تركي العازمي / في شهر رمضان: «جاك العلم»!

تصغير
تكبير
في شهر رمضان تصفد الشياطين، و«تركد» تأثيرات شوائب الأنفس... إنه لشهر عظيم ولكن البعض لايزال خارج نطاق تغطية العقلانية وروحانية الشهر الفضيل! شاهدنا «حزب الله» العراقي يهدد الكويت، والكويت ترد بعقلانية ويتوهم البعض بأن الكويت ستنجر وراء إفرازات أنفسهم العدوانية. وفي رمضان مازالت قضية القبول في الجامعة والتطبيقي عالقة... لربما «الإخوان» مازالوا يعتقدون ان الحل في الجامعة التي ستأتي بعد ستة أشهر!

وفي رمضان تذكرنا أن للرجال الحكماء مواقف وهو ما ظهر في كلمة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز خادم الحرمين الموجه لسورية، كان الخطاب واضحاً ونتمنى أن تتبعه دول مجلس التعاون الخليجي!

وفي رمضان تتساقط أنفس الشياطين وتبقى الحكمة هي المنهج لوحيد المراد اتباعه فلا مصالح باقية ولا خصومة دائمة من منظور عقلاني أما خلاف ذلك فغير مقبول من معشر العقلاء الذين أصبحت أعدادهم في تراجع. كم كنت أتمنى أن نجد اخواننا النواب والقائمين على شؤون هذا البلد أن يستوعبوا الدروس وأن يسمحوا بترك شوائب الأنفس والمصالح بعيدة عند مراجعة شؤون البلاد والعباد!

وكم كنت أتمنى أن نرى تحركاً سريعاً تجاه معظم القضايا قبل أن تصبح مشاكل تبحث عن حل كون الإدارة المنبثقة من قيادة سليمة تستوجب التنبؤ المستقبلي لا أن تترك المشاكل تتراكم في معظم المؤسسات!

في رمضان وهذا الأهم، نشاهد الأزمة المالية التي تعاني منها الأسواق الغربية وتحديدا السوق الأميركية وهو أمر لاشك له انعكاساته ولا نعلم الأثر المتوقع ولكن في حال هبوط سعر برميل النفط إلى ما دون 80 دولارا «فسلم» على الميزانية المتضخمة والكوادر والزيادات وارتفاع الأسعار!

الكويت في حاجة إلى معرفة مستقبلها السياسي والاقتصادي في ظل التطورات التي تشهدها الساحتان المحلية والعالمية ومن وجهة نظري ان الجانبين لم يحظيا باهتمام قيادي سليم لأن البلد في واقع حاله يفتقر إلى القيادات السليمة!

نعيش تجاذبات وتسخر الثروات لمصالح ضيقة حتى على مستوى تسكين المناصب القيادية وهذا التوجه المتعارف عليه أوقع بالمصلحة الوطنية أشد الضرر وقد لا تكون التراكمات واضحة ولكننا نلاحظ بعض الممارسات الدالة على هذا الأثر. من يصلح أن يكون قيادياً، فلنمنحه الفرصة ومن انتهت صلاحيته فنرجو إزاحته فوراً فالإصلاحات في حاجة لأن يضحي أصحاب المصالح والمحسوبية لأجل الوطن.

هذا ما حصل في شهر رمضان الفضيل و«جاك العلم» يا من طأطأت رأسك لمصلحة ضيقة! و«جاك العلم» لا نوجهه فقط للنواب والوزراء ولكن هذه المرة نوجهه لم وجه صوته لنائب خارج نطاق العقلانية وفي أحلك الظروف لا تسمع منه «حرفا» ولكل من شاهد أوجه الفساد وأغمض عينيه ولو صحت في إذنه لا يسمع. والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي