الأديب السوري قال إن الثوار نجحوا في تنحية بشار «رمزياً»

حوار / محيي الدين اللاذقاني لـ «الراي»: الشعر الإنساني لم يعد له قارئ عربي... هو في حاجة إلى «السياسي»

u0645u062du064au064a u0627u0644u062fu064au0646 u0627u0644u0644u0627u0630u0642u0627u0646u064a
محيي الدين اللاذقاني
تصغير
تكبير
| القاهرة من رحاب لوئ |

حذر الشاعر والكاتب السوري محيي الدين اللاذقاني من تطور الأوضاع في بلاده وصولا لحرب طائفية، مشيرا إلى أن الأسلوب الذي يتبعه النظام سيجبر الآخرين على **التسلح، وحين يتسلح الشعب تكون بذرة الحرب الأهلية قد اكتملت، ليجني الأسد ثمارها.

ولا يجد رئيس تحرير جريدة الهدهد الدولية أي مانع من التدخل الدولي، مؤكدا ـ في حوار مع «الراي» في القاهرة ـ أنه سينقذ سورية من آلة القمع التي تعاني منها، وقال: إن السلطة الحالية تمثل اغتصابا داخليا للبلاد، أكثر شراسة من الاحتلال الإنكليزي والفرنسي، وما يحدث رد فعل طبيعي من أهل البلاد حيال ما يحدث لهم ولبلادهم.

صاحب «انتحار أيوب» يرى أن الشعر الإنساني لم يعد له قارئ في المجتمع العربي، وأن الشعر السياسي هو المناسب لأكثرهم، فهم يريدون التصفيق والمدرجات، والأقدام.

«الراي» التقت اللاذقاني في القاهرة على هامش مشاركته في ملتقى الوحدة الوطنية.الذي يعقد للمرة الاولى على أرض دولة عربية. فكان لها هذا الحوار:



• ما سبب زيارتك القاهرة خلال هذه الأيام؟

- لأجل المشاركة في ملتقى الوحدة الوطنية، وهذه مبادرة مشتركة لجهود المعارضة السورية في الخارج التي تلتقي للمرة الاولى على أرض عربية، فقد التقت من قبل في تركيا وبروكسل وفرنسا وألمانيا، لكن هذا أول لقاء يتم على أرض عربية، وهذه الرمزية مهمة، خصوصا أنه ينطلق من بلد قامت به ثورة وطرد ديكتاتورا، والتفاعل والتعاطف من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني المصرية كبير، وهو ما دفعنا لأن نتواجد هنا كي نبحث عن خارطة طريق، وبرنامج سياسي للمعارضة السورية، في محاولة لإيجاد آليات لمساندة أهلنا في الداخل في ظل ظروف بها الكثير من القمع، والدم، في نظام استحل دماء الشعب.

• كيف تنظر إلى آخر تطورات الأحداث في سورية؟

- السلطة في سورية تتحدث عن الحوار طوال الوقت، ولكنها تحاور نفسها في النهاية، لأنها لا تغير شيئا من سلوكها. النظام لديه أجندة واضحة تعتمد على القمع. والوصف الأمثل للسلطة السورية أنهم قتلة، فهم لا يتوقفون على إراقة دماء الأبرياء من أبناء الشعب السوري. فالسوريون يتطلعون إلى مستقبل لا يتحكم فيه رجال المخابرات، ولا تدار فيه الدولة بالطريقة الحالية.

• إلام ستؤول الأمور برأيك؟

- إلى إسقاط النظام الحالي، وإجبار هذا النظام على الرحيل، فالثورة السورية منتصرة، وبشار زائل. وقد نجح الثوار حتى الآن إلى تنحيته رمزيا، وقريبا سيتحول هذا إلى واقع، وأعتقد أنه قد يجري تدخل دولي لإنقاذ الموقف، أو لعل الجيش السوري يتحرك، لأن من يقومون بالهجمات على الشعب هم الحرس الجمهوري وفرق بعينها من الجيش، وليس الجيش كله، لذا قد نرى هبة من جانب الجيش تنهي الوضع الحالي.

• ألا تخشى من التدخل الدولي؟

- التدخل الدولي سينقذ البلاد من آلة القمع، ولا أتحرج من أن أعلن هذا صراحة، وبالنسبة لمجلس عسكري يدير شؤون البلاد في سورية، فأي وضع بنظري سيكون أفضل مما هو عليه الآن.

• ما رأيك في من يرى أن الربيع العربي مجرد ترتيب أميركي ـ صهيوني؟

- غير صحيح بالمرة، فحين تسيطر على مقدرات دولة قرابة نصف قرن وتمنع أي حراك سياسي، وتمنع الناس من تحقيق أهدافهم الأساسية، وترفع راية التحرر والصمود ولا تحرر شبرا واحدا من الأراضي المحتلة، فهذه أسباب كافية للتحرك، فالسلطة الحالية تمثل اغتصابا داخليا للبلاد، أكثر شراسة من الاحتلالين الإنكليزي والفرنسي، وما يحدث رد فعل طبيعي من أهل البلاد حيال ما يحدث لهم ولبلادهم.

• لماذا يستسهل المثقفون العرب فكرة الاغتراب على النضال داخل الدولة؟

- لا يستسهلون السفر، ولكنهم لا يجدون غيره، فهم إن عاشوا في بلادهم وتكلموا بحرية فلن يجدوا سوى السجن والمطاردة، والتنكيل.

• هل تنوي العودة إلى سورية؟

- بالطبع، وهذه ليست رغبتي وحدي، ففي كل المحافل التي أحضرها وبها سوريون مغتربون أجدهم جميعا يتحدثون عن رغبتهم في العودة إلى بلادهم.

• البعض متخوف من دخول سورية في حرب أهلية؟

- إصرار النظام على أن يتحدث بلهجة طائفية، وعلى أن يقدم المظاهرات على أنها ذات منحى طائفي، وتحريكه لفرق معينة لقصف مدن عرفت بأنها ذات لون طائفي معين، والذي يتحرك الآن الحرس الجمهوري، وإذا استمروا بهذا الأسلوب وبهذا القصف سيجبرون الآخرين على التسلح، وحين يتسلح الشعب تكون بذرة الحرب الأهلية قد اكتملت، ليجني الأسد ثمارها.

• ما رأيك في المجلس الانتقالي السوري، وهل يستطيع إدارة البلاد؟

- سورية بحاجة إلى مجلس انتقالي وعنوان، وقد كان هذا المجلس بالأسماء المطروحة فيه مبادرة جيدة، ويمكن للعاملين في الحقل السياسي وليس الأيديولوجي التقاط هذا الخيط، وأن تلتقي هذه المبادرة مع مبادرات أخرى ويكون للثورة السورية مجلسها الانتقالي وعنوانها.

• ما رأيك في موقف سعدي يوسف وأدونيس من الربيع العربي، والثورة في سورية؟

- قد تعيش عمرك كله تتغنى بالحرية، وتذم السلطة الغاشمة، وتفني عمرك في الدفاع عن الحرية، وحين تدق الحرية بابك تتركها برغبتك، وتنصرف عنها بإرادتك.

• لماذا توقفت عن كتابة الشعر السياسي؟

- دائما ما أقول إن الشعر السياسي شعر حماسيات ويموت بعد مناسبته، والشعر الأعمق هو الشعر الإنساني والوجداني، وله إمكانية العيش والامتداد عبر العصور، حتى أنني كنت أقول إني أكتب شعرا سياسيا مباشرا فجا، وكنت أحمل على الأكتاف، ولكن حين كتبت الشعر الإنساني العميق لم أجد له قارئا في المجتمع العربي، ربما لأن العرب تعودوا على اللهجة العالية في الخطابة، والقوافي والجلجة، وبالتالي الشعر السياسي بالنسبة لهم هو المناسب لأكثرهم، فهم يريدون التصفيق، والمدرجات، والأقدام.

• هل يمكن القول إنك انتقلت من مرحلة إلى أخرى في كتابة الشعر؟

- أستطيع أن أقول ذلك، وأنا بالشعر مقل، لأني لست ممن يكتبون القصائد بسهولة، كذلك الاهتمام بالشأن العام والانغماس في مشكلات كثيرة، يؤثر على الحالة الشعرية بالتأكيد، فالشاعر ربما يحتاج إلى تفرغ.

• هل يرجع إهمالك نقديا إلى موقفك السياسي؟

- لا أريد أن أقول إني مظلوم نقديا، فقد كتب عني الأستاذ محمد عبدالمطلب، كما وجدت كتابات عني في سورية، وفي المغرب، ولكني ابتعدت عن العالم العربي فترات طويلة، وصلت في بعض الأحيان لعشر سنوات، لذا حين يبتعد المرؤ عن المشهد يعطيه هذا عذرا في أنه لا يقدم أعماله إلى الناس، ومعظم ما طبعت كان خارج مراكز الثقافة التقليدية بعيدا عن مصر ولبنان.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي