د. وائل الحساوي / نسمات / أهلا بعالم التويتر

تصغير
تكبير
بعد مقاومة طويلة كنت أرفض فيها الدخول إلى عالم التويتر والفيسبوك استسلمت وطلبت من ابنتي ان تفتح لي حسابا للتويتر، لقد كانت اسباب رفضي للتويتر وجيهة، فوقتي مشغول بأمور كثيرة لا تتسع لادخال التويتر من بينها، كما ان الثقافة السطحية التي اشاهدها من كثير من المشتركين والصراعات الكثيرة والكلام الساقط من البعض لا يشجع الانسان على الولوج المستمر في هذا المجال.

بالطبع فأنا لا أنكر ان شبكة التواصل الاجتماعي تتميز بسهولة التعامل معها لاسيما التويتر الذي لا يقبل اكثر من 140 كلمة في كل رسالة، وكذلك الاتصال بآلاف البشر وهو ما ساهم في ما يسمى بالربيع العربي، كذلك فإن غالبية الناس قد سئموا القراءة الطويلة التي تستغرق وقتا طويلا واصبحت تلك الرسائل القصيرة متعة لهم واسهل واسرع في تحصيل الكثير من المعلومات في وقت قصير. لكن من دراسة سلبيات تلك المواقع وتأثيرها السلبي على حياتنا، فمن السلبيات التي تبينت من الدراسات حول استخدام التويتر دراسة اظهرتها جامعة «ساوثرن كاليفورنيا» عن امكانية ان تؤدي سرعة ورود الاخبار على المواقع المختلفة مثل تويتر وفيسبوك إلى اصابة الحس الاخلاقي عند الناس بالبرود خصوصا عند فئة الشباب، ويجعل مشاهد الالم والعذاب عند البشر امرا مألوفا وغير ذي بال، كما طالب مدير معهد الدماغ «أنطونيو داماجيو»: بضرورة تخفيف سرعة ورود الاخبار على الانسان للحفاظ على التوازن النفسي، ويذكرني هذا الكلام بالايام التي كنت اقضي فيها جزءا من وقتي في القراءة فقد كانت متعة ما بعدها متعة وتلذذا بتلقي المعلومة بتأن وتدبر والتفكير في معانيها بينما تسارع المعلومات - لاسيما المزعجة - تصيبني بالصداع والشعور بالاحباط.

يقول الدكتور عبدالله الغدامي في مقدمة كتابه «تأنيث القصيدة والقارئ المختلف»، «السبب في الفشل التويتري يتضح في امور عدة منها:

الاول: ان المدونين الجادين هم الاقل في استخدام تويتر ما يدل على معرفتهم بانحصار تأثيره وربما سطحيته في اغلب الاحيان.

الثاني: فاعلية تويتر لا تتناسب مع حجم ما يشاع عنه، فمثلا هي تبرر نجاح الثورة المصرية باستخدام تويتر، والحقيقة ان النجاح حدث بسبب فاعلية استخدامه والتي يفتقر اليها الكثير من مستخدميه.

ثالثا: المستخدمون لتويتر غالبا ما يعاملونه بادمان ما يعني انه صار بديلا لهم عن مجتمعهم الارضي».

واكاد اشاهد هذا الامر اليوم بوضوح من كثير من الشباب والشابات الذين تجد انهم شبه مغيبين عن واقعهم ولا يكادون يرفعون رؤوسهم للتفاعل مع الناس في لقاءات الاسرة او في الاحتكاك بالناس، بل اعينهم مسلطة على جهاز «الآي فون او البلاك بيري» يتابعون كل كلمة تقال ويتبادلون الرسائل مع الاخرين وفي ذلك من امراض الشخصية الشيء الكثير كالعزلة والكآبة والتخاطب مع أشباح لا يعرفونهم، ناهيك عن ارتفاع نبرة النقد والتهجم على كل شيء والتي لا يجرؤ الانسان على التعامل بها مع الناس في الاوضاع العادية.

المهم هو ان كثيرا من الناس قد اشعروني باني افقد الكثير من حياتي ببقائي من دون تويتر وبان الصحافي لابد له من تويتر، رغم قناعاتي التي ذكرتها عن مساوئه، فانهارت مقاومتي ودخلت إلى عالم التويتر.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي