئة بالعرفج والثمام والنصي وشقارا»
عواد حمود العازمي: رعيت الإبل وأنا ابن اثني عشر عاماً وكانت إبلي أكثرها «صفر»
مع الزميل سعود الديحاني
بيت الشعر في الماضي وتبدو الابل في المرعى من بعيد
... وجالساً في ديوانه
مع ابنه فيصل
... ومع ابنائه الصغار
سنة 1980
الابل عطايا الله
ضيف «حديث الذكريات» حمود العازمي ونظرة لعدسة «الراي» (تصوير نايف عقلة)
نحن اليوم مع جانب من حياة الماضي نتطرق مع ضيفنا الى الابل وانواعها ورعيها واسمائها، يحدثنا عواد حمود العازمي عن الابل التي كانت عنده **وموارد المياه التي كانت متوافرة في الماضي وانواع الاعشاب كما يذكر لنا بعض المواقف التي حدثت له يوم كانت الابل عنده فلنترك له ذلك:
أنا ادركت جدتي الدغمى والذي حفر الثميلة لها هو والدي حمود وعمي حمدان. حفرت الثميلة لاغنامهم التي كانت عرب وهي غنم اهل الكويت والساحل الشرقي وغنم الكويت كلها عرب والثميلة من جهة الصبيحية من جبلة الصبيحية وثميلة تركي مقابلة لها وثميلة الدغمى الشمالية منها ولا اعرف تركي لكن اسمع عنه وخرج الماء وقيظت عليها وكان عندها ابل ترد الصبيحية وهما ذودان وتخمر عليها واذا صدروا اقمن على الثميلة ليلة الصدر اي عندما يردن من الماء يأتين الى الدغمى وهي عند ثميلتها ثم تذهب الابل الى المرعى في الدبدبة والقرعة واذا روحن جاءت الى الصبيحية وهي على الثميلة.
وفاة الوالد
يوم وفاة والدي كنت صغيرا في السن وكان عندي اباعر صفر وانا رعيت الابل وعمري اثنا عشر عاما وابلي اليوم مع اباعر الجعيب هي كانت اباعر وكان فيها سبلى وموجة وهي من ابل الصفر كانت عند والدي وقد ورثتها منه وجدتي الدغمى توفي والدي في حياتها ولم تأخذ شيئا من ورثها الذي تركته لي واستمرت الابل معي حتى بعتها لابن عريفان واشتراها منه الجعيب وهي ابل معروفة ومشهورة كانت صفر من اطيب الابل ولم يركب البحر احد منا لكن أخوالي كانوا في الفنطاس اهل بحر واهل مزارع ونحن النواعمة ولنا امشاش النواعمة ووالدي حمود عواد النويعم ونحن البدو نقول النواعمة ولم اتوظف ابدا في عمري لأن عندي اباعر صفر وبخير ونعمة منذ صغري وغناتي كبيرة اذكر ان عبدالعزيز الحساوي بومبارك قال لي يقولون ان عندك خيرت من الله هل تشتري هذا الصيهد مني؟ قلت له بكم؟ قال 200 روبية قلت هل اشترى ارضا بها جرايدة وحيايي «ثعابين»
اذكر
واذكر ان الشيخ صباح الناصر طلب مني ونحن على قلبان مريطبة بعدما عزل اباعر له قسمين منقيتين ثم ارسل اليّ وقال انه يريد اثنتين من الاباعر لكي يجعلها مع الابل الصفر المنقية فجاءني من ارسله وذكر لي ما يريد الشيخ فقمت واخذت له اثنتين من الابل الناهية «الطيبة» وهما «الحرحة والفريحة» اعطيتها الشيخ فقال لي خذ اي ارض تريد وسوف اكتب لك ورقة عليها فتعذرت منه انني لم اقم في بناء هذه الارض ولن اجلس بها فرد عليّ الشيخ وقال «تفكير بدوي» عقل بدوي واخذت ثمن ناقتين كل واحد 900 روبية وهو ثمن كبير في ذلك الوقت ورفضت الاراضي التي كانت بدل الناقتين وبعد مضي وقت طويل والابل عندي والاباعر، جاءني الشيخ سالم العلي ومعه عبدالله بن حسين الرومي وكانا يريدان من الابل 20 ناقة وذلك حين انشاء ماء العبدلية وجاءاني وانا كنت مصدر مع ابلي ومروا عليّ من طريق الرياضية وعندما شفتهما اوقفت المقهور وامسكت الابل على المسير وكان معهما اناس اعرفهم بعد السلام والسؤال عن الحال قالوا نريد من الابل 20 ناقة صفرى الواحدة على 1500 روبية وبعد ذلك قمت وحلبت لهم من الابل وضحكت معهم وقلت سيارتكم الا تريد كذلك ان تشرب من حليب ابلي ايضا فضحكوا جميعا فأخذ عشرين من الابل التي عندي وحلفت ألا اخذ من ثمنها شيئا قالوا وقلت للشيخ سالم العلي الحلال واحد واصررت على ذلك ولم يأخذوها وذهبوا، كان كثيرا ما يأتي الشيخ سالم العلي والابل عندي يوم كنت في البادية وانا اعرفه منذ صغري ولي معه صداقة طيبة ومعرفة ونحن لنا بطاقة عند الشيخ عذبي وكنا ندفع الزكاة لنزال المعصب وقد ارتحلت الى حائل يوم جاءنا دهر في الكويت ومكثت ثلاث سنوات ورجعت.
الدكاكين
اذكر اهل الدكاكين التي كنا نتعامل معها بن الحميدة والسنافي وصالح الوشمي وعبدالله العتيجي وعبدالله بن فارس ويوسف بن عبدالواحد كنا نشتري منه النوره التي نعالج بها الابل، نوره الصحن كانت تبيع ملابس النساء وهي طيبة وامرأة سنافية وانا كنت اشتري منهم جميعا لكن اكثر شيء من عبدالله العتيجي.
الصفر
الابل التي ورثتها من والدي كانت صفر وبها شعل وتقول الوالدة رحمها الله «روحن شغل مثل دم الغزالي... تعجب الساروح لو انه دهية» كانت الابل التي ورثتها من والدي وهو ورثها من جدي ابلا «ما تناحي» من اطيب انواع الابل واجودها وانا حين ورثتها كانت تصل الى خمسين ناقة او خمس وخمسين واعمامي كل عنده خير وحينما اخذتها كنت انا الذي ارعاها لم يكن عندي رعاة لكن بعد مضي وقت طويل جعلت بها رعيان واذكر واحدت منهم كان افضل راع جعلته بها اذا علا صوته لا تخرج من الروض وتمشي معه اينما ذهب لقد جعل في الابل طباعا لم اعرفها قبله.
الربيع
حالت معي ناقة صفراء من اطيب الابل وكنا في وقت الربيع فذهبت الى جهة الصداوي فإذا بمجموعة من الابل امامي فعرفتها، فجعلت الراعي عند ابلي وذهبت الى تلك الابل فوجدت صاحبها وقد بركت حيران «اولاد» الابل في مكانها وكانت رحولها معه وعنده ايضا بعير متوسط العمر «قعود» واذا هو هندي بن صبر فسلمت عليه وقلت «تكفى يا هندي» فقال «ابشر بالسعد» قلت اريد جملا يضرب ابلي فقال خذ هذا الجمل فذهب الى ابله فقال ابن ذاهب قلت له لكي اتي بالجمل من ابلك فقال هذا الجمل الذي امامك فقلت لا تقل هذا وكانت ذلك القعود البارك في المراغة ورديت عليه القول مرة اخرى وقلت اضرّب ابلي الفريحة بهذا الجمل لا اظن انه سيخلف عليّ وقال «قول عساها تأتي بقعود يعمر اباعر العوازم».
وفعلا بعدما لحقت من هذا الجمل اتت ببكرة صفراء لم ار مثلها لكن اصيبت بعين وقطعت رقبتها حينما مرت مع الابل وهي مصدرة من الماء على مجموعة من الناس فهالهم واعجبهم ما شاهدوه من جمال هذه النافة الصفراء التي جاءت من جمل بن صبر.
العمر
من صغري والابل عندي صفر الاكثر وبها شعل ولم اتركها حتى كبرت وجاءتها المواسم التي انقطعت فيها الامطار واحتفظت بالابل ولم ابعها الا في وقت قريب.
شريدة
شريدة فالح بن دابس كان صديقا لي ذات مرة وانا عند غنمي في وقت الربيع فإذا مجموعة من الكواشيت قد نصبوا خيامهم بالقرب مني محاذين الفياض التي كانت غنمي بها فارسل احدهم لشراء خروف مني وقد اخبر شريدة من ارسله بألا يخبرني بأن شريدة معهم فلما جاءني والقى السلام وقال لي نريد منك خروف ذبيحة وندعوك للعشاء فقلت له ان العزيمة لكم وانا ادعوكم لها فقال لا نحن «اهل كشتة» فسألته عمن معه من رفاقه فقال نحن مجموعة رفاق متجمعة وبعضهم انا لا اعرف اسمهم فقلت هيا نذهب اليهم لكي نتناول القهوة عندهم وسوف ألبي طلبك لكن سوف ازيد عليك ثمن الخروف ذهبت واقبلت عليهم وكان شريدة واضع لثام على وجهه فعرفته وضحكت وعلم انني عرفته فألقى اللثام وسلم عليّ وانا لم اره منذ وقت طويل وصحت للغنم وجاءت واخذت احد الخراف وكسرت كراعه وقلت للذي جاءني اولا خذ الخروف والله لن آخذ فلسا واحدا فقال لا لا فرد شريدة ألم اقل لك لا تخبره انني معكم فقال لم اخبره بالاسماء فقال شريدة هذا صاحبي لا تنفع معه الحيلة.
الأمراض
انا راعي اباعر وابل ونحن اهل ابل واعرف امراض الابل البعير فيه اربعين علة «مرض» فيه حصني وضفارة ومنسرقة وعظم وكول وضب وشوكة وغدة ونحاز والنحاز الذي يصعب معه التنفس وكنا نكويه فيتعافى والجرب كنا نستخدم لعلاجه نورة والحديد ومعها سمن اما الهيام فهو قروح في اللهات وله علاج منه الملح وكذلك الهدبدب وهو ما يخرج على جسد البعير ويغرض للخلاص منه وكثيرة امراض الابل.
العمر
اول عمر للبعير هو حوار ثم بعد النزول على ماء يصبح عمره مخلولا بعدما تلقح امه يصبح حج بعدما تلد امه يصبح لقي اي رأى اخاه اي شاهد اخاه من لقي جذع ثم ثني وهكذا حتى يصبح جملا كبيرا.
الألوان
الوان الابل التي كنا نعرفها وادركناها صفراء وشقحاء ووضحاء وشعلاء وحبشاء وحمراء والحبشا هي التي بين لونين ليست شعلاء.
نزال
نزال كان يزكي للصباح ورجال طيب وكان ربعه الخويا على جيش ومعه خوي هو حمدان الزهام على بعير فيه شارب وذهب عنه الجيش فقال:
الجمل هوذل على درب نزال
اتبع اليمة وقصه مع الجره
راحوا الدعجان حماية التال
قدمهم نزال يلعب على الحرة
والجمل يصلح مع الخيل زمال
ما حلا وقيل يم الفرس طره
ثم قام نزال وحلف انه لا يركب هذا الجمل واركبه على الذلول وركب الجمل احد رفاقه وقد ادركت نزال وتقهويت معه وحلبت له ناقة.
الجيش
الجيش بنات حرار جمل حر يكون ذلول حمر وتطلع عياله مثله وكان عندي جيش اصايل اذا جفلت الابل تركب الذلول وترد اولها على تاليها ولو كان على الذلول اثنان ردافا.
البطاقة
كانت بطاقتنا عند عذبي الصباح وقد صرف لنا ملابس وخام وغتر شمغ وطحين وشكر ورق وخير كنا نأتي ونأخذ ونبيع منه خير الصباح كلهم بركة من اولهم الى آخرهم.
البيت
كان في الاول بيوتنا الشعر مثولة ثم مروبع ثم مخومس هذه بيوتنا وكانت المرأة كان لها دور كبير في الاسرة تخض اللبن وتحطب الحطب وتبني البيت وتحلب الغنم وتسدو السدو وتطبخ العشاء وتخيط البيت كانت لها دور كبير... اما اليوم اكل ونوم وهندية.
المرباع
حينما يأتي الربيع اذا توجهنا شمالا وصلنا الى العراق وكانت الحدود مفتوحة واذا اتجهنا نحو الجنوب وصلنا الى السعودية واذا لم اذهب الى الشمال ولا جهة الجنوب في ضواحي براري الكويت ومرابع الكويت على الدبدبة الشقق والصداوي اما الموارد الجهراء والصبيحية والوفرة ورحيان وام نقا والقشعانية واذا اشملنا صفوان وكابد والعلوي والحينية.
الانبساط
الابل ارغب من الغنم وهي التي نرغب بها ولا تقارن الغنم بها لأن صاحب الابل لا يحمل هما لها مثل هم وقلق صاحب الغنم فهي ان جاعت اصبح مهموما لها واذا جاء هواء ورياح شديدة «عج» خاف عليها من الضياع والهلاك وكذلك البرد وتغير المناخ والجو، اما الابل فهي عطايا الله لا يحمل صاحبها هما لها ابدا كل شيء تتحمله جوعا وعطشا.
الضياع
ضاعت ابلي ذات مرة وانا غب اي ارد الماء ثم استريح ليلة وفي الثالثة اعود للماء وبينما انا في ليلة الغب نمت وقت المغرب فلما قمت من نومي لم اجد ابلي حولي لكن كان عندي يقين انها ليست بعيدة عني وقمت ونهضت مسرعا واخذت اصيح بصوت مرتفع واناديها وكلما علا صوتي اكثر ودوى سمعت دبيب صوت على الارض يقلع الحصى فاستمررت اناديها بصوت مرتفع فإذا الارض كأن لها هزيزا من سرعة قدوما ومجيئها على جهة صوتي فلم ألبث طويلا حتى جاءتني من كل صوب والتفت حولي بعدها انخت رحولي واشعلت النار وبعدها استراحت في المبارك حولي.
المبارك
كان عبدالله المبارك يقنص ونلتقي معه حينما يقنص وهو اذا خرج المقناص تجمعت الناس حوله من كرمه والانعام التي يقدمها، كرمه كان «يهول» القلب الذبائح الكثيرة والحلوى واصناف كثيرة كان يقدمها لمن يأتيه عز الله انه كريم.
المحبة
الابل كل وقت محبوبة لصاحبها في الربيع والصيف صاحب الابل لا يمل ابله الابل مبروكة مقبولة.
الولادة
ذات مرة نزعت مني ناقة والابل اذا حان ولادتها تنزع وتذهب عن صاحبها وقد حصل معي هذا الامر حيث نزعت مني ناقة حينما جاء وقت ولادتها وذهبت بعيدا وقمنا في البحث عنها ولم نجدها لكن هذه الناقة بعدما وضعت ولدها واخذ ولدها يمشي معها بعدما كبر قليلا اخذت تبحث عن صاحبها وابله وفعلا ظهرت علينا ونحن عند الابل حيث جاءت تمشي هي مع ولدها فلقد ذهبت بعيدا وعادت إلينا لأنها تعرف المكان الذي ذهبت منه... ونحن في الماضي لا نعرف العلف حلالنا تأكل من الارض.
الماء
اول ما تأتي الابل للماء اي تصدر يطلق عليه مسمى ربع اي ليلتين ثم تعود للماء بعد الشرب في الثالثة ثم اربع ليال وهي غير محببة لأهل البادية لأنهم يفضلون الربع والخمس اما اربع ليال فهي غير محببة لهم واذا جاء الصفري وبرد الوقت يكون حسب الحاجة اما مسمى عريجة اي تشرب الغنم ليلة ثم تعود الاخرى فهي للغنم اما القب تصدر من الماء ثم تغيب ليلة وتعود للماء في الليلة التي بعدها.
الأسماء
أسماء الابل التي كانت عندي موجة وسبلا والنعامة والجهامة هذه ابلنا التي كانت عندنا ما بين صفر وشعل وقد كثرت بعدما ورثتها من والدي.
القاع
الرواية هي جلد بعير وهي اقسام وتحفظ بها الماء اما الارض فكان بها النصي والرمام الصمع وشقارا والارض من حمض وعرفج وحمض لازم. للابل.. وانا بعت الابل واشتريت غنما لكن غثاها كثير.
الآبار
بئر القفيدية للقفيدي والزعيبية لمصلح الزعيبي وقلبان نزال اثنتين ماؤها قراح لكن وحدة اعذب من الثانية وهي قريبة من الجهراء وهي سبيل ما احد يرد عنها والسليل فيه ماء حلو في البحرة وكل حافر جليب وطاويه وجاعل عليه قفلا ومغلقه ويروون اهله منه والبعض يبيع منه والزعيبي له جليب في الصبيحية ماء قراح حلو والسحيمية ماؤها حلو والعربيد له ثميلة ماؤها عذب جنوب العبدلية والعبدلية ماؤها دبج يشرب واذا جاء الصفري قيضنا على الرحيان جنوب الصبيحية طرف الوفرة ماؤها دبج زين والصبيحية فيها قلبان حلوة وتالي صارت مزارع قبل ذلك ليس فيها من مزارع انا لحقت ما فيها مزارع اما مزارع جعيدان قديمة وفيها قلبان والفنطاس فيه قلبان.
البندق
كنت ازور الشيخ عبدالله المبارك دائما وهو يأتيني وهو قانص يوم كنت بدويا في البر وكثيرا ما حلبت له من الابل التي عندي وذات مرة قلت له يا طويل العمر نحن علينا خطر من جهة الشمال يوم نكون في هذه الجهة مع ابلنا فأعطاني بندقية شرفاء بطن واحد المشط فيهاوظلت معي لم اطلق منها طلقة الا واحدة على ظبي في الصقيهية كنا مصدرين من الجهراء ليلة قبنا وبعدما قيلت الابل قامت الظهر فإذا بالظبي في وسطها وكان في الماضي الظباء كثيرة، ولم يكن يجفل ويخاف من الابل وجئت خلف ناقة واطلقت عليه طلقة فإذا به ساقط ارضا ثم اخذته وكان معي ربع وطبخناه وكان كثير الشحم وظلت البندقية عندي حتى الغزو.
الزواج
اول زواجي كان سنة البطاقة اول ما صرفت وعقد القران كان عند حمد المطوع هرشاني وهو معروف.
أنا ادركت جدتي الدغمى والذي حفر الثميلة لها هو والدي حمود وعمي حمدان. حفرت الثميلة لاغنامهم التي كانت عرب وهي غنم اهل الكويت والساحل الشرقي وغنم الكويت كلها عرب والثميلة من جهة الصبيحية من جبلة الصبيحية وثميلة تركي مقابلة لها وثميلة الدغمى الشمالية منها ولا اعرف تركي لكن اسمع عنه وخرج الماء وقيظت عليها وكان عندها ابل ترد الصبيحية وهما ذودان وتخمر عليها واذا صدروا اقمن على الثميلة ليلة الصدر اي عندما يردن من الماء يأتين الى الدغمى وهي عند ثميلتها ثم تذهب الابل الى المرعى في الدبدبة والقرعة واذا روحن جاءت الى الصبيحية وهي على الثميلة.
وفاة الوالد
يوم وفاة والدي كنت صغيرا في السن وكان عندي اباعر صفر وانا رعيت الابل وعمري اثنا عشر عاما وابلي اليوم مع اباعر الجعيب هي كانت اباعر وكان فيها سبلى وموجة وهي من ابل الصفر كانت عند والدي وقد ورثتها منه وجدتي الدغمى توفي والدي في حياتها ولم تأخذ شيئا من ورثها الذي تركته لي واستمرت الابل معي حتى بعتها لابن عريفان واشتراها منه الجعيب وهي ابل معروفة ومشهورة كانت صفر من اطيب الابل ولم يركب البحر احد منا لكن أخوالي كانوا في الفنطاس اهل بحر واهل مزارع ونحن النواعمة ولنا امشاش النواعمة ووالدي حمود عواد النويعم ونحن البدو نقول النواعمة ولم اتوظف ابدا في عمري لأن عندي اباعر صفر وبخير ونعمة منذ صغري وغناتي كبيرة اذكر ان عبدالعزيز الحساوي بومبارك قال لي يقولون ان عندك خيرت من الله هل تشتري هذا الصيهد مني؟ قلت له بكم؟ قال 200 روبية قلت هل اشترى ارضا بها جرايدة وحيايي «ثعابين»
اذكر
واذكر ان الشيخ صباح الناصر طلب مني ونحن على قلبان مريطبة بعدما عزل اباعر له قسمين منقيتين ثم ارسل اليّ وقال انه يريد اثنتين من الاباعر لكي يجعلها مع الابل الصفر المنقية فجاءني من ارسله وذكر لي ما يريد الشيخ فقمت واخذت له اثنتين من الابل الناهية «الطيبة» وهما «الحرحة والفريحة» اعطيتها الشيخ فقال لي خذ اي ارض تريد وسوف اكتب لك ورقة عليها فتعذرت منه انني لم اقم في بناء هذه الارض ولن اجلس بها فرد عليّ الشيخ وقال «تفكير بدوي» عقل بدوي واخذت ثمن ناقتين كل واحد 900 روبية وهو ثمن كبير في ذلك الوقت ورفضت الاراضي التي كانت بدل الناقتين وبعد مضي وقت طويل والابل عندي والاباعر، جاءني الشيخ سالم العلي ومعه عبدالله بن حسين الرومي وكانا يريدان من الابل 20 ناقة وذلك حين انشاء ماء العبدلية وجاءاني وانا كنت مصدر مع ابلي ومروا عليّ من طريق الرياضية وعندما شفتهما اوقفت المقهور وامسكت الابل على المسير وكان معهما اناس اعرفهم بعد السلام والسؤال عن الحال قالوا نريد من الابل 20 ناقة صفرى الواحدة على 1500 روبية وبعد ذلك قمت وحلبت لهم من الابل وضحكت معهم وقلت سيارتكم الا تريد كذلك ان تشرب من حليب ابلي ايضا فضحكوا جميعا فأخذ عشرين من الابل التي عندي وحلفت ألا اخذ من ثمنها شيئا قالوا وقلت للشيخ سالم العلي الحلال واحد واصررت على ذلك ولم يأخذوها وذهبوا، كان كثيرا ما يأتي الشيخ سالم العلي والابل عندي يوم كنت في البادية وانا اعرفه منذ صغري ولي معه صداقة طيبة ومعرفة ونحن لنا بطاقة عند الشيخ عذبي وكنا ندفع الزكاة لنزال المعصب وقد ارتحلت الى حائل يوم جاءنا دهر في الكويت ومكثت ثلاث سنوات ورجعت.
الدكاكين
اذكر اهل الدكاكين التي كنا نتعامل معها بن الحميدة والسنافي وصالح الوشمي وعبدالله العتيجي وعبدالله بن فارس ويوسف بن عبدالواحد كنا نشتري منه النوره التي نعالج بها الابل، نوره الصحن كانت تبيع ملابس النساء وهي طيبة وامرأة سنافية وانا كنت اشتري منهم جميعا لكن اكثر شيء من عبدالله العتيجي.
الصفر
الابل التي ورثتها من والدي كانت صفر وبها شعل وتقول الوالدة رحمها الله «روحن شغل مثل دم الغزالي... تعجب الساروح لو انه دهية» كانت الابل التي ورثتها من والدي وهو ورثها من جدي ابلا «ما تناحي» من اطيب انواع الابل واجودها وانا حين ورثتها كانت تصل الى خمسين ناقة او خمس وخمسين واعمامي كل عنده خير وحينما اخذتها كنت انا الذي ارعاها لم يكن عندي رعاة لكن بعد مضي وقت طويل جعلت بها رعيان واذكر واحدت منهم كان افضل راع جعلته بها اذا علا صوته لا تخرج من الروض وتمشي معه اينما ذهب لقد جعل في الابل طباعا لم اعرفها قبله.
الربيع
حالت معي ناقة صفراء من اطيب الابل وكنا في وقت الربيع فذهبت الى جهة الصداوي فإذا بمجموعة من الابل امامي فعرفتها، فجعلت الراعي عند ابلي وذهبت الى تلك الابل فوجدت صاحبها وقد بركت حيران «اولاد» الابل في مكانها وكانت رحولها معه وعنده ايضا بعير متوسط العمر «قعود» واذا هو هندي بن صبر فسلمت عليه وقلت «تكفى يا هندي» فقال «ابشر بالسعد» قلت اريد جملا يضرب ابلي فقال خذ هذا الجمل فذهب الى ابله فقال ابن ذاهب قلت له لكي اتي بالجمل من ابلك فقال هذا الجمل الذي امامك فقلت لا تقل هذا وكانت ذلك القعود البارك في المراغة ورديت عليه القول مرة اخرى وقلت اضرّب ابلي الفريحة بهذا الجمل لا اظن انه سيخلف عليّ وقال «قول عساها تأتي بقعود يعمر اباعر العوازم».
وفعلا بعدما لحقت من هذا الجمل اتت ببكرة صفراء لم ار مثلها لكن اصيبت بعين وقطعت رقبتها حينما مرت مع الابل وهي مصدرة من الماء على مجموعة من الناس فهالهم واعجبهم ما شاهدوه من جمال هذه النافة الصفراء التي جاءت من جمل بن صبر.
العمر
من صغري والابل عندي صفر الاكثر وبها شعل ولم اتركها حتى كبرت وجاءتها المواسم التي انقطعت فيها الامطار واحتفظت بالابل ولم ابعها الا في وقت قريب.
شريدة
شريدة فالح بن دابس كان صديقا لي ذات مرة وانا عند غنمي في وقت الربيع فإذا مجموعة من الكواشيت قد نصبوا خيامهم بالقرب مني محاذين الفياض التي كانت غنمي بها فارسل احدهم لشراء خروف مني وقد اخبر شريدة من ارسله بألا يخبرني بأن شريدة معهم فلما جاءني والقى السلام وقال لي نريد منك خروف ذبيحة وندعوك للعشاء فقلت له ان العزيمة لكم وانا ادعوكم لها فقال لا نحن «اهل كشتة» فسألته عمن معه من رفاقه فقال نحن مجموعة رفاق متجمعة وبعضهم انا لا اعرف اسمهم فقلت هيا نذهب اليهم لكي نتناول القهوة عندهم وسوف ألبي طلبك لكن سوف ازيد عليك ثمن الخروف ذهبت واقبلت عليهم وكان شريدة واضع لثام على وجهه فعرفته وضحكت وعلم انني عرفته فألقى اللثام وسلم عليّ وانا لم اره منذ وقت طويل وصحت للغنم وجاءت واخذت احد الخراف وكسرت كراعه وقلت للذي جاءني اولا خذ الخروف والله لن آخذ فلسا واحدا فقال لا لا فرد شريدة ألم اقل لك لا تخبره انني معكم فقال لم اخبره بالاسماء فقال شريدة هذا صاحبي لا تنفع معه الحيلة.
الأمراض
انا راعي اباعر وابل ونحن اهل ابل واعرف امراض الابل البعير فيه اربعين علة «مرض» فيه حصني وضفارة ومنسرقة وعظم وكول وضب وشوكة وغدة ونحاز والنحاز الذي يصعب معه التنفس وكنا نكويه فيتعافى والجرب كنا نستخدم لعلاجه نورة والحديد ومعها سمن اما الهيام فهو قروح في اللهات وله علاج منه الملح وكذلك الهدبدب وهو ما يخرج على جسد البعير ويغرض للخلاص منه وكثيرة امراض الابل.
العمر
اول عمر للبعير هو حوار ثم بعد النزول على ماء يصبح عمره مخلولا بعدما تلقح امه يصبح حج بعدما تلد امه يصبح لقي اي رأى اخاه اي شاهد اخاه من لقي جذع ثم ثني وهكذا حتى يصبح جملا كبيرا.
الألوان
الوان الابل التي كنا نعرفها وادركناها صفراء وشقحاء ووضحاء وشعلاء وحبشاء وحمراء والحبشا هي التي بين لونين ليست شعلاء.
نزال
نزال كان يزكي للصباح ورجال طيب وكان ربعه الخويا على جيش ومعه خوي هو حمدان الزهام على بعير فيه شارب وذهب عنه الجيش فقال:
الجمل هوذل على درب نزال
اتبع اليمة وقصه مع الجره
راحوا الدعجان حماية التال
قدمهم نزال يلعب على الحرة
والجمل يصلح مع الخيل زمال
ما حلا وقيل يم الفرس طره
ثم قام نزال وحلف انه لا يركب هذا الجمل واركبه على الذلول وركب الجمل احد رفاقه وقد ادركت نزال وتقهويت معه وحلبت له ناقة.
الجيش
الجيش بنات حرار جمل حر يكون ذلول حمر وتطلع عياله مثله وكان عندي جيش اصايل اذا جفلت الابل تركب الذلول وترد اولها على تاليها ولو كان على الذلول اثنان ردافا.
البطاقة
كانت بطاقتنا عند عذبي الصباح وقد صرف لنا ملابس وخام وغتر شمغ وطحين وشكر ورق وخير كنا نأتي ونأخذ ونبيع منه خير الصباح كلهم بركة من اولهم الى آخرهم.
البيت
كان في الاول بيوتنا الشعر مثولة ثم مروبع ثم مخومس هذه بيوتنا وكانت المرأة كان لها دور كبير في الاسرة تخض اللبن وتحطب الحطب وتبني البيت وتحلب الغنم وتسدو السدو وتطبخ العشاء وتخيط البيت كانت لها دور كبير... اما اليوم اكل ونوم وهندية.
المرباع
حينما يأتي الربيع اذا توجهنا شمالا وصلنا الى العراق وكانت الحدود مفتوحة واذا اتجهنا نحو الجنوب وصلنا الى السعودية واذا لم اذهب الى الشمال ولا جهة الجنوب في ضواحي براري الكويت ومرابع الكويت على الدبدبة الشقق والصداوي اما الموارد الجهراء والصبيحية والوفرة ورحيان وام نقا والقشعانية واذا اشملنا صفوان وكابد والعلوي والحينية.
الانبساط
الابل ارغب من الغنم وهي التي نرغب بها ولا تقارن الغنم بها لأن صاحب الابل لا يحمل هما لها مثل هم وقلق صاحب الغنم فهي ان جاعت اصبح مهموما لها واذا جاء هواء ورياح شديدة «عج» خاف عليها من الضياع والهلاك وكذلك البرد وتغير المناخ والجو، اما الابل فهي عطايا الله لا يحمل صاحبها هما لها ابدا كل شيء تتحمله جوعا وعطشا.
الضياع
ضاعت ابلي ذات مرة وانا غب اي ارد الماء ثم استريح ليلة وفي الثالثة اعود للماء وبينما انا في ليلة الغب نمت وقت المغرب فلما قمت من نومي لم اجد ابلي حولي لكن كان عندي يقين انها ليست بعيدة عني وقمت ونهضت مسرعا واخذت اصيح بصوت مرتفع واناديها وكلما علا صوتي اكثر ودوى سمعت دبيب صوت على الارض يقلع الحصى فاستمررت اناديها بصوت مرتفع فإذا الارض كأن لها هزيزا من سرعة قدوما ومجيئها على جهة صوتي فلم ألبث طويلا حتى جاءتني من كل صوب والتفت حولي بعدها انخت رحولي واشعلت النار وبعدها استراحت في المبارك حولي.
المبارك
كان عبدالله المبارك يقنص ونلتقي معه حينما يقنص وهو اذا خرج المقناص تجمعت الناس حوله من كرمه والانعام التي يقدمها، كرمه كان «يهول» القلب الذبائح الكثيرة والحلوى واصناف كثيرة كان يقدمها لمن يأتيه عز الله انه كريم.
المحبة
الابل كل وقت محبوبة لصاحبها في الربيع والصيف صاحب الابل لا يمل ابله الابل مبروكة مقبولة.
الولادة
ذات مرة نزعت مني ناقة والابل اذا حان ولادتها تنزع وتذهب عن صاحبها وقد حصل معي هذا الامر حيث نزعت مني ناقة حينما جاء وقت ولادتها وذهبت بعيدا وقمنا في البحث عنها ولم نجدها لكن هذه الناقة بعدما وضعت ولدها واخذ ولدها يمشي معها بعدما كبر قليلا اخذت تبحث عن صاحبها وابله وفعلا ظهرت علينا ونحن عند الابل حيث جاءت تمشي هي مع ولدها فلقد ذهبت بعيدا وعادت إلينا لأنها تعرف المكان الذي ذهبت منه... ونحن في الماضي لا نعرف العلف حلالنا تأكل من الارض.
الماء
اول ما تأتي الابل للماء اي تصدر يطلق عليه مسمى ربع اي ليلتين ثم تعود للماء بعد الشرب في الثالثة ثم اربع ليال وهي غير محببة لأهل البادية لأنهم يفضلون الربع والخمس اما اربع ليال فهي غير محببة لهم واذا جاء الصفري وبرد الوقت يكون حسب الحاجة اما مسمى عريجة اي تشرب الغنم ليلة ثم تعود الاخرى فهي للغنم اما القب تصدر من الماء ثم تغيب ليلة وتعود للماء في الليلة التي بعدها.
الأسماء
أسماء الابل التي كانت عندي موجة وسبلا والنعامة والجهامة هذه ابلنا التي كانت عندنا ما بين صفر وشعل وقد كثرت بعدما ورثتها من والدي.
القاع
الرواية هي جلد بعير وهي اقسام وتحفظ بها الماء اما الارض فكان بها النصي والرمام الصمع وشقارا والارض من حمض وعرفج وحمض لازم. للابل.. وانا بعت الابل واشتريت غنما لكن غثاها كثير.
الآبار
بئر القفيدية للقفيدي والزعيبية لمصلح الزعيبي وقلبان نزال اثنتين ماؤها قراح لكن وحدة اعذب من الثانية وهي قريبة من الجهراء وهي سبيل ما احد يرد عنها والسليل فيه ماء حلو في البحرة وكل حافر جليب وطاويه وجاعل عليه قفلا ومغلقه ويروون اهله منه والبعض يبيع منه والزعيبي له جليب في الصبيحية ماء قراح حلو والسحيمية ماؤها حلو والعربيد له ثميلة ماؤها عذب جنوب العبدلية والعبدلية ماؤها دبج يشرب واذا جاء الصفري قيضنا على الرحيان جنوب الصبيحية طرف الوفرة ماؤها دبج زين والصبيحية فيها قلبان حلوة وتالي صارت مزارع قبل ذلك ليس فيها من مزارع انا لحقت ما فيها مزارع اما مزارع جعيدان قديمة وفيها قلبان والفنطاس فيه قلبان.
البندق
كنت ازور الشيخ عبدالله المبارك دائما وهو يأتيني وهو قانص يوم كنت بدويا في البر وكثيرا ما حلبت له من الابل التي عندي وذات مرة قلت له يا طويل العمر نحن علينا خطر من جهة الشمال يوم نكون في هذه الجهة مع ابلنا فأعطاني بندقية شرفاء بطن واحد المشط فيهاوظلت معي لم اطلق منها طلقة الا واحدة على ظبي في الصقيهية كنا مصدرين من الجهراء ليلة قبنا وبعدما قيلت الابل قامت الظهر فإذا بالظبي في وسطها وكان في الماضي الظباء كثيرة، ولم يكن يجفل ويخاف من الابل وجئت خلف ناقة واطلقت عليه طلقة فإذا به ساقط ارضا ثم اخذته وكان معي ربع وطبخناه وكان كثير الشحم وظلت البندقية عندي حتى الغزو.
الزواج
اول زواجي كان سنة البطاقة اول ما صرفت وعقد القران كان عند حمد المطوع هرشاني وهو معروف.