د. وائل الحساوي / نسمات / «للتحلطم» عشر فوائد!

تصغير
تكبير
لو قابلت إنسانا في الصين ورأيته يتحلطم (يتكلم بغضب) عن ضعف الرواتب والحالة المزرية التي يعيشها فستعرف على الفور بأنه كويتي، ولو قابلت إنسانا في الاسكيمو فرأيته يتكلم عن الاعتصامات والاضرابات احتجاجا على أوضاعه المعيشية فستعلم بأنه كويتي.

لقد اصبحت ظاهرة التحلطم والشكوى من الحال هي سمة كويتية خالصة مهما كانت أوضاعنا المادية!! ومن المضحك ان التجمعات الكويتية للتظاهر والاعتصام تتم مراقبتها من وسائل الاعلام الغربية فيقوم مراسلو تلك الصحف او الفضائيات بتصوير السيارات الواقفة بجانب المعتصمين من الـ (بي ام) او (المرسيدس) ثم يقولون لمشاهديهم: انظروا الى هؤلاء المحتجين على أوضاعهم المادية!!

أنا لا أقلل من أحقية المطالبين بإنصافهم وتحسين أوضاعهم المادية وأعتقد بأن المشكلة الاساسية هي في نظام الخدمة المدنية الذي يتخبط في حل مشاكل القطاعات المختلفة ويرفض دراستها بشكل متكامل بحيث تتم زيادة الرواتب بشكل منصف على الجميع وبذلك يقضي على التفاوت في الزيادات التي هي السبب الرئيسي للاحتجاج مهما ارتفع سقف الرواتب، وقد أبدى كثير من المحللين الاقتصاديين وصناع الرأي امتعاضهم من تلك الطريقة في دراسة الرواتب وطالبوا بالمساواة في نظام الزيادة، فالانسان بطبيعته ينظر الى من حوله ويتمنى ان يحصل على ما حصل عليه، وكما قيل فإن الظلم على الجميع عدل مع ان الامر ليس بظلم بل اننا نتمنى جميعا ان نستيقظ من النوم لنجد أربعة ملايين دينار في كبت أمهاتنا وبذلك تضمن الحكومة سكوتنا.

ان المشكلة هي ان الميزانية التي ارتفعت من اربعة مليارات دينار قبل عشر سنوات الى عشرين مليارا لهذا العام تدل على حماقة وغباء ما بعده غباء في ادارة تلك الثروة الناضبة، وقد قدم الكثيرون دراسات على ان هذا التسارع في الزيادة نتيجته الطبيعية هي ان الكويت ستختفي في عام 2020، حتى تلميذ الابتدائية يستطيع بحسبة بسيطة ان يعلم بأن أموال النفط لن تكفي شعبنا في ظل التسابق على الزيادات في الرواتب والمكافآت الحالية وفي ظل الزيادة في أعداد المواطنين.

ان الذين يطمسون تلك الحقائق ويصرون على التسابق في إرضاء المواطنين من دون دراسات وافية او إحصائيات متأنية من النواب والحكومة هم في الحقيقة يغشوننا ويبيعوننا الوهم، بل ان هؤلاء لأشد فسادا من النواب المرتشين الذين قبضوا بضعة ملايين.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي