د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / بأي حال عدت يا عيد؟!

تصغير
تكبير
أكتب وأكشط... أكتب وأكشط... تلك هي حالتي وأنا أتابع الساحة المحلية والإقليمية والعربية... لا أعلم على ماذا أركز، فهناك دماء طاهرة تسيح في الشام وسط صمت عربي، أقصى ما لديه الاستنكار والشجب وإطلاق مبادرات الحلول العربية واللجان الوزارية، وثمة دماء طاهرة تثور في ليبيا الحرة معلنة جائزة لمن يعثر على القذافي حيا أو ميتا، بعد أن اختبأ وأبناؤه كالجرذان في أنفاق شقّها لهذا اليوم.

إنني أكـــتب وأنا بين حالتيـــن متناقضتيـــــن! فرح لما يــدور في ليبيا من انتــــصار لإرادة الشـــــعوب الحرة، وحزن على الأرواح الطـــــاهرة التي صعـــدت إلى بارئها فــــــي الشام وما حــــول الـــــشام، لا ذنب لها سوى أنها طالـــبت بأن تعيــــش حرة، وقــــد كُتِبَ عليها أن تعيش في مكان أصبح ساحة لتكسير عظم فرقـــاء الشرق الأوســــط الجديد.

لا أعلم إن كان لي الحق أن أفرح بعيد الفطر المبارك، وأنا أرى وأسمع أن قوات الاحتلال الصهيوني تحاصر المصلين في المسجد الأقصى، أو أن أتقبل التهاني بقدومه بينما تتم الاستهانة بحرمة جامع الرفاعي والمصلين فيه.

ربيع عربي امتد إلى صيف حارق، تساقطت معه زعامات ظنت أنها مخلدة أبد الآبدين، كما تساقطت خلاله أوراق توت سترت عورات من خَدَع «بعض» الناس سنوات طوالاً بأنه بطل المقاومة، وها هو يقف بكل وقاحة ليدافع عن نظام يبيد شعبه، ويسفك دماءهم في خير الشهور، وفي أطهر البقاع.

ما زلت أكتب وأكشط... أكتب وأكشط... وأنا أرى الفتنة تطل برأسها في حبيبتنا مملكة البحرين مجددا، ولا يريد لها الشيطان أن تهدأ، حتى بعد مؤتمر الحوار الوطني الذي جمع الفرقاء جميعا.

وعندما أُرجِعُ البصر إلى وطني أسمع وأرى عن اتهامات بالذمم المالية لنواب بلغت الملايين في ظل صمت حكومي مطبق، وكأن الأمر لا يعنيها، كما أسمع عن تحرشات لبعض الفصائل العراقية التي تملك أسلحة تهدد بها الكويت، بينما تطمئننا وزارة الخارجية أن الأمر لا يعنينا وهو خلاف بين تلك الفصائل امتد لأراضي الوطن.

ما زلت أكتب وأكشط... أكتب وأكشط... وأنا أضحك من تهديد مجموعة من النواب بالاستقالة الجماعية من مجلس الأمة، تلك التهديدات التي نسمعها كثيرا من دون تطبيق، استقيلوا من ذلك المجلس إن كنتم لا تستطيعون فعل شيء، فقد أصبحتم أوهن من بيت العنكبوت، فلا صرخاتكم تعني شيئا، ولا استجواباتكم أوقفت هدير الفساد، فالمال السياسي العفن وتوزيع المناصب على أساس المحاصصة السياسية بات هو المحرك الفعلي لكثير من زملائكم، ووجودكم في المجلس بات تهمة في حد ذاته.





د.عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

Twitter : @Dralsuraikh
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي