في الأنظمة العربية القمعية، هناك خطوات محددة واضحة، لكل عملية اعتقال، ولا تترك الأمور للصدفة، فالاعتقال عمل مقدس وواجب وطني، ولو لم يجد المخبر من يعتقله لاعتقل نفسه...وعادة تتم هذه الخطوات كالتالي:
1 - يعلنون في الصحف الرسمية، عن وجود مؤامرات تحاك تجاه الوطن - بدون تحديد اسم الخياط الذي تحاك عنده المؤامرة – مستغلة في ذلك الظروف الدقيقة، والدقيقة قد تصبح ثانية أو ساعة على حسب الخبر!
2 - يطالب كتاب الصحف المرتزقة، دعم الحكومة في مواجهة «الأخطار»، مع ان الحكومة نائمة في بيتها، وليس في محول كهرباء!
3 - تنشر الصحف بعد أيام خبرا عن اكتشاف خلية إرهابية، تهدف الى زعزعة و«زغزغة» أمن البلاد!
4 - بعد يومين تنشر بعض الأخبار المسربة للصحف، والتي عادة تكون من مصادر سرية، حول بعض خططهم مثل تفجير بسطة سمك، ومطعم فلافل... لكسب الرأي العام وتخويف الناس من مطاعم الفلافل!
5 - تنشر الصحف بعض أفكار الخلية، ونشراتها وكتبها المحرضة، فلا توجد خلية دون نتاج فكري، إلا إذا كانت خلية نحل!
6 - بعد يومين يخرج مذيع النشرة قبل الأخبار بساعة ليعلن، «بيان هام من وزارة الداخلية بعد قليل»... الناس تنتظر ثم يصدر البيان مبتدئة بآية قرآنية تحض على العدل والقصاص، ثم يعرضون صورا للأسلحة والمتفجرات، ويجب أن تكون جديدة، ويكتب عليها بالعبري كونهم عملاء للخارج، وتعلن الوزارة الكشف عن مقر الإرهابيين!
7 - تعلن الوزارة عن قيام رجالها البواسل بمداهمات واعتقالات للخلية الإرهابية، في زمن قياسي، يسجل في موسوعة غينس!
8 - لا بأس أن تقوم الحكومة بعمل إرهابي خفيف ضد روحها، مثل تفجير مطعم «باجة»، لبيان خطورة الإرهابيين، أو على الأقل الإكثار من البلاغات الكاذبة!
9 - نشر الصور والأسماء كاملة - إذا ما عندهم ظهر - ويجب أن يقوم المتهمون بخز الكاميرا، وبنفس «خايسة»، وكان فيهم إمساك!
10 - إقامة مؤتمر صحافي لوزير الداخلية يشرح ملابسات - جمع ملابس- الخلية وكيف استطاعت يقظة - والنهضة والمجالس وسيدتي - رجال الأمن، الكشف عن الخلية والضرب بيد من الالمنيوم- لأنه ارخص من الحديد- على من تسول - تطر - له نفسه المساس باللحمة الوطنية – اللحمة لا تحتاج الى شرح!
11 - يفترض انه قد تم اعتقال غير المرغوب فيهم، قبل البدء بالخطوة الأولى!
هذا ما تقوم به الدول العربية العريقة بالقمع، وهذا دليل على اننا دولة ديموقراطية، لأنه لم نطبق هذه الخطوات!
***
عندما تنظر من الخارج الى الكويت تشعر كم هم «مينن» ربعنا في الديرة، بكافة المستويات والتوجهات «الناس وين واحنا وين»...مازلنا نتناقش و«نتهاوش» بمواضيع عن الديوانية والكريبي والتأبين والخمسين والأعلاف والجواخير والشاليهات، بصراحة خوش استعداد للتحديات..!
Mr. جعفر رجب
[email protected]