مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / طاش ما طاش

تصغير
تكبير
طاش ما طاش لعبة كنا نعلبها ونحن صغار تعتمد على رج زجاج البيبسي أو الكوكاكولا ثم نفتحها بقوة لتصدر صوت فرقة ويطيش السائل الذي بداخلها على هيئة فقاعات... ويبدو لي أن هذه اللعبة القديمة قد تحولت إلى نمط في العمل السياسي الكويتي حكومة وبرلماناً وإعلاماً، فكل فترة تحصل عندنا «رجة سياسية» تؤدي إلى طيشان ما في داخل قلوب وأفكار ساستنا مدمني التأزيم والصراخ.

قيادي في الخطوط الجوية الكويتية ينتقد أحد كبار موظفيه في جلسة خاصه فيختلس الحديث ويغتزل ويبث في اليوتيوب ويؤدي إلى أزمة ومشكلة طائفية ينقسم فيها النواب ويتبارون فيها بين مؤيد للقيادي، وآخر متعصب للموظف الكبير.

ورجة اخرى نتيجة مشكلة حدود بحرية تعرض لها صيادي أسماك عراقين دخلوا بالخطأ إلى المياه الإقليمية الكويتية حلت بالاتصال الودي بين الحكومتين وتمت المصالحة، ويطيش فكر أحد النواب ويصف ما حدث بالتنازل والتخاذل الحكومي الكويتي تجاه العراق ويعد ذلك امتهاناً لكرامة الكويت في نظره، ثم يأتي الوزير المحلل على الراشد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء لينفي أي اعتذار كويتي للجانب العراقي ويصف ما حدث بالتأسف، والفرق واضح عند سعادته بين الاعتذار والتأسف، أي أنه فسر الماء بعد الجهد بالماء، وسيس سيادته السياسة، وطاشت أفكارنا جميعاٍ.

ثم يدور الحديث عن الجلسة الطارئة للفضيحة المليونية التي لم يتأكد حتى كتابة مقالي هذا إمكانية انعقادها، وأنا متأكد أن ولو انعقدت الجلسة لن تؤدي إلى أي شي أو فائدة وتطيش ألسنة النواب المتهم والمتهم وكل ينفي التهمة عن نفسه ويتهم غيره من دون أن تكون عند أي أحد منهم الشجاعة الأدبية الكافية لذكر أسماء القبيضة والدفيعة، ولكن العملية طيشان في طيشان، ويزيد الزبد انتشاراً، وأخشى ما أخشاه أن تطيش أحشاؤنا من جوفنا من شدة الرج والخض والهز، وتخلو عقولنا من الحكمة والصبر من لعبة طاش ما طاش السياسية لمستمرة منذ خمسة أعوام متتالية من دون توقف... والله يستر مما سيحدث في في يوم 16 ـ 9.





مبارك المعوشرجي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي