نسمات / يا قاعدة... اخرجي من العراق / د. وائل الحساوي

تصغير
تكبير



اتهمت مؤسسة السحاب للانتاج الفني المختصة بنشر أشرطة القاعدة قناة الجزيرة بتزييف الحقائق والتلاعب بالتسجيل الصوتي الذي بثه زعيم القاعدة أسامة بن لادن بعنوان «رسالة إلى أهلنا في العراق»، حيث نقلت الجزيرة من الشريط ما يفيد تخطيء بن لادن لتنظيم القاعدة وتبرؤه من جهادهم ومن نسبتهم إليه، بينما ضربوا صفحا عن نهيه الفصائل من الدخول في العملية السياسية والأعمال الشركية كالانتخابات والبرلمانات، ودعوته للعشائر بأن تحارب المحتل (كما ذكرت سحاب).

لا شك ان ما نشر من الشريط يدل دلالة واضحة على حزن بن لادن لما آلت إليه أمور تنظيم القاعدة في العراق بعدما وجد بأن أهل السنة الذين كان التنظيم يدعي بأنه يدافع عنهم قد انقلبوا عليه وقاتلوه وأخرجوه من ديارهم لا سيما في منطقة ديالى ووسط العراق بعدما ضاقوا ذرعا من أساليبه الوحشية في قتل المدنيين وتدمير المنشآت وايقاع الفتنة بين الناس، ولا يعني ذلك بأن الفتنة قد انتهت، بل مازالت الميلشيات الطائفية المنضوية تحت راية الجيش والداخلية تفتك بالابرياء وتطرد الناس من ديارهم وتحتل بيوتهم، ولئن احتفل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالامس من تركيا بقرب انتهاء وانحسار الارهاب عن العراق - وهو أمر ملاحظ - ولكن السبب لا يرجع الى بطولة جنوده وشرطته وانما الى الدور النبيل الذي قامت به المدن السنية في طرد فلول القاعدة من ديارها، بينما أصبحت مدن الجنوب وأغلب العاصمة بغداد تحت سيطرة الميلشيات الطائفية، وبذلك انتهت المقاومة في تلك المناطق. ولست اليوم في مجال بيان ما ستؤول اليه الاوضاع في العراق لا سيما في ظل تلك الحكومة المتطرفة التي تضع نصب عينيها تقسيم العراق ونصرة طوائف على حساب طوائف أخرى، فهي أشد تطرفا من بن لادن ومن تنظيم القاعدة، ولكن أردت سؤال بن لادن وقاعدته عن سبب عدم اعتبارهم واتعاظهم مما يدور حولهم في بلدان العالم الاسلامي من فوضى ودمار وتراجع للمسلمين كلما تدخل تنظيمهم لنصرة الدين - كما يدعي -؟! ولماذا يفسرون كل ما يحدث بأنه بسبب اختلافهم أو عدم بذلهم ما يكفي من الجهود؟!

ولننظر الى حصيلة ست سنوات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وكيف تراجعت أوضاع المسلمين في كل مكان على الرغم من الخطابات المفوهة التي يتفنن فيها بن لادن والظواهري في كل مناسبة وتأثيرهما على الشباب المتحمس الذي لا يدرك ما وراء تلك الكلمات المنمقة والأسلوب العذب من كوارث على المسلمين.

فليبتعد بن لادن وقاعدته عن بلاد المسلمين قبل ان يتصدى لهم الناس كما فعل أهل ديالى وغيرهم في العراق!




د. وائل الحساوي

wae_al_hasawi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي