«الحرب يجب أن تستهدف حكومة لبنان وجيشه وألا تستمر أكثر من أسبوعين»

غيورا آيلاند: لست مطمئناً لاستنتاج إسرائيل العبر من 2006 ... وقد لا نستطيع هزيمة «حزب الله»

تصغير
تكبير
| القدس - «الراي» |

صرح رئيس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، الجنرال في الاحتياط غيورا ايلاند، بأن إسرائيل لن تنتصر على «حزب الله» في الحرب المقبلة إذا لم يتم استهداف البنى التحتية اللبنانية والجيش اللبناني، وعزا الهدوء على الجبهة الشمالية إلى التطورات اللبنانية والسورية الداخلية وليس لحرب لبنان الثانية العام 2006، بما في ذلك اتهام عناصر من «حزب الله» باغتيال رئيس الوزراء اللبنانيّ السابق، رفيق الحريري.

آيلاند الذي انتهت مهامه رئيسا لمجلس الأمن القومي قبيل اندلاع حرب يوليو العام 2006، لكن الاستعانة به وبخبراته لم تتوقف، إذ شارك في التحقيقات الداخلية في الجيش في حرب لبنان الثانية، وحقق أيضا في قضية الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت، وفي قضية «أسطول الحرية» الأول.

وعزا أسباب الفشل إلى الخلل في أداء الجيش، تحديد المستوى السياسي أهدافا غير واقعية، العلاقة بين الجيش والمستوى السياسي كانت إشكالية وكذلك الرؤية الاستراتيجية للحرب، عدم ضمان الدعم الأميركي مسبقا، والفشل الإعلامي الإسرائيلي في إقناع الرأي العام العالمي «بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وتابع: «أما أحد أهم أسباب الفشل، فكان مسألة تحديد العدو، إذ جرى تحديد حزب الله العدو الرئيسي، وحورب، فيما كانت حكومة لبنان وجيشه والبنى التحتية خارج اللعبة»، معتبرا أنه «حسب قواعد اللعبة هذه، ليس بمقدور إسرائيل الانتصار في الحرب». وأضاف: «إذا اندلعت غدا حرب لبنان الثالثة وتصرّفت إسرائيل وفق قواعد الحرب السابقة، فلن تكون للجيش الإسرائيلي فرصة للنجاح».

وعن استنتاج العبر من حرب العام 2006، بدا ايلاند غير مطمئن إلى النتائج، رغم المناورات العديدة التي أجراها الجيش الإسرائيلي. فرغم إشارته إلى أن بعض الأمور عولجت، كالتدريب بأطر واسعة وبطريقة تمنع تكرار الأخطاء، واكد: «لا يمكن القول بثقة إن بمقدور المواطنين والجيش في الدولة العبرية أن يكونوا مطمئنين وهادئين بالنسبة إلى التحديات المقبلة. ففي بعض الأمور استخلص الجيش العبر باتجاه مبالغ فيه».

واضاف: «صحيح أن الجيش الإسرائيلي طوّر قدراته، لكن التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثير. فلديه كمية أكبر من القذائف ممّا كان لديه في السابق، وهي أكثر دقة ومداها أبعد، وأخفاها بطريقة أفضل». وقال: إذا جرى التصرف في الحرب المقبلة وفق المفاهيم عينها التي كانت في الحرب السابقة، فقد ينجح الجيش في استهداف حزب الله بطريقة أفضل مقارنة بالحرب السابقة، لكن حزب الله سيقصف الجبهة الداخلية على نحو أوسع، لذا لن يحقق الجيش انتصارا».

ورأى أن «التهديدات والحرب يجب أن تكون ضد الدولة اللبنانية، لأنه لا أحد يرغب في دمار لبنان، بما في ذلك سورية وإيران». وقال إن «الرافعة الأساسية هي قدرة الردع قبل أن تندلع الحرب، إضافة إلى ضرورة تحقيق الانتصار بسرعة من خلال القول إن دولة لبنان تتحمل مسؤولية النيران التي تطلق من أراضيها»، معتبرا أن «هذا الأمر صحيح أكثر اليوم بعدما أصبحت سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية أقوى». وصرح بأن «إسرائيل لن تنتصر على حزب الله في الحرب المقبلة إذا لم تُستهدف البنى التحتية والجيش في لبنان».

وقال إنه لا يعتقد أن لدى «القيادة الإسرائيلية في الوقت الراهن الوضوح الكافي في كيفية إدارة المعركة في الشمال وكيفية الوصول بسرعة إلى الهدف المطلوب»، مضيفا أن «الاعتقاد بأن التطور التكتيكي لدى إسرائيل بمقدوره تحقيق نتائج مختلفة عن الحرب السابقة هو اعتقاد خاطئ».

وقال إن «إسرائيل تتبع خطا استراتيجيا صحيحا في ما يخصّ خيار المبادرة إلى الحرب، إذ لم تبادر إلى حرب أو هجوم إلا في حال واجهت خطرا استراتيجيا وجوديا، مثل مهاجمة المفاعل النووي في العراق. وحسب المصادر الأجنبية في دير الزور السورية». أضاف أن «سورية تملك اليوم كميات هائلة من الأسلحة الكيماوية الخطيرة جدا، لكن هذه الكميات، رغم خطورتها، لا تعتبر بالنسبة إلى إسرائيل سببا لشن الحرب على سورية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي