كلمة كانت تطلق قديما على خشبة صغيرة تبرى كما يبرى القلم الرصاص لتكون مدببة يستخدمها بعض الفتية أثناء شجارهم في الحواري والسكك والفرجان.
وفي ما حدث في الآونة الأخيرة رأينا وللأسف الشديد «مناقيج» عدة استخدمها البعض... لماذا؟
«منقاج» في اليد وآخر في اللسان، وإن «المناقيج» التي يستخدمها الصبية في شجارهم قديما لا يكون معها العقل لأنهم صبية لا يفقهون، إنما «مناقيجهم» تدمي. أما في الفترة التي نعيشها الآن وللأسف الشديد فإن «مناقيج» اليد واللسان تدمي أكثر مما تدميه السنان.
أناس جعلوا من بعض مراكز الإشعاع تبديدا للإشعاع وإخمادا له، وكأنهم يضربون بقانون المطبوعات، المادة (21) الفقرة (7) وهي التي تحظر المساس بكرامة الأشخاص أو حياتهم أو معتقداتهم الدينية والحض على الكراهية أو ازدراء أي فئة من فئات المجتمع، عرض الجدار.
فيأتي فريق ليمس من كرامة الإنسان، ويتفوه بكلمات، للأسف الشديد لم ترد في أوساط هذه الديرة الحبيبة من قبل، ويحاول أن يخدش من نسيج المجتمع ويشكك في الولاء لهذه الأرض الطيبة.
أين الأمانة؟ ولماذا نطبخ «الجص» كما تريد أهواؤنا؟ وماذا ورثنا من سمات آبائنا وأجدادنا؟ فليكن لساننا في القول، ويدنا في كتابة الكلمة، التقوى وأن يكون جدالنا حكيما حتى لا نتنازع فتفشل ريحنا، ونحن في ديرة مؤسسة لمنبر عظيم يعتبر من المنابر الرائدة في تأسيس الديموقراطية، أهكذا لسان الديموقراطية أو قلمها؟ أن تطرح دعوات غير ذات أساس قانوني أو دستوري أو دعوات لمنع نواب منتخبين من مجلس الأمة ويمثلونها من ممارسة مسؤولياتهم وواجباتهم في حضور جلسات المجلس، نريد أن نفسر الديموقراطية على أهوائنا، وأن نشهر ببعضنا كما نشاء، وأن نضع «مناقيجنا» حيثما شئنا ومتى أردنا وكيفما ارتأت لنا أهواؤنا.
أمل معقود في ألا ننزل «المناقيج» إلى الشارع فهذا ما لم يورثه لنا أجدادنا، لأننا نحن الكويتيين جذر واحد لشجرة وارفة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ثمارات يانعات طيبات أصلها الموعظة الحسنة والكلمة الطيبة تنثر أريجا يقتل الحساد والبغضاء والتنافر والتشتت.
وبوادر الخير تهل بفكر العقلاء من السلطتين التشريعية والتنفيذية لأنهما اللذان يبرهنان للأمة في الظروف الصعبة كيف تكون الحكمة وكيف يكون التفكير بالحفاظ على تراب الوطن وأبنائه لأن هذه الأرض هي أرض الكويتيين جميعا، ولا يحتاج أحد أن يثبت ذلك لأن الكويت في دم الكويتيين جميعا وفي وجدانهم وفي عيونهم بل وفي أفئدتهم، والجميع يعمل من أجلها ويفكر فيها ولها بالحكمة والموعظة والجدال بالتي هي أحسن، «ولندقم المناقيج»، حتى تهوى في مكان سحيق.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي