مبارك المعوشرجي / ولي رأي / كتلة العمل الوطني

تصغير
تكبير
بعد أن ساقت الأحزاب القومية العرب من نكسة إلى نكبة، ثم إلى هزيمة، وحكمتهم حكماً دكتاتورياً أربعة عقود متتالية بالحديد والنار تحت مقولة لا صوت يعلو فوق صوت المعركة حتى باع أهل القضية قضيتهم ورضوا بالفتات... عندها اتجهوا إلى الأحزاب الدينية بشعارهم الرائع «الإسلام هو الحل» أحزاب سنية وأخرى شيعية لم نر منها إلا الطائفية والإرهاب، وتناثرت دماء شبابنا في جميع القارات باسم الجهاد، وقادة هذه الأحزاب يعيشون في قصور متمتعين بأموال الزكاوات والأخماس، وكانت لهم انعكاسات وامتدادات على الساحة الكويتية، وبعد الدور المخجل لهؤلاء وهؤلاء أمام الغزو العراقي الغاشم على الكويت جعلنا نكفر بهم وبفكرهم ونعود للوطن والوطنية، تترجمت هذه العودة عبر صناديق الانتخابات البرلمانية الأخيرة بفوز عدد غير مسبوق من نواب يحملون هذا الفكر، متمسكين بدينهم ومفتخرين بقوميتهم، ولكن لعدم الخبرة السياسية الكافية وتنوع التجمعات الفكرية التي يمثلها هؤلاء ظهر بعض التناقض والفردية بين هؤلاء في المواقف من بعض الأحداث المتشابهة ما جعلهم عرضة للنقد والاتهام من منافسيهم، والمطلوب اليوم من النواب الأفاضل عبدالله الرومي ومرزوق الغانم وعادل الصرعاوي وصالح الملا واسيل العوضي، ومن يقف في صفهم ممن يحملون الفكر الوطني من نواب وسياسيين وإعلاميين وضع اسس وضوابط وبرامج عمل، والحرص على توحيد المواقف من الأحداث والقضايا التي تثار على الشارع السياسي وتناقش في مجلس الأمة حتى تتضاعف أعداد هؤلاء وينتشر فكرهم ويقضون على فكر تجار السياسة، والساسة التجار الذين بدأوا بشن حملة تشكيك وتخوين وبث الفرقة بينهم، وما حدث يوم الأربعاء الموافق 22 سبتمبر الماضي أثناء تجمع إسقاط الراشي والمرتشي للنائب عادل الصرعاوي من صياح وتهريج من البعض مع بداية حديثه للحاضرين، وما قاله عباس الشعبي لنائب الرئيس عبدالله الرومي من كلام استفزازي هي أولى هذه المحاولات ليضعوا هؤلاء النواب في موقف الدفاع عن النفس، وحرمانهم من أي تواصل أو كسب شعبي، وجرهم معهم إلى ساحات الصياح والمشاغبة ويظهرونهم بموقف المتناقض... فهم من قال ان الأهداف لا تحقق إلا تحت سقف قبة عبدالله السالم لا في الساحات والشوارع، فالمطلوب اليوم من النواب أن يقودوا الجماهير لا أن ينقادوا لها... كي لا تضيع الحكمة.



إضاءة

حلوة فكرة «خله يخيس... أو ينزل سعره» التي حملها الشباب لكسر شوكة تجار السمك الجشعين، وهذا هو الفكر المطلوب... فدواء الغلاء في تركه.





مبارك المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي