نقاد مصريون في ندوة قاهرية: سينما الثمانينات تجاهلت الأعمال الأدبية... واعتمدت الرواية الجديدة

تصغير
تكبير
|إعداد: نجاح كرم|

أجمعت مجموعة من النقاد في مصر، على أن سينما الثمانينات على شاشات دور العرض في بلادهم ابتعدت عن الأعمال الأدبية وظهرت الرواية الجديدة بظهور مجموعة من الكتاب** في مطلع الستينات.

الناقد السينمائي المصري هاشم النحاس قال - ضمن حلقة بحثية جديدة في السينما المصرية وواقعيتها أقامها المجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا المصرية قبل أيام: المخرج الراحل عاطف الطيب كان أبرز مخرجي فترة الثمانينات وأكثرهم إنتاجا بين زملائه من «83» إلى «95»، أخرج خلالها «23» فيلما.

وأضاف: كانت افلامه دائما ما تبرز التناقض بين القيم الداخلية وتأثير البيئة المحيطة مثل: «سواق الأتوبيس»، حيث قدم شخصية الباحث عن المال لسداد دين والده، وفي نفس الوقت تأثير الانفتاح على أزواج شقيقاته التجار، وتلك القيمة المضادة، وكذلك فيلم «الزمار» الذي تعرض بطله للفساد ومطارد من البوليس فيهرب من قرية لقرية ليكتشف فسادا جديدا ويحاول الكشف عنه، ويشارك في الفساد بالفيلم صاحب المشروع الوهمي ومأمور القسم وشيخ البلد المدعي للتدين.

وقال: بينما كان يركز على منظر الهرم في الكثير من الأعمال وفي كل مشهد بمعنى مختلف، ففي فيلم «الحب فوق هضبة الهرم» ظهر «3» مرات، إحداها في مكان للحب، وأخرى من داخل عربة الترحيلات وكأنه يعبر عن تقزيمنا لتاريخنا.

وأشار إلى أن «عاطف» تميز في أعماله بالمعاصرة مع الواقعية الشديدة، مثلما قدم في فيلم «الأرض»، وتناوله الانفتاح الاقتصادي وتسلط الشرطة في فيلم «ملف في الآداب»، وكذلك تميز بالذاتية في أفلامه مثل فكرة التجنيد التي مر بها في حياته وقدمها في فيلم «كتيبة الإعدام» و«البريء» و«سواق الأتوبيس»، وتميز بالجرأة النقدية.

وقالت الدكتورة سلوى مبارك: سينما الثمانينيات محاولات منفردة لمخرجين ولدوا في فترة الأربعينيات متأثرين بالسينما الأميركية، وقد تركت السينما الاستوديوهات وتحرروا من التابوهات والتقاليد، وقد ظهرت الرواية الجديدة بظهور مجموعة من الكتاب مع مطلع الستينات، منهم: «صنع الله إبراهيم، بهاء طاهر، جمال الغيطاني»، ومعظمهم من الطبقه الفقيرة بالمجتمع، وظهر ذلك في أعمال صنع الله إبراهيم التي دعت للنقدية الاشتراكية، وقد اتهمت الرواية الجديدة بصعوبتها واهتمامها بتطوير الشكل دون المضمون فانفصلت السينما عن الأدب كرد فعل عكسي للاختلاف عن المرحلة السابقة بفترة الخمسينات والستينات التي كانت تعتمد على الرواية الأدبية في الأعمال السينمائية وتحولت لشكل مؤسسي وأصبحت أمرا نمطيا، وكذلك اتسمت الرواية الجديدة بالتعقيد وعدم الإثارة والجذب.

وأضافت: ظهرت سمات أخرى للسينما في الثمانينات، وهي التناص، وذلك بإعادة استخدام شيء ما تم استخدامه في عمل أدبي آخر، وقدم في فيلم «مواطن ومخبر وحرامي»، والاقتباس، وهو التأثر برواية أدبية وتقديمها بشكل مختلف تماما، والموازاة، وهي تعني الاعتماد على موتيف محدد، مثلما قدم المخرج محمد خان في فيلم «الحريف» واعتماد البطل على السير والنظرات الشاردة لشروده وتأقلمه مع المدينة.



إعداد: نجاح كرم

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي